اليوم العالمي للفقراء وعنق الزجاجة
بقلم: د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

الدستور الأردنية –

عن أي فقر نتكلم في ظل المليارات التي تصرف على السلاح والتسلح، والحروب القائمة، لأهداف اقتصادية واجتماعية، والتي لا تخدم الانسان، ولا تحافظ على كرامته، كل هذه الأموال التي تصرف، تصرف لزيادة لجشع، والتملك المزيف، المقرون بالسيطرة والسلطة العالمية، والكسب المادي، والذي تدفعه الشعوب من دمائها ومن شبابها واطفالها ونسائها.

الا يخجلون من أنفسهم ويخافون الله عز وجل.

وياء لها من سعادة غامرة ومشبعة عند الذين يعانون من الفقر وقلة الحاجة، فالعالم يحتفل بهم، وتحت شعار الكرامة للجميع « وكأن من يعاني الفقر لم يكن يمتلك الكرامة».

وإذا ما عدنا الى شعار « الكرامة للجميع» علينا ان نعرف ان الكرامة حق انساني، وليس مطلب حتى يعطى من قبل مؤسسات او افراد للاحتفال بالكرامة الإنسانية.

وهنا أتساءل هل للأغنياء يوم عالمي ايضاً؟

اعتقد لا فهم ليس بحاجة، فمنهم من نتذكرهم من خلال أعمالهم الخيرية ويعملون للحد من الفقر. ومنهم مشبعين ويشعرون بالتخمة، وقد يحسدون الفقراء على الاحتفال بهم على المستوى العالمي.

ومؤشرات الفقر لا تستند فقط على الطعام والشراب وانما ايضاً على الملبس والتعليم والصحة وتوفر الماء والكهرباء… والأمان.

والمضحك المبكي

انه مع تداعيات غلاء الأسعار عالمياً قرر البنك الدولي ان يكون خط الفقر الدولي للفرد في اليوم الواحد من 1.90 دولار الى 2.15 دولار مع خريف 2022.

يعقل ان يعيش الانسان بكرامة بهذا المبلغ البسيط!؟ مهما كانت مقارنات الأسعار وحتى في البلدان منخفضة الدخل.

ومع تعدد الازمات العالمية ومنها كورونا وحرب اليمن والحرب الروسية الأوكرانية زاد الفقر والفقراء، والاغنياء غنى. ما يعني غياب المساواة والعدالة.

وفي الأردن ما زالت نسبة الفقر المصرح بها مرتفعة 24%، وزيادة الحد الأدنى للأجور ليس بحل اقتصادي.

لذا المطلوب معالجة أسباب الفقر، واستثمار الفرص المتاحة واستغلال نقاط الضعف لتصبح فرص.

وذلك بزيادة معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات، والقضاء على الفساد بكافة انواعه، وتوزيع الثروات بعدالة، ووضع نهج ومنهج للقضاء على الفقر بدون تمييز، ويكون الأساس احترام الانسان، لأنه انسان ومن حقه العيش بكرامة خلقها الله عز وجل مع، والعمل ضمن المصلحة العامة. والابتعاد عن التظاهر والتضليل، ان كان عبر وسائل الإعلام والاتصال او من خلال اللقاءات لبعض المسؤولين التي تقعد هنا وهناك من دون ان يشعر المواطن باي تغيير.

والفقر قد لا يكون أحيانا الافتقار الى اساسيات الحياة فقط، الفقر فقر الضمير الإنساني، وفقر العقل، وفقر الانتماء، وفقر الاخلاق، وفقر الحس الديني، وفقر احترام الذات. وهذا كله ينعكس على سلوكيات الفرد وانتاجه، مما ينعكس على البيئة المحيطة والمجتمع بشكل سلبي ويؤدى بنا الى الفقر بكافة تصنيفاته.

ونعود ونتساءل متى سيخرج الفقر من عنق الزجاجة؟

زر الذهاب إلى الأعلى