سوء الظن

النشرة الدولية –

كثير من العلاقات الاجتماعية والأخوية والعلاقات الحميمية تستحق منا التريث والتأني وعدم التسرع بإطلاق الأحكام، فهناك بعض المواقف والأفعال قد تصدر من الطرف الآخر قد تسيء لنا أو تؤثر في علاقاتنا وتؤدي بنا إلى قطع هذه العلاقة.

فلابد لنا في جميع المواقف التي تواجهنا في كل علاقاتنا من التريث والتأني وعدم التسرع بإطلاق الحكم على هذا الموقف أو هذا الفعل!

لابد لنا أن نعذر أخانا فلربما هناك سبب أو عذر أدى به إلى عمل هذا الفعل أو اتخاذ هذا الموقف!

أو أنه يواجه ظرفا صعبا أدى به إلى التقصير بأداء واجبه تجاهك!

وأنت أيها القارئ الكريم، هل واجهتك مثل هذه المواقف مع أصدقائك وأقربائك ومن هم في محيطك؟

هل وجدت عذرا له بتقصيره عن أداء هذا الواجب والتمست له العذر بذلك؟

هل بحثت عن الأسباب من وراء هذا الفعل؟

هل تيقنت وتقصيت والتمست العذر له؟

هل طلبت توضيحا من صديقك أو قريبك عن سبب هذا الفعل؟

لماذا لا تضع نفسك في موضع صديقك أو قريبك وتبحث عن السبب الذي جعله يقوم بهذا الفعل؟!

فسوء الظن إساءة لك قبل أن تكون لغيرك لقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: «سوء الظن يدل على مرض القلب»، «سوء الظن يدوي القلوب ويتهم المأمون، ويوحش المستأنس، ويغير مودة الإخوان».

فلابد لك أيها القارئ الكريم من التريث والتأني بإطلاق الأحكام وألا تسيء الظن، وأن تأخذ الأمور والمواقف على محمل حسن، وأن تضفي عليها طابع حسن الظن والظن الجميل وعدم التسرع بقطع العلاقة، لأن ذلك من الود وحسن العشرة بين الإخوة، فالناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

ونستشهد في ذلك بقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) صدق الله العظيم.

فكتاب الله وتوجيهاته هما النبراس والنور الذي يضيء ظلمة الأفكار والظنون.

دمتم بحفظ الله ورعايته.

زر الذهاب إلى الأعلى