زيارة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان.. القضايا الراهنة عنوان المرحلة
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
قد تكون زيارة العمل الرسمية، التي بدأها اليوم الملك عبدالله الثاني لسلطنة عمان، بما في ذلك سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الرسمية التي يترأس قمتها السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان.
البلاط السلطاني، أعلن أنه “انطلاقاً من العلاقات الراسخة التي تربط سلطنة عمان والمملكة الأردنية الشقيقة، وفي إطار التعاون والتنسيق بينهما لكل ما من شأنه تحقيق المزيد من النماء خدمة لمصالح البلدين، وبما يحقق تطلعاتهم وآمالهم، سيقوم الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن بزيارة رسمية لسلطنة عمان، تستغرق يومين ابتداءً من يوم الثلاثاء الموافق الرابع من أكتوبر لعام 2022”، يرافقه الملكة رانيا وولي العهد الأمير الحسين، وهي الزيارة المرتقبة عربيا وخليجيا ودوليا، فكما أوضح بيان البلاط السلطاني العماني أنّه “سيتم خلال الزيارة التشاور والتنسيق بين القيادتين بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية”.
.. أيضا هي زيارة مختلفة في وقت مختلف نتيجة الأحداث والأزمات الدولية التي نشأت جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
*موروث من المحبة والتقدير والاخوة
تعد العلاقات الثنائية الأردنية العمانية من أرقى وأكثر العلاقات العربية الإسلامية التزام، وفيها مناخات واسعة لتبادل الأفكار والمبادرات وتفعيل البرامج والاتفاقيات الثنائية في مجال الأعمال والاقتصاد والأمن والجيش والتبادل في العلاقات الصحية والتربوية والاستثمار آت الاقتصادية والزراعة وتبادل الخبرات.
.. هي سلطنة عمان الشقيقة، التي عنت للمملكة الأردنية الهاشمية، موروث من المحبة والتقدير والاخوة، فقد كانت نقطة ارتكاز وتعاون ورؤية سياسية حكيمة، شكلت روح التعاون والمشاركة والتنمية المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية و، وفي مجالات مختلفة، كانت جوهر العلاقات الأردنية العمانية على مستوى القادة، الملك الهاشمي والسلطان العماني.
دائما وبحرص وإصرار ملكي سامي، كان القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني حريصا على تبادل الزيارات وتلبية دعوات السلطان الراحل قابوس بن سعيد، لعل أبرزها زيارات رسمية تمت في أعوام 2008 و 2010 و 2011 و 2013 و 2017، كانت تتمحور أعمالها حول العلاقات بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، عدا عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الأردن وسلطنة عمان، والحرص على النهوض بها في المجالات كافة.
.. يتابع الملك عبدالله الثاني وبمساندة حثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين، النظر بفكر مستنير، متقدم، يناقش ويبادر في تسليط الأضواء والأفكار العملية واللوجستية حول القضايا الإقليمية الراهنة، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات، التي تمر بها المنطقة والإقليم، بهدف استعادة الحياة والأمن والأمان، وهي ذات الأفكار التي يتمتع بها سلطان عمان، مترقبا وداعا، لكل ما يعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
*عمليا وسياسيا :زيارة مختلفة
تؤكد سلطنة عمان، ان زيارة الملك عبدالله الثاني للسلطنة تفتح آفاقا جديدة لمستقبل أفضل، بحسب تصريحات سياسية ودبلوماسية أعلنها السفير العماني لدى المملكة الشيخ هلال بن مرهون المعمري، وأكد أن الزيارة:
*أولا:
تأتي تتويجا للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتفتح آفاقا جديدة ورحبة لمستقبل أفضل يخدم الشعبين الشقيقين.
*ثانيا:
زيارة مهمة على جميع المستويات، في الجانب الاقتصادي بحكم الفرص الاستثمارية المتاحة، متوقعا أن تسفر عن توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات، وإنشاء شركات وصناديق استثمارية لإيجاد فرص استثمارية واعدة بين البلدين مستقبلا.
*ثالثا:
تدعم الزيارة، عمق العلاقات الأخوية المتجذرة و الراسخة، والتاريخية الممتدة لعقود ماضية في ظل القيادتين الحكيمتين اللتين تربطهما علاقات وطيدة أقرب إلى التآخي.
*رابعا:
منذ سنوات وأجيال، كان التعاون بين البلدين، وما زال في الجوانب التعليمية والثقافية والعسكرية، بما في ذلك مشاركة الجالية الأردنية في بداية النهضة المباركة في سلطنة عمان، وإسهامها في التنمية بمختلف المجالات، ولاسيما في القطاعات الثقافية والتربوية والإعلامية.
*خامسا:
توفر الفرص الاستثمارية في البلدين، والتي يمكن للقطاع الخاص استغلالها خصوصا في الجوانب الصحية والتعدين والسياحة.
*سادسا:
هناك استمرارية للتعاون الثقافي بين البلدين من خلال إنشاء وحدة الدراسات العمانية في جامعة آل البيت، والبرامج الثقافية المشتركة والمشاركة في المعارض والمهرجانات الثقافية وتبادل زيارات الوفود الرسمية والمجتمعية بهدف تعزيز التواصل الثقافي، لافتا إلى وجود 3500 طالب وطالبة يدرسون بالجامعات الأردنية.
.. في الرؤية الجيوسياسية للخليج العربي، ودول المنطقة والإقليم، تعد سلطنة عمان نقطة ارتكاز واستقرار وبيئة داعمة للتعاون والروابد الجيوسياسية بين الشعوب.
.. عمان، محطة ملكية، تدعم دور الأردن في صنع القرار وتدعيم الثقة بين الشعوب، نصرة لقضايا المنطقة وبالذات القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، عدا عن أزمات وواقع العالم اليوم.
*تقارير فضائية “المملكة”.
قبيل ساعات من الزيارة الملكية الهاشمية للسلطنة عمان، بدأت فضائية “المملكة” الإعلامية الأردنية في بث مجموعة من التقارير حول العلاقات الأردنية العمانية وقالت في تقرير كتبه إياد فضال، ان هناك
أكثر من 25 اتفاقية بين الأردن وسلطنة عُمان منذ بدء العلاقات الدبلوماسية، التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
يبحث الملك عبدالله مع سلطان عُمان العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.
وقالت المملكة، يتبادل البلدان التمثيل الدبلوماسي في العاصمتين عمّان ومسقط منذ 1972، حيث شهدت العلاقات بين البلدين منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بينهما، تطورا ونموا ملحوظا في المجالات كافة، بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكانت آخر زيارة لجلالة الملك لسلطنة عُمان في 12 كانون الثاني/يناير 2020، لتقديم واجب العزاء بالسلطان قابوس رحمه الله.
وزار جلالته عُمان في أيار/مايو 2017. وتعود آخر زيارة للسلطان قابوس بن سعيد رحمة الله للأردن في آب/أغسطس 2008.
ووقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعبا إلى جانب عُمان، حيث سارع لتلبية احتياجاتها من الكوادر والخبرات المؤهلة في المجالات التربوية والاقتصادية والثقافية والطبية.
إلى ذلك، كانت عُمان سندا للأردن في مواجهة التحديات، ولم تألُ جهدا في دعم قضاياه وتوجهاته.
وقد أرسى دعائمَ هذه العلاقة المميزة المغفورُ لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراهما.
واستمرت العلاقة المتميزة بين البلدين مع تولّي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية؛ فقد ربطت جلالته بالمغفور له جلالة السلطان قابوس علاقات شخصية قوية، وهي العلاقات نفسها التي تربطه بالسلطان هيثم بن طارق الذي تولى مقاليد الحكم في 2020، واتسمت على الدوام بتبادل وجهات النظر والتشاور والتنسيق حيال القضايا العربية والإقليمية، وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين اللذين يقفان في خندق واحد لخدمة الأمة ونصرة قضاياها.
وإلى جانب التطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الأساسية العربية والإقليمية والدولية، فإنهما يشتركان في تبنّي النهج الوسطي السلمي والمتوازن الداعم للشرعية الدولية.
ويتسم الشعبان الأردني والعُماني بتمسُّكهما بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وهو ما يَبرز في المشاركات الفنية التي تمثل كلّا منهما في المهرجانات الثقافية للبلد الآخر؛ وبخاصة مهرجان جرش في الأردن ومهرجاني مسقط وصلالة في عُمان.
*حالة تعايش ورفقة درب.
الشبكة الإعلامية المملكة كشفت انه :يعيش في عُمان، نحو 12 ألف أردني، وعدد العُمانيين المقيمين في الأردن، 5 آلاف؛ أغلبهم طلبة مع مرافقيهم.
ووقع البلدان منذ بدء العلاقات الدبلوماسية 25 اتفاقية على الأقل في عدة مجالات، كما يوجد نحو 30 اتفاقية في مراحلها النهائية أو قيد البحث بين البلدين.
ويعمل في عُمان أردنيون في القطاعين العام والخاص، يتركزون بشكل رئيس في القطاعات التربوية والأكاديمية والتدريبية والهندسية والوظائف الإدارية والمالية في الشركات والمصارف والمصانع.
وفيما يتصل بالتعاون في المجال الاقتصادي، فإن أهم الصادرات الأردنية إلى عُمان، “أدوية، وخضراوات وفواكه، وأسمدة كيماوية، ومصنوعات من الحجر والإسمنت.
وأهم المستوردات الأردنية من عُمان، أسماك، ورخام، ومحضّرات الأغذية، ومنتجات كيماوية عضوية.
وفي مجال العلاقات التعليمية والثقافية، ساهمت الهيئات التدريسية الأردنية يدا بيد مع نظيرتها العُمانية في النهضة التعليمـة التي شهدتها عُمان، والتوجه إلى مزيد من التعاون في المجال التعليمي في ظل الإشادة بالمعلم الأردني وتميزه وقربه النفسي والاجتماعي من الطالب العُماني.
كما يوجد برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين، وآخر للتعاون التربوي يجدَّد كل 3 سنوات، ينظِّم ويؤطِّر علاقات البلدين في المجالين الثقافي والتربوي، وهناك أيضا عملية ربط وتوأمة بين عدد من الجامعات الأردنية والعُمانية في كثير من التخصصات. وهناك أيضا تبادل للبعثات الدراسية.
وتأكيدا على التمازج الثقافي والحضاري بين البلدين، أُنشئت وحدة للدراسات العُمانية في جامعة آل البيت في المفرق عام 1998، لتكون الأولى من نوعها في المشرق العربي ولتشكل جسرا للتواصل البحثي والأكاديمي بين الأردن وعُمان،
وتعقد الوحدة سلسلة من الندوات الدولية عن عُمان التاريخ والتراث والحاضر وعن العلاقات الأردنية العُمانية بصفة دورية، ويصدر عنها العديد من الكتب والدراسات ذات الشأن العُماني.