أوبك + تدخل المعركة
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
في تطور لافت ومتوقع، دخل تحالف أوبك +، المعركة التي تدور رحاها في أوكرانيا.
التحالف وافق على خفض إنتاج النفط العالمي بمقدار مليوني برميل يوميًا، في خطوة، اعتبرت اقتصادية – سياسية خطيرة جدًا، على مستقبل البشرية.
اتخذ التحالف المعنى لتجارة وتمويل النفط، سبل الطاقة، في وقت تشتد به مسارات الحرب الروسية الأوكرانية، نحو المجهول، بما في ذلك التهديد النووي الروسي.
*الدخول إلى المعركة.. طريق المجهول
في أول رد فعل، حذر البيت الأبيض مما وصفه بأنه “قرار قصير النظر” من جانب أوبك وحلفائها لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهي خطوة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود والغاز ليس في الولايات المتحدة فقط، بل في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغالبًا العالم الثالث الفقير.
السؤال الجيوسياسي، والاقتصادي والعسكري عن: كيف قبل تحالف أوبك + الدخول إلى المعركة.. ويختار طريق المجهول؟
في ذلك، أصدر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وكبير المستشارين الاقتصاديين بريان ديس بيانًا اعترض على القرار، مستشهدين بالمخاوف المستمرة بشأن تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا.
الثنائي المهم في الإدارة الأمريكية، سوليفان وديس لفتا في بيان مشترك: “في الوقت الذي يكون فيه الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمرًا بالغ الأهمية، سيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة”، وأكدا أن: الرئيس الأمريكي بايدن أصيب بخيبة أمل بسبب القرار.
*الحلول الأمريكية ذاتية
في تأكيدات البيت الأبيض أن وزارة الطاقة ستفرج عن 10 ملايين برميل من احتياطي البترول الاستراتيجي الشهر المقبل، وسيوجه بايدن عمليات إطلاق النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي “حسب الاقتضاء لحماية المستهلكين الأمريكيين وتعزيز أمن الطاقة”.
.. وقال سوليفان وديس: “يدعو الرئيس أيضًا شركات الطاقة الأمريكية إلى الاستمرار في خفض أسعار الضخ من خلال سد الفجوة الكبيرة تاريخيًا بين أسعار الغاز بالجملة والتجزئة في الأسواق الأمريكية”.
بالطبع، لم تلمح المصادر السياسية أو العسكرية، دلالة دخول التحالف أوبك + في المعركة، بالذات إذا فسر وجود قوة سيادة ضمن التحالف لروسيا، الطرف الذي يغزو أوكرانيا منذ أكثر من 8 أشهر، اختلف فيها شكل العالم وتبادل الأماكن بين سياسة القطبية الدولية نتيجة طبيعة جيوسياسية آسيا الوسطى، روسيا، الصين، الهند، والعلاقة مع حلف الناتو والولايات المتحدة، وبقية تكتلات العالم.
*ماذا ترى منظمة التجارة العالمية؟
في توضيح مؤثر، ترى منظمة التجارة العالمية، أن سلامة وشكل البشرية، ستفقد التجارة العالمية زخمها العام المقبل وسط ارتفاع أسعار الفائدة وتقلص إمدادات الطاقة وارتفاع الأسعار، وكشفت عن أن تجارة البضائع العالمية ستنمو بنسبة 1 في المائة العام المقبل، بانخفاض حاد عن توقعاتها البالغة 3.4 في المائة هذا الربيع، وهي دلالة انهيار غير متوقع في كل التحليلات التي اشتغلت عليها المنظمات الدولية والأممية.
وكانت المنظمة، أفصحت أن التجارة ستزيد بنسبة 3.5 في المائة هذا العام، بارتفاع طفيف عن تقديراتها السابقة البالغة 3 في المائة، لكنها أشارت إلى أن التغيير تم تفسيره في الغالب من خلال المراجعات الإحصائية، وهي عند التحليل، تعني، عودة انهيار الآفاق، وعمليات التعافي، وحلول كل قارة، أو دولة لمواجهة تداعيات الحرب، عدا عن أثر تفشي جائحة كورونا، كوفيد-19.
ما بين قرار أوبك، والأوضاع الراهنة في أوروبا، والمنطقة والإقليم، تشكل الطاقة، التهديد المزمن واقعيًا وعمليًا، فالتوقعات هي مؤشر آخر، على أن الاقتصاد العالمي يتباطأ.
لنُعيد الإشارة إلى أن الأمم المتحدة، سبق أن حذرت مرارًا، من أن تشديد السياسة النقدية الأمريكية يشكل تهديدًا للدول الفقيرة ويمكن أن يدفع العالم إلى ركود عالمي.
لا تنفي، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا أن التجارة العالمية قد تنخفض العام المقبل إذا تصاعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهذا يحدث لتزامن وشراسة ومخاوف، ولا يعني، أن انتقادات منظمة التجارة لجهود الدول للحد من صادرات الغذاء والأسمدة والوقود، قد تمنع التحالفات الاقتصادية الكبرى من دخول الحرب، بشكل أو آخر.
منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت معالم وقسوة تقليص سلاسل التوريد العالمية، التي أدت إلى تعميق ضغوط التضخم وغلاء الأسعار والركود، وبالتالي تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض مستويات المعيشة، والتي تركت بصماتها مع قرقعة الحرب العالمية الثالثة، التي نبه إليها الرئيس بايدن.
ما حدث يراقبه العالم، يبحث عن الحلول لجداول النقص الحاد، الذي حدث عمليًا، وفي قرقعة الحرب، روسيا أوقفت صادرات الأسمدة استجابة للعقوبات الغربية، كما أدى غزوها إلى خفض صادرات القمح الأوكرانية، وهي الإجراءات التي أدت إلى انخفاض الإمدادات الغذائية العالمية.
للحرب أثر مدمر على العالم، نحن نعيش الأحداث، نراقب وقد نجتهد في بعض الحلول الصغيرة، لكن سلاسل الإمداد الصناعية الحيوية من العالم القوى المصارع تتوقف، تثير شهية امتداد ذراع الحرب نحو الطاقة، الزراعة، الدواء، حتى الثقافة والفنون في دائرة، قد يكون الخروج منها مستحيلًا.