رغم “التشكيك”… نيوم “حقبة جديدة” في السعودية ستكون وجهة لا مثيل لها على مستوى العالم
النشرة الدولية –
قال تقرير لشبكة “سي أن بي سي” الأميركية إن السعودية تمضي قدما في تنفيذ خطتها الطموحة لمشاريع مدينة نيوم العملاقة على البحر الأحمر رغم “التشكيكات”، وتحدثت عن “حقبة جديدة” في المملكة.
وتقول الشبكة في تقريرها: “بسيارات الأجرة الطائرة والروبوتات والهولوغرام، تمضي السعودية قدما في رؤيتها لمدينة الخيال العلمي رغم التشكيكات”.
وقالت إن تطوير مدينة نيوم التي تعد “عنصرا أساسيا في خطة رؤية 2030” حصل على قدر كبير من التشكيك حول جدواها، وذلك في التقارير الصحفية وفي أوساط المهندسين المعماريين الذين اعتبروا المشروع “حلما بعيد المنال”، كما أشار البعض إلى انبعاثات الكربون ومخاوف أخرى.
بعد أسبوع من إعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن تصاميم مدينة “ذا لاين” الفريدة من نوعها، توالت ردود الأفعال حول إمكانية تطبيق هذا المشروع “المجنون” على أرض الواقع.
واستعرض التقرير ثلاث مناطق في نيوم تم الإعلان عنها رسميا، الأول “ذا لاين”.
وتعكس تصاميم “ذا لاين” بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 بالمئة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين” أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو مترا وارتفاعٍ يبلغ 500 متر فوق سطح البحر. وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو متراً مربعاً وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تماماً في مدنٍ بهذا الحجم،
وتشير “سي أن بي سي” إلى المنطقة الثانية في نيوم وهي “أوكساغون” التي وصفتها بأنها “بوابة للصناعات المتطورة والنظيفة” ، والتي ستصبح “أكبر مجمع صناعي عائم في العالم”.
ويقول الموقع الرسمي للمدينة عنها: “ستكون أوكساغون إحدى مدن نيوم التي ستشكل نموذجا مثاليا تجتمع فيها المعيشة والأعمال والتقنيات جنبا إلى جنب في تناغم وانسجام مع الطبيعة”.
والمنطقة الثالثة هي تروجينا، التي يمكن أن “تكون وجهة سياحة على مدار العام، مع ما تتمتع به من هواء جاف بجودة جبلية، ومنحدر تزلج، وركوب دراجات جبلية ،ورياضات مائية ومرافق صحية ومحمية طبيعية تفاعلية” وفق “سي أن بي سي”.
وتقول نيوم عنها: “ستكون تروجينا وجهة لا مثيل لها على مستوى العالم، حيث تتكامل المناظر الطبيعية الساحرة فيها مع الأنشطة الفريدة للسكان والزوار لتمنحهم تجارب لا تُضاهى”.
وتقول الشبكة في التقرير إن “السخرية من المشروع أمر يقر به قادة نيوم ولكنهم يرفضونها بشدة”.
وتنقل عن أنتوني فيفيس، كبير مسؤولي التخطيط الحضري في نيوم: “نيوم مشروع معقد وجريء وطموح للغاية، وبالتأكيد ليس من السهل تحقيقه، لكننا نحرز تقدما قويا، ومن المثير أن نرى الرؤية تتحقق”.
وتدفع المملكة لجذب أفضل المواهب العالمية للعمل في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والترفيه، وتدفع لذلك الكثير من الأموال.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد قالت في تقرير سابق إن السعودية “تغري” كبار الرؤساء التنفيذيين برواتب تصل إلى 1.1 مليون دولار سنويا ودون ضرائب، ما يعكس رغبتها في “جذب المواهب العالمية للمساهمة في تنفيذ خطة التحول الوطني لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان”.
وتقول “سي أن بي سي” إنه بصرف النظر عن الضجة حول نيوم “هناك صورة أكبر تظهر في أسرع الاقتصادات نموا في العالم”.
ووفقا لشركة الاستشارات العقارية العالمية “نايت فرانك”، فإن القيمة الإجمالية لمشاريع العقارات والبنية التحتية، منذ إطلاق خطة التحول الوطني في المملكة في عام 2016، قد تجاوزت الآن 1.1 تريليون دولار.
وقال هارمن دي يونغ، من نايت فرانك، وهو رئيس الإستراتيجية العقارية والاستشارات في السعودية: “نتتبع حاليا 15 مشروعا عملاقا في مراحل مختلفة من البناء في جميع أنحاء المملكة، والعديد منها عبارة عن مدن عظمى جديدة قائمة بذاتها في حد ذاتها”.
وتمثل نيوم “حقبة جديدة” لأصحاب الأعمال الذين عملوا لفترة طويلة في الشرق الأوسط. من بينهم كاثرين غرانغر، المديرة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي “تراجان للاستشارات” التي قالت: “هذا المشروع غير مسبوق وسيدفع الابتكار والتكنولوجيا بشكل لم نشهده من قبل”.
وتعتقد غرانغر، التي تعمل شركتها في نيوم، أن وجهة نظر المملكة بين مجتمع الأعمال قد تغيرت تماما.
وقالت: “تنظر الشركات العالمية متعددة الجنسيات الآن إلى البلاد باعتبارها واحدة من أكثر مراكز الأعمال إنتاجا في العالم”.
ومن المحتمل أن تصبح نيوم بوابة عالمية للتجارة الدولية، لأسباب ليس أقلها موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر الذي يمر عبره ما يقرب من 13 في المئة من التجارة العالمية، وحيث يتواجد 40 في المئة من سكان العالم على بعد ست ساعات طيران.
وتمتلك نيوم أيضا خططا كبيرة لعالم الفن والثقافة، الهدف منها تحويل صناعة الإعلام في المملكة، وهي نقطة رئيسية أخرى لخطة رؤية 2030.