«اثنين باثنين.. ونبي أكثر»!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

قبل نحو ١٠ أشهر كتبت القبس «مانشيت» مؤلماً مازلت أتذكره بحسرة، كان «تمكين المرأة الكويتية معطل»، وكان الخبر يتحدث عن وقوف مؤسسات حكومية حجر عثرة أمام كل الجهود الرامية لتمكين المرأة، الا ان ما حدث من تمكين للنساء، سواء انتخاباً أو تعييناً أثلج صدورنا.

 

نائبتان ووزيرتان في مشهد يعيد المرأة بعدد لا بأس به في مقاعد التشريع والرقابة والتنفيذ، رغم اننا نطمح للمزيد.

 

فوصول المرأة لقبة عبدالله السالم، وزيادة مقاعدها الوزارية الى مقعدين، أمر يجب أن نصفق له، بداية للشعب الذي أعاد المرأة بالانتخاب، وآمن بها وصوت لها، وللحكومة التي زادت تمثيلها الى وزيرتين بعد ان كانت وزيرة واحدة في الحكومة السابقة.

 

ولعلنا لا نبالغ اذ نقول ان المرأة كانت أحد أوجه التغيير الذي طمحنا له، شعبا وقيادة، فلا ننسى اننا في مرحلة جديدة تطلبت التغيير وكانت بدايتها دعوة القيادة لتصحيح المسار، انتخابياً وبرلمانياً أولاً، ثم حكومياً، فعادت المرأة للمقاعد النيابية وكأن الناخبين رأوا في المرأة، التي لم تُمثل في مجلس ٢٠٢٠، وجها من أوجه تصحيح المسار والتغيير المنشود.

 

وعلينا أن نصفق للحكومة، وعلى رأسها سمو الشيخ احمد نواف الأحمد، لتعيين وزيرتين ذواتي سيرة ذاتية تنم عن خبرة ومكانة علمية، ليزيد تمثيل النساء في مجلس الوزراء، رغم اننا طمحنا لمزيد من الوزيرات واعطاء الفرصة لمزيد من ذوات الكفاءة والمهارة ليقدمن نموذجاً مشرفاً عن المرأة الكويتية في صنع القرار.

 

واليوم، وبعد ان اتضحت ملامح السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبدأ العمل، فعلى النساء في البرلمان والحكومة مسؤولية كبيرة، في ان يقدمن نماذج تعيد الثقة بالمرأة الكويتية، بعد ان مرت في الحياة السياسية تجارب نسائية اساءت لإمكانيات المرأة وربما كانت هذه النماذج سببا في اقصائها أحياناً من الحياة البرلمانية.

 

فرغم ان هذه الحقيقة مؤلمة، فإن المرأة القيادية في الكويت، تقع تحت المجهر، ضعف الرجل القيادي، فإن اخفقت، لا سمح الله، عوقبت كل النساء معها، واصبح المجتمع يشير لها بجنسها، لا بشخصها.

 

وكلنا امل ان تقدم الاخوات، النائبتان والوزيرتان، نماذج عن الكفاءة والقدرة على الادارة والرقابة والتشريع والتنفيذ.

 

ولا يفوتنا ان ننبه الحكومة، بأن تعيين وزيرتين خطوة محمودة، الا ان جهود تمكين المرأة يجب ان تستمر، خاصة ان الجهاز الاداري الحكومي شبه فارغ من المناصب القيادية، وهي فرصة لتمكين الكفاءات من النساء في تعيينهن واعطائهن نصيبا من هذه المناصب القيادية، لتعديل كفة الميزان، عدديا على الاقل، خاصة ان على الكويت التزامات دولية في تحقيق مؤشرات المساواة والتمكين وغيرها.

 

ملاحظة: رغم ان التشكيل الحكومي الجديد يبشر بالخير، فإننا بالفعل نشعر بخسارة شخصية سياسية فذة كالدكتور محمد الفارس، الذي تمنينا عودته للحكومة، ليستمر في ما بدأه من انجازات في القطاعات المختلفة التي تولاها، لكن لا يسعنا سوى القول إنه «لعله خير» ونتمنى له التوفيق والسداد.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى