دور المراة الكويتية في تنمية السياسة والاقتصاد والمعرفة في الكويت
إعداد أ. د./ نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
ليس غريباً ان تتمكن المرأة الكويتية وعلى مدار التاريخ ان تحتل مكانة مرموقة بين نظيراتها العربية، وأن تحقق الكثير من النجاحات والإبداع من خلال مسيرتها خطت سلسلة من النجاحات الباهرة، حتى أضحت مثالاً بين نساء العالم العربي.
كل تلك النجاحات والتميّز لم تتأتى من فراغ، بل جاء من الاهتمام من أسرة آل صباح، المتفتحة والعادلة – على مر العصور.
المرأة الكويتية حققت الكثير بعد أن خاضت التحديات الكثيرة وكانت سباقة بين نساء المنطقة في التعليم والعمل والسياسة والإقتصاد، وأيضاً عرفت الكويتية، في مسيرتها النجاحات الباهرة، ونالت الكثير من المكاسب التي يمكن أن تُحسد عليها.
المرأة الكويتية، حققت النجاحات، في وقت الشدائد كانت «أخت الرجال» لا تبخل بالعطاء للوطن.
واليوم، نرى المرأة الكويتية وقد تبوأت موقعاً متقدماً على المستوى العربي، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بالحصول على الحقوق السياسية والاجتماعية، واستطاعت خلال العقود الماضية تحقيق الكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة ، وهي تلعب الآن دورا بارزا في مختلف أوجه الحياة في البلاد.
كل تلك النجاحات والإنجازات التي سُجلت للمرأة الكويتية، لم يكن سهل المنال، فقد كانت – سابقا وحاليا – تخضع لامتحان يومي لإثبات كفاءتها وجدارتها، وقد سجلت العديد من الفتيات والنساء الكويتيات نجاحات باهرة، ولمعت أسماؤهن في سماء الإبداع والتفوق.
ويسجل للمرأة الكويتية انها استثنائية لإدارة بيتها وأسرتها في أصعب الظروف وأقساها، وجسدت قدرتها على تحمل المسؤولية تاريخياً، حتى في مرحلة ما قبل النفط بالنظر لغياب الرجل لعدة شهور طلبا للرزق عبر البحار.
وخلال الغزو الصدامي الغاشم للكويت في العام 1990، أثبتت الكويتية، أنها لا تقل عن أخيها الرجل في الذود والدفاع عن الوطن كبطلة وشهيدة، وساهمت في المقاومة وقدمت روحها فداءً للوطن…. وحتى اليوم المرأة الكويتية مستمرة في العطاء وتثبت يوماً بعد اليوم بأنها تستحق شراكة الوطن والقيادة الفاعلة فيه .
قديماً وحديثاً، إقتحمت المرأة الكويتية، الحياة بكل اتساعها، بفضل ما تحظى به من ثقافة ووطنية ورغبة في أن تظل الكويت ساحة ثقافية ومنبرا للعلم والمعرفة، حتى العمل التطوعي والإنساني، كان للمرأة الكويتية فيه دور فاعل ومهم، وهن كثيرات، ومعروفات، والمجتمع الكويتي يقدر لهن دورهن الرائد.
قبل أن تتمكن المرأة الكويتية من الحصول على معظم – أو أغلب – حقوقها السياسية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، تبوأت أعلى المناصب في مؤسسات الدولة، كانت لديها وظيفتها وعملها وإدارة شؤونها الخاصة، وقيادة السيارة، والمشاركة في الحياة الثقافية والفنية والأكاديمية وحتى السياسية، ولم تنقصها إلا أمورا بسيطة تتعلق بالحقائب الوزارية والترشيح والترشح في انتخابات مجلس الأمة، والالتحاق بالسلك القضائي وغير ذلك من الأمور التي كانت المرأة الكويتية تطالب بها في كل وقت وحين.
وبفضل حكمة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله – ومن خلفه – تمكنت المرأة من الحصول على الكثير من حقوقها، لتتبوء أعلى المناصب الإدارية (وزيرة) (نورية الصبيح – وزارة التربية) وعضوة في مجلس الأمة (معصومة المبارك) ، وملتحقة بالسلك القضائي، وكذلك في المجالات العسكرية، والاقتصادية والديبلوماسية، فالآن المرأة الكويتية تسهم بجد وإخلاص في خدمة بلدها الكويت من خلال تخصصها أو توجهاتها، ولم تعد هناك عوائق تقف في طريقها لكي تصل إلى تطلعاتها وطموحاتها.
وبصفة عامة، فإن المرأة الكويتية تحظى باهتمام كبير في مجتمعها حاليا ، ولها دوراً لا يقل أهمية عن دور الرجل ، فهناك مساندة وتعاون بينهما من أجل أن تكون الكويت في أفضل حال .
ونعرض في هذا البحث المتواضع نبذة عن دور المرأة الكويتية في نهضة مجتمعها في مختلف الأصعدة والمجالات.
التاريخ الإجتماعي لدولة الكويت وثق أن للمرأة الكويتية دوراً مهماً في المجتمع قديما وحديثا ، ولم تكن في يوم من الأيام مهمشة، أو مسلوبة الحقوق والإرادة ، ولقد رصد لنا التاريخ هذه المشاهد من خلال نساء رائدات في مجالات مختلفة ثقافية وفنية وإنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية وغيرها يؤكدن جميعهن أن المرأة الكويتية نموذج يحتذى به بين المجتمعات العربية بمختلف ثقافاته وعاداته.
كانت المرأة الكويتية القديمة بسيطة جداً، لكنها كانت مكافحة، فهي بالأساس ربة بيت من الطراز الأول ، ومربية أجيال عظيمة قامت الكويت على سواعدهم وهمتهم ونشاطهم
وكان للمرأة الكويتية دوراً مهماً في المجتمع فترة الغوص والسفر والتجارة، فعمل الرجل الكويتي في الغوص أو نقل التجارة كان يقتضي الغياب عن بيته لفترات طويلة كل عام قد تصل إلى 4 أشهر متصلة أو تزيد، ومن الطبيعي ان تلقى مقاليد البيت إلى المرأة فهي تربي وتعد وتدخر وتنتظر وكانت تعمل يومها كله ولا ترى ذلك شيئاً وإنما تراه واجباً طبيعياً فهي تحطب وتجلب الماء وتطحن على يديها.
المرأة الكويتية في ظل مجتمع الغوض والسفر والرعي لها مكانة مختلفة ، فهي لا تعرف التعليم ولا تشترك في الوظائف العامة ولا تعامل بكرامة تليق بإنسانيتها، وكان ينظر إليها في ظل قيم اشبه بقيم الجاهلية، فعلى الرغم من ان المجتمع الكويتي القديم كان يحاول دائماً ان يتمسك بالإطار الإسلامي، فإنه في جوانب معينة ومنها موقفه من المرأة أخذ ما اضافته عصور التخلف والانحطاط، وما رسبته الجاهلية في المجتمعات المنعزلة والقبلية، واخذه على انه من الإسلام، فالمرأة (عيب) يجب ان يوارى أو (نقص) يجب ان يعتذر عنه، وتبديد يجب الا يوقف به أو يركن إليه.
المرأة الكويتية قديماً، مع كل ما سبق، أنشأت مخبراً بيتياً تصنع فيه الخبر ومتعلقاته، وكانت تعد العجين وتخبزه وتعد الوجبات الثلاث، حسب ما يريد الزوج والأولاد من المواد المتوفرة وتخبزه على صفيحة صاج حديدية دائرية ، تسمى في اللهجة الكويتية “التاوة ” أو التنور .
كما كان للمرأة الكويتية دوراً هاماً في التطبيب والعلاج المنزلي ، حيث كانت تقوم بدور الطبيبة المداوية للأمراض التي تصيب الأولاد او الزوج أو الحمولة الكبيرة ” أفراد الأسرة ” حيث تحتفظ بالأدوية الشعبية كافة لجميع الأمراض المتنوعة التي كان يصاب به الكبار والصغار آنذاك ، مثل ” بوصفار ” و الحصبة و ” بوشنيتر “و ” خاز باز ” و ” بوعدوين (2)
يعود تاريخ الحركة النسائية في الكويت إلى بداية الستينيات، بعد استقلال البلاد عام 1961، حيث دعمت الدولة إنشاء الجمعيات النسائية. فقد تأسست في عام 1962 “جمعية النهضة العربية النسائية” كأول جمعية نسائية، وأشهرت رسمياً في 17 يناير 1963
تأخرت الحركة النسائية في الكويت نسبياً فلم توجد تنظيمات أو جمعيات نسائية قبل الاستقلال، ولكن هذا لا يعني أن العنصر النسائي كان غارقاً في السلبية قبل موجة تكوين الجمعيات النسائية عام 1963 وما بعده ، ونشاط المرأة الكويتية لا يقتصر على التنظيمات النسائية الخاصة، وإنما يبرز في كافة الجمعيات تأسيساً ، وكان ذلك باب مشاركتها في النشاط الاجتماعي المنظم.
فـي نوفمبـر من العام، 1953، كانت أقيمـت أول نـدوة دعـت إلـى حقـوق المـرأة، شـاركت فيهـا مجموعـة مـن النسـاء الكويتيـات اللواتـي طالبـن بتوفيـر المساواة والندية ، والجمعيــات العلميــة، والأدبية ، والثقافيــة، والمســارح فــي المــدارس الثانويــة للبنــات، وفتــح دور للســينما ، وقد ســاعد علــى ذلــك طبيعــة المجتمــع الكويتــي كمجتمــع ظلــت فيــه المــرأة – تاريخيــاً – إلـى جانـب الرجـل منـذ مجتمـع الغـوص إلـى يومنـا هـذا، الأمر الـذي أفـرز طبيعـة مجتمعيـة ميـزت الكويت بالمدنية والإنفتاح لرياح الديمقراطية.
ولم تلجأ المرأة الكويتية في المطالبة بحقها إلى العنف أو التظاهر أو فرض الواقع، وإنما اخذت الامور (كأكثر التطورات في الكويت) تمضي بتدرج عبر حوار هادئ، على الرغم من وجود مقاومة مثلتها بعض الجمعيات الدينية حيث وجدت الفتيات انفسهن من تعارض السفور والدعوة إلى المزيد من التريث والتدرج في منح المرأة الكويتية حقوقها
دولة الكويت كانت صادقت على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بموجب المرســوم الأميري رقــم 24 لعــام 1994 وأصبحت بذلك جزءا، لكن الملاحظ هو عدم تفعيل كافة بنود تلك الاتفاقية ، من حيث التطبيق المباشر وأولويتها على القوانين الوطنية، ونشرها والتعريف بها على نطاق واسع، إذ أن القضاء الكويتي لم يستند إلى الإتفاقية في صدور أحكام قضائية من المحاكم ،رغم أن تلك الاتفاقات و المعاهدات الدولية تعطي قوة القانون بعد التصديق عليها ونشرها في ً الجريدة الرسمية إذ تصبح جزء من الإطار القانوني للدولة.
في يوم 16 مايو 2005 شكل علامة فارقة في تاريخ الكويت، إذ تم اعتماد المرسوم الخاص بمنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية، ونقطة مضيئة في مسيرة المرأة التاريخية وقدرتها على تحمل المسؤولية، والإسهام بفاعلية كبيرة في استكمال دورها في النهضة والبناء، ويشكل إقرار الحقوق السياسية للمرأة الكويتية نصرا كبيرا للنساء في الكويت، حيث أصبح بإمكان المرأة أن تخوض منافسات الانتخابات أسوة بالرجل، وقد أتى إقرار تلك الحقوق بعد سنوات من مطالبات نساء الكويت، وتمر اليوم ذكرى إقرار تلك الحقوق.
ومن المجالات التي حققت فيها المرأة الكويتية نجاحاتٍ هائلة نذكر منها
في مجال الخدمات العامة :-
مع الطفرة التنموية الشاملة التي تشهدها الكويت منذ النصف الأول من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي، بدأ دور المرأة الكويتية يخرج من حيزه الجغرافي الضيق (المنزل) إلى مختلف قطاعات المجتمع، وشاركت المرأة الكويتية في التنمية الشاملة والمستدامة في وطننا الغالي. وقاد الوعي المجتمعي إلى أن تصبح السيدة (نورية السداني) كأول إمرأة تحصل على عضوية مجلس إدارة جمعية تعاونية في منطقة الروضة عام 1969م
وتمضي المرأة الكويتية بثبات ودأب حقيقيين قدما في تبوء دورها الكامل ومكانتها اللائقة بها في دولة الكويت على طريق التنمية والتطور الحضاري باعتبارها أساس المجتمع وشريكة الرجل في التنمية والتطور الحضاري ورؤية (كويت جديدة 2035).
وقطعت المرأة الكويتية خطوات واسعة في شتى ميادين الشأن العام والمناصب الريادية والقيادية والثقافة والاقتصاد والسياسة والقضاء والتنمية والإدارة وغيرها وسجلت بحق صفحات ناصعة من الإنجازات التي كللت نضالها الطويل لنيل حقوقها كاملة (1)
ولن نتطرق إلى تاريخ قديم لتلافي الإطالة ولكن نذكر على سبيل المثال ما قامت به المرأة الكويتية من مساهمات نسائية بارزة في مكافحة جائحة كورونا من خلال التطوع بالصفوف الأمامية والمساندة لمواجهة الجائحة ، وأخيراً تكللت الجهود بمشاركة المرأة في الجيش الوطني .
في مجال الإقتصاد :-
المرأة الكويتية رائدة في مجال العمل الإقتصادي وما من شك في أن توظيف النساء على قدم المساواة مع الرجال أن يتيح للشركات الاستفادة بدرجة أكبر من مجموعة المواهب المتاحة والتي تتميز بها المرأة الكويتية في تدبيرها وحسن إدارتها ، مما تترتب عليه انعكاسات على النمو المحتمل للدولة.
يتطلب إتاحة فرص اقتصادية متساوية للنساء وتحرير الإمكانات الكاملة للقوة العاملة النسائية، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على آفاق النمو والرفاه، وضع مجموعة متكاملة من السياسات الرامية إلى تشجيع ودعم توظيف العمالة النسائية ، وهو معمول به هنا في دولة الكويت وتشير البحوث إلى أن وضع سياسات محكمة وشاملة يمكن أن يكون فعالا في تعزيز الفرص الاقتصادية للمرأة ويمكن أن نستشهد بعدد من المساهمات النسائية في مجال الإقتصاد الكويتي خلال الحقبة الماضية .
وقد شغلت السيدة / مريم العقيل (كأول وزيرة نسائية للمالية) مصب وزيراً للمالية في الكويت عام (2019) ومن بعدها توالت القيادات النسائية في المجال الإقتصادي ومن قبلها شغلت سيدات كويتيات مناصب قيادية في المناصب الإقتصادية وقدمن إنجازات شهدت بها كافة الجهات المعنية بالقياس للأداء الإقتصادي في الكويت مثل مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي .
لعبت المرأة الكويتية في السنوات الأخيرة دوراً هاماً على الساحة السياسية الكويتية ، ولكنها لم تصل بعد إلى تمثيل متساوٍ مع الرجل في مجلس الأمة، ولكن السياسة الرشيدة للحكومات المعاصرة قد ساهمت في دعم المرأة لتحقيق مستقبل واعد في السياسة
حصلت المرأة الكويتية على حق التصويت والترشح للانتخابات في عام 2005، لقد كان عاماً تاريخياً في مجال تمكين المرأة في الكويت، حيث أدى إلى تغييرٍ في مكانة المرأة الاجتماعية والسياسية. وبعد أربع سنوات، تم انتخاب أربع نساء في مجلس الأمة. ومع ذلك، لم تشهد المرأة هذا المستوى من التمثيل في الهيئة التشريعية الكويتية منذ انتخابات 2009.
قد أظهرت عزمها على إسماع صوتها من خلال أعداد النساء المتزايدة. حيث كان هنالك 15 مرشحة في انتخابات عام 2016 ينافسن على 50 مقعداً. ومع ذلك، لم تفز سوى امرأة واحدة فقط، )صفاء الهاشم) ذات الخدمة الأطول كعضو برلمان. وعلى الرغم من استقالتها في عام 2014 بسبب استيائها من إدارة مجلس الوزراء ومجلس الأمة، فقد فازت هاشم ثلاث مرات متتالية
ومع ما سبق . فإن الخطوة القادمة التي تنتظر المرأة هي وجود الأحزاب السياسية التي تنظم العمل السياسي الحقيقي كأي تجربة ديموقراطية في العالم ، وعدم تواجد مظلة تكون فيها المرأة موجودة وحاضرة لنشر برامجها السياسية مثل الدواوين بالنسبة للرجال.
ولعل اختيار الدكتورة (لمياء السقاف) مندوبة الكويت في منظمة الامم المتحدة FOA في روما ـ ايطاليا، رئيسة لمجموعة( G77 ) للامم المتحدة والصين، يعد انجازا وخطوة رائعة توجت في سجل المرأة الكويتية ويبث ويعزز دور المرأة الكويتية واستحقاقها العادل في كل المجالات التي تخوضها.
للمرأة الكويتية دور كبيراً في إثراء المشهد الأدبي بالوطن العربي ، وقد امتد شعاعها إلى نطاق تجاوزت فيه حدود وطنها الكويت ليشع في سموات البلدان العربية بل والعالمية وهناك مبدعات كويتيات رائدات استطعن بإبداعهن أن يفرضن حضورهن على خارطة الأدب العربي والعالمي وذلك عن جدارة واستحقاق ، وقد ساعدهن في ذلك مساحة الحرية المتاحة بدولة الكويت في شحذ المواهب والتحفيز على الإبداع والتفكير حيث كانت ومازالت الكويت منارة للثقافة والفكر والأدب .
حالياً يوجد في الكويت فرق نسائية شبابية تطوعية، وسيدات مهتمات بالحركة الأدبية أسسن مكتبات وصالونات ثقافية، فضلا عن أخريات يشار إليهن بالبنان بعد ما بات لهن كلمة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقيامهن بالدفاع عن قضاياهن وكل ما يهم المرأة.
في مجال الفن التشكيلي، مثلاً، ظهرت المرأة الكويتية بشكل بارز خلال العقود الماضية ومن أشهرهن السيدة (ثريا حسن البقصمي) والسيدة (منيرة القديري) وغيرهن كثيراً ممن اثرن الفن التشكيلي الكويتي .
وفي مجال الأدب والكتابة فهناك أجيال وأسماء كثيرة جداً قمن بإثراء المكتبات الكويتية بالكتب والروايات والقصص المتميزة ونذكر منهن على سبيل المثال السيدة ( ليلى العثمان ) والسيدة (سعاد الصباح) والسيدة (ريم الميع) والسيدة (دلع المفتي) وغيرهن كثيراً .
وفي المجال الإعلامي برزت كل من الأستاذة الإعلامية القديرة أمل عبد الله الحمد، والأستاذة الإعلامية غادة الرزوقي كمثالين لتميز المرأة إعلامياً .
بدأ تعليم المرأة في الكويت بتحفيظ القرآن الكريم اما على يد ولي الأمر في البيت او على يد المطوعات او الملايات (المدرسات الشعبيات) اللواتي تعلمن قراءة القرآن ومبادئ الكتابة في بيوتهن. وحتى عام 1938م عرفت الكويت خمسًا وأربعين مطوعة تفرقن في
وكانت اذا ما انتهت الفتيات من ختمة القرآن نظمت لها زفة تدور فيها الحي مع زميلاتها ويتلقين ما يتبرع به اهل الحي ليعطى الى المطوعة. واذا ما رفض ولي الأمر الزفة تعهد للمطوعة بجزء من مهر ابنته عند زواجها. وهو امر يدل دلالة واضحة على الاهتمام بتعليم المرأة.
وقد تم افتتاح أول مدرسة نظامية للبنات في العام الدراسي 37/1938م، هي المدرسة الوسطى، القريبة من مدرسة المباركية للبنين وعملت فيها السيدة (مريم عبدالملك الصالح) كاول معلمة كويتية في مدارس الحكومة .
الدستور الكويتي في نص المادة (40) على ما يلي: التعليم حق للكويتيين، تكفله الدولة، وفقا للقانون وفي حدود النظام العام والآداب ، والتعليم إلزامي مجاني في مراحله الأولى وفقا للقانون وكان لذلك أكبر الأثر في تمكين المرأة في التعليم .
ومن بين اوائل المدرسات في المدرسة القبلية السيدات سعاد سيد رجب الرفاعي (الوكيلة المساعدة السابقة بوزارة التربية)، ومنيرة حمود الجراح الصباح، وغنيمة الغربللي، وأمل جعفر، ولولوة عبدالمحسن الصقر، وحياة عدنان النقيب وغيرهن كثيراً لا يسع المجال هنا لحصرهن.
بلا شك يعود هذا النجاح لتفاني رائدات التعليم في الكويت في أداء دورهن ورسالتهن
ليس فقط في تعليم الفتيات بل في “تطويع” المجتمع الكويتي لتقبل تعليم المرأة وتلمس فوائده على المدى الطويل والقصير. ليس هذا فقط بل في مهرجان من الشغف والتوق إلى العلم ازدانت الكويت وكأنها كانت في انتظار هذا القرار بخمس مدارس للبنات إحداهن خاصة قامت بتأسيسها المطوعة بدرية بنت مطرة على غرار المدرسة النظامية ونقلت إليها تلميذاتها في مدرستها السابقة بنظام الملاية عائشة، وكان كل هذا في غضون عام واحد من قرار إنشاء أول مدرسة نظامية للبنات .
وعلى صعيد التعليم العالي الجامعي في الكويت فقد ظهرت المرأة الكويتية بشكل كبير منذ بداية افتتاح أول جامعة في الكويت وهي (جامعة الكويت) وقد أنشأت الجامعة كليات خاصة بالبنات فقط في بداية التأسيس ، وبعد إزدياد أعداد البنات (المتعلمات) وإنخراطهن في المجالات العلمية المتنوعة فقد تم فتح الباب لتقييد البنات في كليات علمية إلى جانب أشقائهن من البنين .
وتقلدن النساء الكويتيات مناصب عديدة في الكليات والجامعات حتى أصبحت السيدة (فايزة الخرافي) كأول مديرة لجامعة الكويت من العنصر النسائي .
وقد أكدت السيدة الدكتورة (لبنى القاضي) رئيس مركز دراسات وأبحاث المرأة إذ إن أكثر من 54% من القوى العاملة النسائية الكويتية حالياً يحملن شهادات جامعية وما فوق.
وجدير بالذكر أن القيادات النسائية في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لهن أدوار متميزة في حركة ونهضة التعليم في الكويت وتشهد بذلك الإحصاءات التي تم توثيقها في الجهات المعنية عن أداء العمل التربوي خلال فترة تقلدهن المناصب القيادية .
مع الطفرة التنموية الشاملة التي تشهدها الكويت منذ النصف الأول من القرن الماضي وحتى وقتنا الحالي ، وعندما شعرت النساء بخيبة أمل في أعقاب حرمانهن من حقوقهن، بدأن في توظيف ثمار تعليمهن ببطء ولكن بلا هوادة ، بدأن في التدرج بمناصب السلطة، وبذلك شهدت مناصب الأكاديميين والأعمال والطب زيادة في أعداد النساء فيها خلال عقد التسعينيات، بما في ذلك منصب رئاسة جامعة الكويت ومنصب نائب رئيس مؤسسة البترول الكويتية، والأهم من ذلك، أنهن شرعن في العمل كناشطات سياسيات محترفات. وفي عام 1997، ظهر للوجود المنتدى الوطني الديموقراطي وهي مجموعة ضغط سياسي تهدف إلى تمكين المرأة الكويتية . كما بدأت المرأة الذكية والمتعلمة والمهنية، من أمثال: د.رشا الصباح ود.رولا دشتي، والسفيرة نبيلة الملا في ممارسة حقهن في التعبير، استنادا إلى حق حرية التعبير المكفول دستوريا في الكويت.
وقد بدأت النساء بشكل فردي في بناء حياتهن الوظائفية والمهنية، بدافع من المظالم المعروفة والمشهودة. وتصدرت السيدات من أمثال د.رشا الصباح، وهيا راشد المغني، والبروفيسورة فايزة الخرافي، والبروفيسورة بدرية العوضي والأستاذة بيبي المرزوق طليعة هذه الثورة «الناعمة» كيف تمكن من نقل النقاش إلى أرضية من اختيارهن . وأظهرت هؤلاء النساء عزما قويا بأن المرأة الكويتية تستحق الأعلى من خلال رفع المكانة العالمية للدولة واثبات أن الزيادة في عدد النساء في القوة العاملة هو مسألة مفيدة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. وبدأت فئة من السياسيين الإناث، صاحبات الوعي السياسي في ممارسة الضغط السياسي، وذلك باستخدام وسائل الاعلام في توجيه النقد لمجلس الأمة.
وقد أظهرت تحسنا متصاعدا في مجال حقوق المرأة وهي تؤثر بصورة متزايدة على البنية الاجتماعية والاقتصادية. ومنذ حلول عام 2000، تحققت في الكويت نسبة مرتفعة جدا من النساء في سلك التعليم العالي، وذلك بنسبة 32 %. حيث جاء مركز الكويت الثانية وراء قطر وهذا هو التغير الكبير الذي حققته الكويت، في 20 سنة فقط، بين عامي 1980 و2003، وتبين هذه الأرقام أنهن مازلن يواصلن الارتفاع والتقدم . سواء مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، أو مقارنة بالمنطقة ككل، حيث حققت الكويت أحد أكبر الزيادات الإيجاببية في مجال تعليم المرأة في العالم (1) .
وتعول المرأة الكويتية على رؤية الكويت الجديدة (2035) لتحقيق مزيداً من التمكين .
وفي العصر الحديث، كان للمرأة الكويتية مواقف عدة، شهدتها الكويت، كان أعظمها فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، حيث تبوأت المرأة الكويتية موقع المقاومة للعدوان العراقي، حيث قدمت سناء الفودري أول شهيدة كويتية روحها في سبيل الوطن، بالإضافة إلى 82 شهيدة كويتية قدمن أرواحهن خلال الاحتلال العراقي الغاشم.
كانت هناك معركة أخرى لا تقل أهمية، وهي إطفاء حرائق الآبار المشتعلة، والتي كانت في مقدمة صفوف إطفائها المرأة الكويتية، ممثلة بالمهندسة سارة أكبر التي ساهمت في إطفاء آبار النفط المحترقة، كأول كويتية تعمل في مجال حقول النفط وكرمتها الأمم المتحدة لدورها المتميز في هذا الأمر .
ومن البوابة التشريعية، ساهمت المرأة الكويتية في السلطة التنفيذية وتبوأت مناصب وزارية، تمكنت من خلالها المساهمة وبفعالية في بناء الاقتصاد الوطني والمساهمة في بناء مسيرتها التنموية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. وتأتي النائبة د. معصومة المبارك والدكتورة رولا دشتي والنائبة صفاء الهاشم، من بين النساء اللائي حظين باهتمام محلي وعالمي بدخولهن البرلمان والمساهمة بفعالية في صياغة العديد من التشريعات.وفي السلطة التنفيذية، تتبوأ الدكتورة رنا الفارس وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال منصبها في تشكيلة حكومة صباح الخالد الثالثة والتي أثبتت كفاءة كبيرة بشهادة الجميع في تولي المنصب.