درس القرن .. المُعلم قسامي والعالم تلميذ
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يظهر قائد عسكري بين الفينة والأخرى يُعلم البشرية خطط جديدة في القتال ويُظهر تفوقه على نظرائه، فمن خالد ابن الوليد إلى قطز مروراً بالعديد من القادة كرومل ونابليون والسادات في اقتحام خط بارليف، وكنا نظن ان هؤلاء هم الأعظم في التاريخ، لكن ما فعله القائد الفلسطيني محمد الضيف صنع تاريخ جديد ستخلده الاجيال القادمة، حين خدع وهزم الاستخبارات الصهيونية والاقمار الصناعية الامريكية وتلاعب بالفكر العربي القريب من تل الربيع المُحتلة، فطريقة الاقتحام والاختراق للقائد للحصار المفروض على غزة واحتلال المستعمرات الصهيونية المحيطة بغزة احتاج لحنكة وسرية أرعبتا العدو المتغطرس.
ففي لحظات أطلقت قوات عز الدين القسام خمسة الاف صاروخ صوب عديد المدن المُحتلة، فشغلت وأشغلت القبة الحديدة الصهيونية وجعلت سكان المستعمرات القريبة من غزة يلتجئون للخنادق، وحينها انطلق رجال عز الدين القسام عبر البر والجو والبحر واقتحموا المستعمرات وقتلوا حراسها وأسروا من فيها وحملوهم إلى غزة، فيما القوات الصهيونية تحاول وقف القصف الصاروخي ليتبين لهم أنهم أكلوا الطعم وان القصد كان احتلال المستعمرات وتدمير القوة العسكرية المحيطة بكل منها، وهذا ما حصل بفكر عسكري فلسطيني متطور.
وحين استفاق الصهاينة من هول الصدمة، خرج رئيس وزراء الكيان بتصريح أثبت جهله العسكري وغطرسته المجبولة بالغباء، بأن الرد سيكون مرعب دون أن يعلم بوجود عشرات وربما مئات الأسرى الصهاينة في قبضة حماس، وان أي قصف قد يعني قتل هؤلاء الأسرى ونهاية مستقبل نتنياهو السياسي للأبد وليجد نفسه يقبع في أحد السجون الصهيونية كونه سارق، وقد يرافقه أحمق الكيان بن غفير الذي تدور حوله شكوك بالتلاعب بأموال الحكومة ومنحها لمجموعات خاصة به، قد تحول الكيان لمجموعة عصابات عنصرية تسعى للحفاظ على عرق وحيد من اليهودي وتتخلص من البقية بالتزامن مع تخلصها من الفلسطينين، ليتجمد الاثنان دون حراك تاركين القرار للجيش المهزوم بطريقة تعتبر الأذل في تاريخ العسكرية العالمية.
ونفذت القوات الصهيونية أوامر نتنياهو وبدأت بقصف غزة على أمل أن تستعيد جزء من هيبتها المفقودة وهي التي بعثرها أسود القسام، كون نجاح عملية التمويه الفلسطيني نجحت في التلاعب بالصهاينة ليتحقق الهدف الذي أصاب قادة الصهاينة بجنون دمر جنون العظمة الذي يجتاح نفوسهم المريضة، ليكون الرد السريع الأحمق بمثابة صعقة لأهالي الأسرى الصهاينة ورسالة بأن دماء أبنائهم لا تعادل موقف سياسي يحمي الفاسدين من الموت السريري، ليبقى اليهود مجرد قطع غيار للسياسيين الفاسدين يستغلونهم وقت الحاجة للحفاظ على مواقعهم التي تعتبر الضمان الأخير لعدم الزج بهم في السجون.
آخر الكلام:
ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، الاتحاد الأوروبي، أمريكا وأوكرانيا يعلنون دعمهم للكيان الصهيوني ويضعون مقدراتهم تحت إمرة الكيان، فيما يدعو العرب الطرفين لضبط النفس، مقدمين موقف مخجل لا يرتقي لمواقف الشعوب العربية، فما حصل للصهاينة ذل ما بعده ذل ولن يساندهم إلا الأذلاء.
رجال طلبوا العزة والشهادة فنالوا الخلود في الدارين.