ماجد علي المنصوري: أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يحافظ على التراث والهوية

النشرة الدولية –

العرب – حنان مبروك –

تراهن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي تحديدا على المعرض الدولي للصيد والفروسية، الذي لا يختص فقط بالحياة البرية الإماراتية والتعريف بها محليا ودوليا وإنما يهتم بكل ما يرتبط بالتراث وهوية الشعب الإماراتي بأبعادها الخاصة والكونية.

لهذا تأتي خطط تنظيم المعرض وتوجهاته كل عام بشكل مختلف يحاول مواكبة إستراتيجيات الدولة وتحقيق أهداف تنطلق بناء على ما تم إنجازه وبلوغه في الدورات السابقة.

التطلع إلى المستقبل

في تصريح خاص لـ”العرب” عبر رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض ماجد علي المنصوري، وهو أيضا رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، عن أهمية المعرض بصفته حدثا سنويا استطاع أن يصبح منصة إماراتية عالمية مرموقة ومميزة تأخذ على عاتقها مهمة حماية التراث الإماراتي والعربي المشترك وحفظه، مما يعزز صورة الإمارات ويبرز خصوصيتها التراثية ويكرس هويتها ويدعم عناصر تنميتها الشاملة.

التظاهرة تحاول التوسع أكثر في السنوات القادمة بمزيد تنويع القطاعات التراثية والتركيز أكثر على الاستدامة

ويرى المنصوري أن المعرض الدولي للصيد والفروسية أصبح واجهة ومرآة عاكسة لجهود الإمارات في الحفاظ على التراث والهوية، وخلق وابتكار سبل لاستدامة الحياة في ظل التغيرات الجيوإستراتيجية المتسارعة التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة الأهمية اللازمة انطلاقا من إيمانها بأن ليس هناك مستحيل وكل فكرة بإمكانها أن تتحول إلى واقع وحقيقة.

ويشير إلى أن الدورة العشرين للمعرض استطاعت أن تحقق “زيادة بحوالي ثلاثين في المئة في مساحة المعرض عن السنة الماضية لتتجاوز الستين ألف متر مربع كمساحة مخصصة لعرض أكثر من 560 شركة تمثل 58 دولة، وأغلب الشركات الحاضرة هي من دولة الإمارات، وهذا إحدى إستراتيجيات المعرض في تركيزه على الشركات المحلية بالإضافة إلى الشركات الخليجية والعالمية وعدد من الشركات العربية القادمة مثلا من تونس وليبيا والمغرب، والمشاركة الخارجية الأكبر هي للمملكة العربية السعودية والكويت وقطر”.

ويتابع “في الدورات القادمة نطمح إلى أن تشارك معنا بقية الدول العربية الثانية، ومنها سوريا، للاستفادة من خبرة الأشقاء السوريين الطويلة والكبيرة جدا في صناعة معدات الصيد بمختلف أنواعها، كما نطمح إلى زيادة جودة المنتجات المعروضة. باختصار نطمح إلى التوسع أكثر في السنوات القادمة، بمزيد تنويع القطاعات المشاركة والمتعلقة بالصيد والتراث والتركيز أكثر على موضوع الاستدامة لأن الإمارات ليست لنا فقط وإنما نحن نؤسس لحياة الأجيال القادمة أيضا”.

وتوضح لغة الأرقام أن المعرض تطور في العشرين سنة من عمره؛ حيث تضاعف عدد العارضين نحو عشرين مرة، فيما تضاعفت مساحة العرض حوالي عشرة مرات وازداد عدد الزوار بأكثر من ثلاث مرات، ويتوقع أن تستقطب الدورة الحالية نحو 120 ألف زائر.

ونظرا إلى عدد الزوار الكبير خصص المعرض جناحا لاستعراض إستراتيجية الدولة المناخية وجهودها في تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 وخفض الانبعاثات، وهي الإستراتيجية التي جعلت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.

الدور الثقافي

يقول المنصوري لـ”العرب”: “الإمارات من أول الدول في العالم التي خصصت إستراتيجية مناخية لمواجهة التغيرات المتسارعة في المناخ، وضمان استدامة الموارد وسبل العيش للأجيال القادمة. لكن المعرض لن يتخصص أكثر في هذا القطاع، سنحافظ على الجناح الخاص به للتذكير بأهميته، لكننا نفسح المجال أمام المعارض المتخصصة في البيئة والمناخ مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة ليركز أكثر على جهود الدولة في تحقيق إستراتيجيتها المناخية واستعراض أهم التقنيات المتطورة للحد من الغازات الدفيئة”.

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة التأسيسية للمعرض كانت في عام 2003، بإشراف مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عُرف بإيلائه الصقارة اهتماما كبيرا  لكونها وسيلة للحياة والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دعمه للتمسك بالهوية الإماراتية والتراث المحلي مع الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي والدولي.

وفي هذ السياق يوضح ماجد المنصوري لـ”العرب”: “المعرض ليس مخصصا لعرض المنتجات المتعلقة بالصيد والفروسية فقط وإنما دورنا التثقيفي هو الأكبر؛ فنحن نركز على التراث والثقافة بأجنحة مخصصة لذلك تصاحبها ورش عمل ومؤتمرات وندوات فكرية توعوية وتثقيفية وتدريبية بالشراكة مع اليونسكو والاتحاد الدولي لصون الطبيعة في كل ما يخص البيئة والسكان المحليين والتراث اللامادي”.

وأشار الأمين العام لنادي صقاري الإمارات إلى أن “أبوظبي تركز كثيرا على موضوع الفنون والثقافة ولدينا توجيهات للتركيز مستقبلا على الجناح الخاص بالفنون ليكون ذا جودة أعلى وذا دور تثقيفي أكبر ويفسح المجال أمام الزوار من مختلف الشرائح العمرية للتدرب والاطلاع على تجارب الفنانين الإماراتيين والعرب والتتلمذ على أيديهم طوال أيام المعرض”.

وينظم المعرض في دورته الحالية العديد من العروض الحية والفعاليات والمسابقات التراثية والبيئية والثقافية التي لاقت استحسان الجمهور، إضافة إلى تنظيمه أنشطة جديدة تعكس القفزات النوعية التي حققها المعرض على كافة الأصعدة. لكن القائمين عليه يقولون إنهم سيسعون في الدورات القادمة إلى المزيد من التوسع والانفتاح ليكون المعرض عبارة عن مجتمع مصغر تتفاعل مكوناته فيما بينها وأيضا بينها وبين الزوار من مختلف الشرائح العمرية والهويات.

ويقول ماجد المنصوري “لدينا خطة للانفتاح على مختلف القطاعات الفنية الأخرى ليكون المعرض الدولي للصيد والفروسية شاملا، فالفن بصفته قوة ناعمة قادر على دعم وتعزيز جهود الدولة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لصون التراث والحياة البرية ولتثمين جهود قادة الدولة في السير قدما نحو توسيع رقعة عالم الصقارة والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي”.

واختتم رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض تصريحه لـ”العرب” مشددا على ضرورة “تكاتف كل الجهود الإماراتية والدولية للحفاظ على معالم الهوية الإماراتية ومكوناتها من تراث ثقافي وفني وسلوكي، فكل شيء في طريقه إلى الفناء إن لم تتم حمايته، وكل شيء بإمكانه أن يكون حلما ويصبح فكرا وواقعا في دار زايد”.