“آخر سيجارة”… عمل كوميدي واقعي من عمق مجتمعنا اللبناني

النشرة الدولية –

الديار – جويل عرموني –

يستمر وسام صليبا ودوري السمراني ووليد عرقجي بتقديم “آخر سيجارة” على خشبة مسرح المدينة في الحمرا بعد أن قدموها على مسرح مونو، ليحصدوا متابعة واعجاب كل من شاهدها.

وسام صليبا ودوري السمراني ووليد عرقجي يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية!

يجسّد هذا العمل الكوميدي الذي كتبه عرقجي وأخرجته لينا أبيض قصة ثلاث شباب في أواخر الثلاثينيات من العمر، وسيم وفادي وكريم، جمعتهم الصداقة منذ أيام الدراسة، وقرروا تمضية عطلة نهاية الأسبوع معا حيث استذكروا قصص الغرام التي عاشوها والمغامرات الجريئة التي اتسمت بها مراهقتهم. إلا أن تطور الأحداث في المسرحية سيؤدي الى كشف أسرار مخبئة وفضح مشاكل اجتماعية ونفسية يعانون منها ولم يكن لديهم الجرأة سابقاً للحديث عنها بصوت مرتفع.

وتقدم المسرحية هذه المشاكل التي يعاني منها الأصدقاء الثلاثة بقالب كوميدي لتصور واقعاً نعيشه في مجتمعاتنا بشكل عام، ولتؤكد أن الصورة الجميلة التي قد تظهر عن العلاقات الاجتماعية والأوضاع العائلية قد تكون تخفي في طياتها واقعاً مختلفاً تماماً تملؤه المشاكل العميقة التي يحاول الزوجين إخفاءها.

وتجمع المسرحية بين العازب الذي يريد الارتباط والزواج، والطبيب المتزوج ولديه أولاد إنما يعيش معاناة كبيرة في علاقته مع زوجته، والشاب المتزوج الذي يخون زوجته دون أن يجد إحراجاً في الموضوع.

ولدراسة كل شخصية تقديمها بالطريقة الأفضل، كشف الممثلون الثلاثة أنهم زاروا طبيبة نفسية وغاصوا في عمق كل شخصية من الشخصيات التي جسدوها، حيث قدموها بطريقة واقعية تشبه ما يعيشه الشباب اليوم، فتمكنوا من عرض مشاكل الرجال مع زوجاتهم وحبيباتهم وعشيقاتهم على خشبة المسرح بطريقة تحاكي واقع مجتمعنا في الوقت الراهن.

وفي حديث خاص لـ “الديار”، أكد الممثل وسام صليبا أنه هناك بحث بأن تقدم المسرحية خارج لبنان، لنؤكد الرسالة الي وجهناها عبر هذا العمل بأنه لا يجب علينا بعد اليوم ان نختبئ خلف إصبعنا كما تعوّد مجتمعنا في السابق، لا سيما عند الرجال الذين يتجنبون الحديث عن اسرارهم ومشاكلهم وكأنها انتقاص من رجوليتهم. وهذا ما ظهر بين الأصدقاء الثلاثة في المسرحية الذين ما إن بدؤوا بالحديث فيما بينهم حتى تزعزت أسس الصداقة التي جمعتهم من أيام الدراسة.

وأثنى صليبا على التفاعل الكبير بين الجمهور والممثلين والذي يزداد مع كل عرض يُقدَّم، حيث نجح أبطال العمل والقيمون عليه في إظهار وجهة النظر الشبابية بغياب النساء لكي يتحدث الرجل ويُخرج كل ما بداخله من مشاكل دون أن يضع ضوابط لما يريد التعبير عنه.

بدوره رأى الممثل دوري السمراني أن اللمسة الكوميدية في العمل ساهمت بإيصال الرسائل للجمهور بطريقة سهلة ومباشرة، فلكي نُظهر كيف أن كل انسان معرض لأن يضعف مثلاً أو يمرض، ألا يزور طبيباً ليتعالج؟ وهذا ما ينطبق على المشاكل النفسية التي بمجرد أن عالجناها، تصبح عودتنا للحياة الطبيعية أسهل.

جزء ثانٍ من “آخر سيجارة”؟

واستبعد السمراني ان يكون هنالك جزء ثانٍ من “آخر سيجارة” لأنه ليس من المطروح أساساً أم يتم ادخال نساء الى العمل لكي يبقى الشباب الثلاثة بمفردهم ويعبروا عن مشاكلهم وأفكارهم بحرية تامة.

“آخر سيجارة” عمل مسرحي كوميدي من واقع حياة الشباب اللبناني جسّده أبطاله الثلاثة على حقيقته فنجحوا في إيصال الرسائل المطلوبة للجمهور وكسر حواجز لم يعتد المشاهد اللبناني على تخطيها سابقاً.

عمل يستحق المتابعة فعلاً ولمن لم يتسنّ له ذلك بعد، ما عليه إلا أن “يلحّق حالو” في العروض الأخيرة على مسرح المدينة قبل أن تنطفئ “آخر سيجارة”!

زر الذهاب إلى الأعلى