هل تحولت الحدود الاردنية السورية إلى (كارتل) إيراني للمخدرات؟
النشرة الدولية –
الجنوب السوري، وخاصة درعا التي تحولت إلى مرتع للمخدرات والجريمة والاغتيالات باتت تشكل خطرًا على أبنائها، والدول الإقليمية التي تقع إلى الجنوب من سوريا، نتيجة لصناعة وتهريب المخدرات، وتهريب السلاح والعناصر الإرهابية.
وعلى الرغم من ذلك، وبحسب رصد موقع” خبرني” الأردني ، فإنه لم يحرك أحد ساكنًا حتى الآن لوضع حد لما يجري، ولم تتبلور حتى الآن أي خطة للتعامل مع الإجرام العابر للحدود الذي يكاد يجعل من المحافظة السورية الجنوبية قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
عضو مجلس النواب الأميركي، فرينش هيل، أكد أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لمنع وصول “سم” (الكبتاجون) إلى الشعوب بالدرجة الأولى، إضافة إلى وقف تمويل آلة النظام العسكرية عن طريق تجارة المواد المخدرة التي تدر عليه ملايين الدولارات.
يعرف “الكارتل” بأنه أي تنظيم إجرامي، يهدف إلى عمليات تجارة المخدرات، وقد استخدم هذا المصطلح عندما توصلت منظمات تجارة المخدرات الكبرى إلى اتفاقية لتنسيق إنتاج وتوزيع الكوكايين قبل عدة عقود خاصة في أميركا الجنوبية، ولكن لم تعد الكارتلات موجودة فعلاً، ولكن المصطلح بقي للإشارة إلى التنظيمات العاملة بالمخدرات.
في الجنوب السوري تحولت صناعة وتهريب المخدرات بعد العام 2018، إلى “كارتل” حقيقي، مكون من مجموعات إجرامية أسستها إيران بتركيبة تضم ميليشياتها وفرق اخرى .
وبحسب الدراسات خلال السنوات السابقة، فإن هذه المجموعات ليست مجرّد عصابات تقليدية، بل أصبحت حركة منظمة تقوم على صناعة حبوب “الكبتاجون” و”الحشيش”، وتؤمن موادها بشكل غير منقطع من إيران عبر العراق، ومن لبنان، ويتولى كل من الحشد الشعبي العراقي، وحزب الله اللبناني تأمينها بشكل سلسلة مستمرة.
وتشير الوقائع إلى أن كتائب الموت شبه العسكرية، التي أسسها القائمون على تجارة المخدرات، وما يرافقها وينجم عنها من جرائم، جعل من قادة هذه المجموعات أمراء حرب فعليين، لم تعد إيران قادرة على الاستغناء عنهم، بل باتوا أكثر أهمية من مؤسسات النظام الأمنية، خاصة أنهم قادة “محليون”، يهدفون إلى الربح المادي من خلال أكثر تجارة مربحة في العالم.
ونتيجة للتطور الذي شهدته درعا في صناعة وتهريب وتجارة المخدرات، إضافة إلى الحركة المنظمة بشكل كبير للمجموعات القائمة على هذه التجارة، فقد تحولت المحافظة إلى أهم “كارتل” في المنطقة.
هل يمكن القضاء على “كارتل” إيران في درعا؟
عضو مجلس النواب الأميركي، فرينش هيل، بين أنه في حال عدم ردع صناعة المواد المخدرة، فإن الكبتاغون سيصل إلى أفريقيا وجنوب أميركا والولايات المتحدة، مشددا على أن مصلحة الدول بجوار سوريا والاتحاد الأوروبي، تتمثل بتصميم استراتيجية توقف تهريب المخدرات وتوقف التمويل الذي يصل إليه منه.
لا يبدو أن المهمة الأميركية سهلة، للحد أو وقف صناعة وتهريب المخدرات السورية، فهي تحتاج لأمرين مهمين:
الأول: أن يتم نقل مشروع عضو مجلس النواب هيل، إلى مجلس الشيوخ للمصادقة عليه، ثم المصادقة من قبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، ليكون نافذًا.
الثاني: في حال تمت الخطوات السابقة، فلا بد من وضع خطة متكاملة تستهدف كلا من القائمين على حركة صناعة المخدرات، وسلاسل التوريد الخاصة بها، حتى يمكن القول أن هذه التجارة بدأت بالتوقف.