نوبل للسلام.. لعبة الرقص مع الذئاب!
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
..[ انا ساحر؛لقد تعلمت القيام ببعض الحيل الرائعة حقًا مثل رفع نفسي والذوبان مع الشوك]، مايكل بلاك Michael Blake، الذي وضع في رواية “رقـــص مع الذئاب”، جدل الخروج من الحقيقة، نحو الموت.
.. وسط الحرب الروسية الأوكرانية، الدمار والموت، مُنحت جائزة نوبل للسلام لناشط بيلاروسي واثنتين من المنظمات غير الحكومية الروسية والأوكرانية
تمت مكافأة البيلاروسية أليس بيالياتسكي والنصب التذكاري للمنظمات غير الحكومية الروسية والمركز الأوكراني للحريات المدنية على خلفية الحرب في أوكرانيا، تلك الحرب التي ما زالت تهز العالم بالزلازل الارتدادية.. كل يوم.
*موت جائزة!
.. قد يكون التاريخ المعاصر شاهدا على موت جائزة(…)، فقيامتها بدت قريبة، لكن غير مؤثرة، فبأي دلالة يمكن لجائزة نوبل للسلام ان تضعنا في إطار، خارج قيود الموت اليومي الذي لم يتوقف منذ 8 أشهر.
منحت نوبل للسلام هذا العالم، كأي اعطية لجمعية مدنية، انسانية لكي تتابع أعمالها، تستمر في رسم انطباعات المأساة الإنسانية الحضارية البائسة.
نوبل للسلام، التي كانت تشغل العالم، كأي قضية مصيرية ، أصابت رجل حقوق الإنسان البيلاروسي أليس بياليا تسكي ومنظمات ، من روسيا وأوكرانيا (…) للدفاع عن حقوق الإنسان:
*النصب التذكاري الروسي.
*المركز الأوكراني للحريات المدنية.
أوسلو، مقر لجنة الجائزة، أعلنت نوبل للسلام، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الحرب التي أغرقت أوروبا، والولايات المتحدة، والعالم، في واحدة من أخطر الحروب التي ولدت تداعيات وعديد الأزمات، ذات الأبعاد الخطيرة على مستقبل البشرية، وهي أسوأ الحروب منذ الحرب العالمية الثانية، والولايات المتحدة، ترى من خلال رئيسها، بايدن، انها مؤشرات لحرب عالمية ثالثة.
في موت الجائزة(شكليا)، رئيسة لجنة نوبل النرويجية ، بيريت ريس أندرسن ، قالت :” تود لجنة نوبل النرويجية أن تكرم ثلاثة أبطال بارزين في حقوق الإنسان والديمقراطية والتعايش السلمي في الدول الثلاث المجاورة( بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا)، إن الفائزين “يروجون منذ سنوات للحق في انتقاد السلطة وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين”.
.. الجائزة وصلت لمن :بذلوا جهودًا جبارة لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة. معا يبرهنون على أهمية المجتمع المدني من أجل السلام والديمقراطية “.
.. عمليا، من فازوا بالغنيمة هذا العالم، ثلاثة من 170 ألف مؤسسة وجمعية محلية ودولية وأممية، تعمل، عدا الصحافة والإعلام، ومنظمات الأمم المتحدة، في مجالات الحماية والحريات واللاجئين، والمجتمع المدني ومكافحة الجوع.
موت الجائزة بدأ، اذا ما صحت تصريحات رئيسة لجنة نوبل النرويجية ، بيريت ريس أندرسن ،عندما قالت :” ان الجائزة “ليست موجهة إلى الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين ، في عيد ميلاده (كان يوم الجمعة) أو أي شيء آخر ، باستثناء أن حكومته ، مثل حكومة بيلاروسيا ، حكومة استبدادية تهاجم نشطاء حقوق الإنسان”،في روسيا ، “يتم قمع المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان وهذا ما نريد أن نشير إليه بهذه الجائزة”.
..عادي،ان يكون الانحياز السلمي، وفق كل لجنة او دولة أو قطب دولي.
*نوبل تريد معرفة مصير من قتلوا في عهد ستالين”.
الجائزة – ما غيرها -، تبرر خيارات ها بطريقة، قد تبدو مضحكة، لكنها فيها تراجع وقسوة : “النصب التذكاري جعل من الممكن معرفة مصير من قتلوا في عهد ستالين”
.. وعن الناشط، بأليس بيالياتسكي :” رسالتنا هي حث السلطات في بيلاروسيا على الإفراج عن [le] ونأمل أن يحدث هذا وأن يأتي إلى أوسلو لتسلم الجائزة” ، علما: هناك الآلاف من السجناء السياسيين في بيلاروسيا وأخشى أن تكون رغبتي غير واقعية.
.. وفي ذات الوقت، يرى المركز الأوكراني للحريات المدنية ، إنه سعيد؛ بالحصول على هذه” الجائزة الرمزية للغاية “، في خضم الغزو الروسي.
.. هنا يبدو المركز، أكثر فهما للحاجة الإنسانية من مجرد جائزة نوبل، التي جذرها ديناميت!
*الثلاثي في النار
لا يعني منح جائزة نوبل للسلام لهذا الثلاثي من ممثلي المجتمع المدني في أوكرانيا وروسيا وبيلا روسيا، انهم باتوا خارج دائرة النار، ومرمي المدافع، وربما في ذاكرة بوتين، سيأتي يوم الرماية النووية.
الجائزة، اعتبرت من فاز بدرجة قريبة من تراث البشرية المشبع بالدفاع عن حقوق الإنسان، الدفاع الشكل الاحتفال، التصادم.
هم حقا:”المدافعون الثابتون عن حقوق الإنسان في أوروبا”.
الثلاثي، في النار، دفاعهم النستميت ضد الاستبدال، والجوع والحريات، خصص له جائزة، قد تكون محطة عبور للصمت والسكوت.
في تاريخ الشعوب، بعد تجارب الحروب والصراعات، تبدو صورة الغازي،- بوتين اعتبر جيشه في غزو عملية خاصة مشروعة-هذه تتماهى تماما مع ما ذهب إليه المفكر الأمريكي ذي الأصول اليابانية فرانسس فوكوياما، المؤمن بان الحضارة الغربية، هي الابقى، الاقوى، المنطقية، على ما عداها من حضارات و هي تمنحنا دلالة ان المحرّك الحقيقي للتاريخ هو” السلاح و التسلح” و كأنه بذلك يضفي شرعية على تدمير الحضارات، وأنه يلمح إلى ديناميت نوبل، ولن يحصل عليها، أي مفكر شاكلة فوكوياما.
*الخوف من السلام.
2012 في عام منحت الجائزة، لمنظمة إقليمية هي :الاتحاد الأوروبي، وهو، كما في حيثيات الجائزة :أهم مشروع أسهم في إرساء السلام في قارة مزقتها حربان عالميتان، وبعد سنوات بدأ تفكك الاتحاد، وقد ينفرط، مع تراجع القوة الناظمة للقاهرة العجوز، والطبع تهور عقلية حلف الناتو باتجاه حرب باردة جديدة، قطبها الولايات المتحدة.
.. وفي عام 2013, أعطوا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الجائزة, عن جهودها الهادفة إلى تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، وحدث التحول في جيوسياسية الحروب المنفلتة وصولا إلى أزمات الربيع العالمي، الذي شتت السلم المجتمعي، وقتل الناس، ووضع استدامة للأزمات شملت دمارها العالم، بالذات المنطقة والإقليم.
.. ولعل جائزة عام 2020,شكلت مفارقة دولية-أممية، عندما نالت الجائزة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة “لجهوده في محاربة الجوع في العالم”، بينما، الأمم المتحدة تتابع جهودها لتقليص أزمات ومشاكل الهجران واللجوء، لمنع شتات البشر في دول العالم الثالث، لكنها تحذر، اليوم من جوع العالم، ربما أسوأ من ذلك. .
.. ونوبل السلام، استطاعت العام 2017، منح : الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان)، الجائزة، وسط إشكالات سياسية واثنية وتطرف وإرهاب دولي، وبررت المنحة : إسهامها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الأسلحة النووية، وهي معاهدة لم تقدم او تؤخر في التهديد النووي الذي يمارسة العالم في الشرق والغرب، ربما سعيا لتلوث الكون.
.. نوبل، هي، نوبل، واقلبها، ساسة العالم الجديد، محطة الترهيب الفكري، المبرر بالغباء، غباء المتلقي.. الذي يرقص مع الذئاب في وسط حلقات النار.