بوتين يعلن الأحكام العرفية في 4 مناطق أوكرانية ضمتها روسيا
النشرة الدولية –
أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين، أمس، الأحكام العرفية في أربع مناطق ضمتها بلاده من أوكرانيا، من ضمنها خيرسون التي قال مسؤولان عينتهما موسكو في المدينة إنه يجري الاستعداد للدفاع عنها ضد هجوم أوكراني وشيك. يأتي ذلك فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه اتفق مع بوتين على إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا.
وتفصيلاً، قال الرئيس الروسي أمس إنه أعلن الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية الأربع التي تم ضمّها إلى روسيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.
وأضاف بوتين أنه منح حكام الأقاليم المنضمة لروسيا صلاحيات أكبر لدعم العملية العسكرية ضد أوكرانيا، ووجّه بوتين، خلال تصريحات لأعضاء مجلس الأمن الروسي نقلها التلفزيون، الحكومة بتشكيل مجلس تنسيق خاص يتلقى أوامره من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، للعمل مع المناطق الروسية لتعزيز الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.
وبموجب مرسوم بوتين يمكن الآن إجبار سكان هذه المناطق على العمل في صناعة الأسلحة أو منعهم من السفر. كما يتيح المرسوم أيضاً تطبيق الرقابة العسكرية أو التنصت على المحادثات الهاتفية الخاصة.
كما أمر مرسوم الكرملين «بتعبئة اقتصادية» في ثماني مناطق محاذية لأوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، وفرض قيود على التنقلات من وإلى هذه المناطق.
وأعلن بوتين منح سلطات إضافية لقادة جميع مناطق روسيا، ويزيد عددها على 80 منطقة، لحماية المنشآت الحيوية والحفاظ على النظام العام وزيادة الإنتاج لدعم «العملية العسكرية الخاصة» لموسكو.
وفي كييف، ندد مستشار للرئيس الأوكراني بإعلان الرئيس الروسي الأحكام العرفية في أربع مناطق في أوكرانيا، ووصف الأمر بأنه «تشريع عبثي لنهب ممتلكات الأوكرانيين».
وكتب المستشار ميخائيلو بودولياك على «تويتر»: «لا يمكن النظر لتطبيق الأحكام العرفية على أراض تحتلها روسيا إلا على أنه تشريع عبثي لنهب ممتلكات الأوكرانيين». وأضاف «هذا لن يغير شيئا بالنسبة لأوكرانيا».
في الأثناء، قال مسؤولان عينتهما روسيا في مدينة خيرسون، أمس، إنه يجري الاستعداد للدفاع عنها ضد هجوم أوكراني وشيك، وحثا المدنيين على الفرار في أسرع وقت ممكن.
وقال فلاديمير سالدو، حاكم المنطقة الذي عيّنته روسيا، في مقابلة تلفزيونية «لا يوجد أحد مستعد لتسليم خيرسون، لكن لا ينبغي أن يبقى السكان في مدينة ستشهد عمليات عسكرية».
وأضاف سالدو «نتوقع هجوماً، ولا يخفي الجانب الأوكراني ذلك».
وقال سالدو للتلفزيون الروسي «في الوقت الحالي لدينا إمكانات كافية لصد الهجمات، وبدء هجوم مضاد، إذا تطلب الوضع التكتيكي ذلك. ستصمد المدينة، نحن ببساطة بحاجة لحماية السكان المسالمين».
وقال إن أكثر من 5000 شخص رحلوا بالفعل في اليومين الماضيين، وسيتم إخراج ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص يومياً خلال الأيام الستة المقبلة.
كما قال نائبه كيريل ستريموسوف إن الهجوم الأوكراني وشيك. وتابع قائلاً في منشور على «تيلغرام»: «أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتنفذوه.. أسرع إخلاء ممكن».
وأدلى القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، الثلاثاء، باعتراف نادر بالضغوط التي يتعرضون لها من الهجمات الأوكرانية لاستعادة المناطق الجنوبية والشرقية التي أعلنت موسكو ضمها قبل أسابيع .
وفي إشارة إلى خيرسون، قال الجنرال سيرغي «الوضع في هذه المنطقة صعب، يقصفون عمداً البنية التحتية والمباني السكنية».
من جهتها، اتهمت أوكرانيا، أمس، روسيا بـ«محاولة تخويف» سكان خيرسون، عبر إخلاء هذه المدينة المهمة .
وكتب المسؤول في الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، على «تيلغرام»: «الروس يحاولون تخويف أهالي خيرسون بنشرات إخبارية كاذبة حول قصف جيشنا للمدينة».
وفي كييف، سُمع دوي العديد من الانفجارات في وسط العاصمة، أمس، بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار المضادة للطائرات.
من جانبها، قالت روسيا إن القوات الأوكرانية حاولت استعادة محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها موسكو ، لكنها تمكنت من صدها بعد قتال استمر ساعات عدة، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية، أمس.
من جهته، أعلن رئيس مجموعة «إنيرغوأتوم» الأوكرانية بيترو كوتين لوكالة فرانس برس، أن نحو 50 موظفاً في محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، مازالوا «أسرى» لدى الروس.
وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا.
وخلال حديثه إلى أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إن بوتين أبلغه بأن أوروبا تستطيع الحصول على احتياجاتها من الغاز عبر هذا المركز في تركيا.