“الحوثي” و”حزب الله” و”الحرس الثوري”… ثالوث الإرهاب في اليمن

قلق من عودة البلاد للانغماس في الحرب الأهلية مع انتهاء الهدنة ودراسات تكشف "الأدوار المشبوهة"

النشرة الدولية –

اندبندنت عربية –

منذ سنوات يسود التساؤل عن إمكانية مشاركة “حزب الله” اللبناني في القتال باليمن، خصوصاً بعد أن وصف الحزب غارات “عاصفة الحزم” على معاقل ميليشيات الحوثي بأنها “عدوان سعودي – أميركي” يستهدف الشعب اليمني و”مغامرة تفتقر إلى الحكمة والمبررات الشرعية وتسير بالمنطقة نحو مزيد من التوتر”، عبر بيان له في مارس (آذار) 2015.

وفي أبريل (نيسان) 2015 تم تشييع جثمان عبدالملك الشامي زعيم ميليشيات الحوثيين الروحي حينها، في الضاحية الجنوبية بلبنان معقل “الحزب”، بعد مقتله في طهران متأثراً بجراحه نتيجة تفجير تبناه تنظيم “داعش”.

ويعتبر الشامي ضابط ارتباط بين الحوثيين والإيرانيين، إذ كان المبعوث الخاص لعبدالملك الحوثي إلى لبنان وسوريا وإيران، ودفن بالقرب من القائد العسكري البارز في الحزب عماد مغنية، الذي قتل بتفجير استهدف موكبه في دمشق عام 2008.

كذلك أعلنت إيران مراراً رفضها لحملة “عاصفة الحزم”، واعتبرتها خطوة خطرة قد تؤجج الصراع في المنطقة.

عام 2016 اتهمت الحكومة اليمنية، بقيادة الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، “حزب الله” بالتدخل في الحرب الأهلية اليمنية.

وكانت صور انتشرت حينها عن لقاء قيادات ميليشيات الحوثي مع الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في لبنان أعادت تأكيد الشكوك حول دور “الحزب” باليمن.

وأخيراً وفي حوار إعلامي يوليو (تموز) الماضي، نفى نصر الله أن يكون الحزب تلقى أي طلب وساطة في أزمة اليمن.

وفي لقاء مع قناة “الميادين” بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس “حزب الله”، قال نصر الله “إن إشكالنا الأساسي بدأ باليمن، وأنا لست وسيطاً ولكنني طرف”.

وأضاف “حزب الله ليس مؤهلاً للعب دور الوساطة، لأننا طرف مع عبدالملك الحوثي وحركة أنصار الله (ميليشيات الحوثي)”.

قلق الحرب الأهلية

مع انتهاء الهدنة التي استمرت ستة أشهر في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وجرى التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة بين الحوثيين المدعومين من إيران وبين التحالف العربي، من دون ظهور أية إشارة بشأن تمديدها، على رغم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، يسود قلق من عودة البلاد للانغماس مرة أخرى في حرب أهلية.

وأعلن الحوثيون أن تفاهمات الهدنة انتهت ووصلت إلى “طريق مسدود”، كما شن المتمردون مساء الجمعة 21 أكتوبر الحالي هجوماً على ميناء نفطي جنوب البلاد، وقالوا في بيان إنهم نفذوا “ضربة تحذيرية بسيطة” على ميناء “الضبة” الخاضع لسيطرة الحكومة بمحافظة حضرموت لمنعها من “نهب النفط الخام”.

مركز “مكافحة الإرهاب” (Combating Terrorism Center) وهو مركز أكاديمي بحثي ومقره مدينة نيويورك بالولايات المتحدة ويتبع للأكاديمية العسكرية الأميركية، تخوف في افتتاحيته لشهر أكتوبر الحالي من عودة مقاتلي الحوثيين المتحالفين مع طهران إلى تهديد السعودية والإمارات مرة جديدة عبر الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

تحالف “الإرهاب” الثلاثي

في مقالة بحثية لمركز “مكافحة الإرهاب” أكتوبر الحالي، قدم مايكل نايتس وعدنان الجبرني وكايسي كومبس المتخصصين بالشأن اليمني، فهماً عن طبيعة القيادة السياسية والعسكرية للحوثيين ودوافعها الأساسية وطبيعة ومدى تأثير الإيرانيين و”حزب الله” اللبناني داخل الحركة.

تقول الدراسة إن ميليشيات الحوثيين أصبحت أكثر مركزية وتماسكاً من أي وقت مضى، ويرجع ذلك جزئياً إلى التوجيه الوثيق من “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني.

وفي استنتاجها تشير الدراسة إلى أن “مجلس الجهاد الحوثي يبرز كشريك بارز لإيران، وأن العلاقة بين الحوثيين وطهران يجب ألا ينظر إليها بعد الآن على أنها علاقة ضرورة، بل تحالف قوي وعميق الجذور يرتكز على تقارب أيديولوجي وثيق وتحالف جيوسياسي”، وتخلص إلى أنه يمكن القول إن ظهور “حزب الله الجنوبي أصبح الآن حقيقة ملموسة على الأرض”.

تبادل خبرات بين “حزب الله” والحوثيين

يرى فارع المسلمي الباحث غير المقيم في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط أن سيطرة ميليشيات الحوثي المسلحة على مقاليد السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء أواخر سبتمبر (أيلول) 2014 تمت بطريقة استدعت إلى الذاكرة سيطرة “حزب الله” اللبنانية على العاصمة اللبنانية بيروت في أحداث مايو (أيار) 2008.

وقال “لقد عزز ذلك المقارنة النمطية المتصاعدة بين حزب الله والحوثيين، لكن في الحقيقة وعلى رغم كل هذه التشابهات البارزة للوهلة الأولى بينهما، فإن المقارنة بينهما لم تزل شكلية ترتكز على الخطاب الأيديولوجي وبعض آليات تحقيق الأهداف السياسية”.

وأشار إلى أن هناك فوارق بنيوية وهيكلية وسياسية واجتماعية عميقة بين “حزب الله” في لبنان و”أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، و”الأهم من ذلك كله لا يمكن لأية مقارنة بين الطرفين تجاهل عامل مهم وفارق جوهري في التركيبة السياسية والاجتماعية بين اليمن ولبنان، إذ إن الطوائف هي التعريف الأهم والفاصل في تقاسيم المجتمع اللبناني، بينما الطائفية في اليمن تتداخل مع الجهوية وتكرسها”.

وأوضح أن “ما حدث في اليمن أوجد شرخاً وطنياً ومناطقياً وليس طائفياً فقط، بتكريسه للمفهوم العام أن السلطة والصراع عليها لا يزال مركزهما شمال الشمال المهيمن تاريخياً، الذي تراجعت حدة تناوله، خصوصاً بعد تولي الرئيس هادي مقاليد الرئاسة”.

وأضاف “بمعنى آخر، فإن حزب الله انبثق من تركيبة طائفية قائمة لبنانياً، بينما الحوثيون أحيوا نزعة طائفية كادت تنقرض يمنياً، وعلى أية حال فالجهوية، لا الطائفية، لا تزال الأكثر حسماً في اليمن حتى الآن”.

لكن في المقابل نقلت “فايننشال تايمز” البريطانية عن مصادر في “حزب الله” وأخرى دبلوماسية واستخبارية أن “الحزب المدعوم من إيران قد يكون يوفر الدعم المباشر لحلفائه اليمنيين، وهذه علامة أخرى على كيفية إعادة تشكيل التنافس بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية للصراعات المحلية”.

ويقول محللون إن العلاقة بين “حزب الله” وميليشيات الحوثي قد تؤجج بدورها مخاوف الدول السنية من توسع التحالفات الشيعية”.

ويتلقى الحوثيون من “حزب الله” الدعم المباشر منذ التأسيس (تسعينيات القرن الماضي) وإن كان “أيديولوجياً”، لكنه تمحور بعد عام 2011 (الثورة الشبابية الشعبية) ليشمل كل الجوانب السياسية والأيديولوجية والإعلامية.

وقال مسؤول من ميليشيا الحوثي، التقته صحيفة “فايننشال تايمز” في بيروت، إن العلاقات مع الحركة اللبنانية تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن، وأضاف “هذه ليست علاقة يكون فيها جانب واحد في السيطرة، والآخر يتبعه من دون إدراك، نحن نتبادل الخبرات والأيديولوجيا، لدينا الشخصية الخاصة بنا، وطريقتنا في إنجاز أمورنا، ليس الهدف بناء نموذج لحزب الله في اليمن”.

وهو ما أكده قائد في “حزب الله”، حجب اسمه، لأنه لا يسمح لأفراد الحزب بالتحدث إلى وسائل الإعلام، بالقول “إن الحوثيين وحزب الله تدربوا معاً على مدى السنوات الـ10 الماضية”.

وقال قيادي في الحزب “لقد تدربوا معنا في إيران، ومن ثم قمنا بتدريبهم هنا (لبنان) وفي اليمن، اليمنيون مقاتلون شرسون وأذكياء، لا يمكنك تخيل ما مروا من خلاله”، مشيراً إلى المعارك الجبلية التي حارب خلالها الحوثيون لما يقرب من عقد من الزمن، وكيف استطاعوا الانتصار فيها بمساعدة “حزب الله”.

وهذا يخالف ما قيل عن أن العلاقات العسكرية بين الجماعتين في صعدة والضاحية الجنوبية محدودة للغاية، ويؤكد قياديان في “حزب الله” للصحيفة أن “مئات من المدربين اللبنانيين والإيرانيين والمستشارين العسكريين موجودون في اليمن بالفعل”.

وقال مقاتل من الحزب “يتعامل الإيرانيون ربما مع بطاريات الصواريخ وأسلحة أخرى، نحن خبراء في حرب العصابات، ولذلك نقدم المشورة حول أفضل توقيت للرد”.

بدوره قال القائد في “حزب الله” إن “ثمانية من عناصر الحزب لقوا حتفهم في القتال باليمن”، وعلى رغم استحالة التحقق من صحة هذه المزاعم، لكنها تدل على اهتمام أعضاء الحزب في تصوير أنفسهم على أنهم جزء من معركة الحوثيين، بحسب الصحيفة البريطانية.

مجلس القيادة الحوثية

دراسة مركز “مكافحة الإرهاب” تتحدث عن تحكم كبير لـ”الحرس الثوري” و”حزب الله” في قرار ميليشيات الحوثي المسلحة، وتؤكد وجود عناصر وقيادات منهما في اليمن.

وتقول الدراسة “ليس سراً أن الحرس الثوري الإيراني، لاسيما فيلق القدس، وحزب الله اللبناني يدعمان السيطرة المحلية والعمليات العسكرية للحوثيين، وهو ما تؤكده تصريحات الأمم المتحدة وأميركا بهذا المعنى، كما أن الحرس الثوري نفسه يعترف بدعمه”.

وتشير إلى أنه بجانب زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، يشكل مساعد الجهاد من الحرس الثوري “فيلق قدس” و”حزب الله” ثالوثاً في قلب آلة الحوثيين الحربية، كما أن الحرس الثوري يستخدم اللقب نفسه “مساعد الجهاد” في العراق لوصف ضابط ارتباط كبير مع المجموعة الإرهابية الشيعية العراقية كتائب حزب الله.

وعلى غرار قضية الحوثيين أيضاً، فإن مساعد الجهاد في العراق لديه نائب لبناني من “حزب الله”، مما يشير إلى نوع من النموذج الخام في تفاعلات “فيلق القدس” مع الشركاء والوكلاء.

يبدو أن النقطة الأساسية هي أن “مساعد الجهاد” هو دائماً المستشار العسكري الأول للقائد، وفي حالة عبدالملك الحوثي، هذا المستشار ثنائي، ضابط إيراني في “الحرس الثوري” مع نائب لـ”حزب الله” اللبناني.

من الواضح أن الطبيعة الدقيقة للعلاقة بين عبدالملك و”مساعد الجهاد” هي سر خاضع لتعتيم شديد، لكن إجراء مقابلات دقيقة مع أشخاص مسؤولين في المؤسسة الأمنية الحوثية يمكن أن تبدأ في تكوين صورة مثيرة للاهتمام.

مساعد الجهاد الإيراني

على رغم عدم معرفة الهوية الدقيقة لمساعد الجهاد الحالي علناً، لكن المسؤول السابق في “فيلق القدس” الذي لعب هذا الدور كان العميد عبدالرضا شهلاعي، وكان مساعد الجهاد في العراق.

ويتمثل دوره في تقديم المشورة للزعيم الحوثي بشأن ​​”مسار الأعمال الإرهابية والعسكرية الاستراتيجية”، و”أن يكون شريكاً في اتخاذ القرارات العسكرية”.

ولا توجد بيانات موثوقة في ما يتعلق بالتأثير الإيراني في القرارات الاستراتيجية الرئيسة للحوثيين، مثل الدخول في وقف إطلاق النار أو الخروج منه، أو شن هجمات استراتيجية على دول الخليج.

وبرأي الباحثين الذين عملوا على الدراسة، فإن لدى مساعد الجهاد الإيراني والدائرة المقربة من عبدالملك دوافع قوية لإخفاء أي دليل على النفوذ الإيراني من أجل تجنب الإضرار بصدقية عبدالملك كزعيم يمني قائم بذاته، خشية تأثير وجود أدلة إيرانية على النظام في إيران وجماعة الحوثي.

وتم تطوير صيغة مجلس الجهاد من قبل “حزب الله” اللبناني، وبهذا يستفيد الحوثيون من نشوء جماعة حزب الله، وقد يوفر المجلس أيضاً إطاراً منطقياً من أجل طريقة آمنة واقتصادية وغير مزعجة لـ”الحرس الثوري” الإيراني لتقديم المشورة لحركة الحوثيين.

كما يقرر “مساعد الجهاد” نوع المساعدة التقنية والأجهزة التي تقدمها إيران و”حزب الله”، سواء باستخدام فرق التدريب والمخازن داخل البلاد، أو عن طريق طلب متخصصين جدد أو عتاد من إيران ولبنان.

وتشير الدراسة إلى أن طاقماً صغيراً من “فيلق القدس” و”حزب الله”، يقال إن عددهم الآن بالعشرات وليس المئات، يدير الترتيبات العملية، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تشغيل مجموعة صغيرة من الصناعات العسكرية.

من هو أبو زينب التابع لـ”حزب الله”؟

بخصوص دور “حزب الله” في “مجلس الجهاد” الحوثي، فإن نائب مساعد الجهاد التابع للحزب هو حالياً ضابط معروف باسم “أبو زينب” ويلعب دوراً بارزاً في التدريب العملي وتجهيز المهمات.

وكما أشار أحد المؤلفين (نايتس) في مقالة سابقة عام 2018 حول العمليات العسكرية للحوثيين، فإن “أبو زينب” واحد من مستشاري “حزب الله” يتمتع منذ فترة طويلة بحرية حركة في مناطق الحوثيين باليمن أكثر من الإيرانيين.

وقال نايتس “يبدو أن الحوثيين أقل حساسية تجاه تورط حزب الله منه تجاه الوجود الإيراني، ربما لأن حزب الله ينظر إليه على أنه منظمة شقيق أكبر للحوثيين، في حين أن إيران دولة أجنبية”.

وأضاف “يمكن لعرب حزب الله، على عكس الفرس الإيرانيين، أن يندمجوا بسهولة أكبر مع المضيفين الحوثيين، ويبدو أن لديهم قيوداً أمنية تشغيلية أقل، مما يسمح لمستشاريهم بزيارة الخطوط الأمامية والتحرك في المناطق العسكرية”.

وقد تحدث “حزب الله” نفسه عن تقديم المشورة العسكرية للحوثيين منذ عام 1992، لكن جرى تكثيف العمليات بشكل منطقي بعد ذلك، خصوصاً بعد انتصارات الحزب التكتيكية على إسرائيل في حرب 2006 وارتفاع سمعته الإقليمية.

وتشير الدراسة إلى أن فيلق القدس الإيراني أسس جهود المساعدة العسكرية الأولى للحوثيين خارج لبنان تحت قيادة ممثله المعروف باسم “أبو هادي”، وبالشراكة مع الناشط البارز في الحزب خليل يوسف حرب.

وقالت الدراسة إن هناك مؤشرات متفرقة لكنها متزايدة على رعاية “حزب الله” الإيراني واللبناني للحوثيين في الحروب الرابعة والخامسة والسادسة ضد الحكومة اليمنية في 2008-2010.

في الواقع، عند الاستيلاء على صنعاء سبتمبر 2014، كانت الأولوية المبكرة للحوثيين هي إطلاق سراح أسرى “حزب الله” من السجون الحكومية، وكذلك الأسرى الإيرانيين الذين تم القبض عليهم أثناء تسليم الأسلحة إلى الحوثيين عام 2013.

القوات النوعية

هناك أيضاً ما يسمى “القوات النوعية”، أي المسؤولة عن الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة والقدرات البحرية وبرامج التدريب الفني، ويبدو أن مسؤولها الحالي يعرف باسم “أبو فاطمة”.

وعادة ما يتم التعرف على العناصر بعد وفاتهم، أحدهم كان حمود الغمران، الذي توفي في القتال عام 2017، وكذلك حسن الجرادي “أبو شهيد”، وهو محارب قديم من صعدة قتل في الحديدة عام 2018، ومسؤول آخر يدعى محمد عبدالكريم الحمران قتل على جبهة مأرب (في صرواح) عام 2020.

يبدو أن المسؤول الأمني​​ أحسن الحمران يلعب دوراً مزدوجاً بصفته رئيس جهاز الأمن الوقائي، الذي يشرف على جميع أجهزة الاستخبارات (باستثناء محتمل للاستخبارات العسكرية).

كذلك يلعب الأمن الوقائي دوراً في حماية القيادة المتخصصة والدور الأمني ​​للنظام الذي يقوم به الأمن الوقائي في مجلس جهاد حزب الله اللبناني.

وبحسب البحث فإن الحمران يعتبر أحد أوائل قادة الحوثيين، الذي حل مكان رئيس الأمن الوقائي لعبدالملك بعد “أبو طهاب” الذي تمت إزالته خلال إعادة تنظيم الاستخبارات في سبتمبر 2019.

وهناك مسؤول المناطق العسكرية، الذي يتعامل مباشرة مع القيادات الجغرافية الرئيسة، قيادات المنطقة العسكرية، لتتبع احتياجاتهم وتخصيص “عوامل التمكين” لكل مركز مثل الطائرات المسيرة والصواريخ والقدرات الاستخباراتية.

وتشير أدلة كثيرة إلى أن قائد المناطق العسكرية الحالي هو رئيس أركان وزارة الدفاع (المزدوج الأدوار)، محمد عبدالكريم الغمري، يدعمه مساعد خفي معروف فقط باسم “سجاد”، بإشراف دقيق (وأحياناً مشاركة مفرطة) من عبدالخالق الحوثي ويوسف المدني ومحمد عبدالكريم الغمار.

وزارة الدفاع

تنتقل الدراسة إلى تشكيل قوة الحوثيين والشخصيات المرتبطة بها بعد اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء عقب توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية في 21 سبتمبر 2014 كخطوة أخيرة لإنقاذ عملية السلام بعد الربيع العربي، إذ سعى الحوثيون للحصول على دمج نحو 40 ألف مقاتل حوثي في ​​قوات أمن الدولة، وإنشاء تمركز حوثي على صلة عائلية بالجيش.

ولفتت إلى أنه بعد اجتياح صنعاء في انقلاب سبتمبر 2014، ذهب الحوثيون إلى أبعد من ذلك وسيطروا مباشرة على وزارة الدفاع ووزارة الداخلية للمرة الأولى، وفي الأخير بدأ صراع بطيء للسيطرة على قوات الشرطة بين الموالين لعلي عبدالله صالح، وانتهى بنهاية المطاف بوفاة صالح على يد الحوثيين ديسمبر 2017 وتعيين عبدالكريم الحوثي وزيراً للداخلية عام 2019.

في وزارة الدفاع اختار الحوثيون تدريجاً جنرالات من عهد صالح للخدمة إلى جانب كبار الحوثيين، أشهرهم كان وزير الدفاع الذي نصبه الحوثيون اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي خضع لإعادة تأهيل أيديولوجي من قبل الميليشيات، وأقسم يمين الولاء بالقرآن لزعيمهم.

ولعب العاطفي دوراً بارزاً في عمليات الدعاية الحوثية بينها دعاية مثيرة للاهتمام بأنهم لم يجروا تغييرات مفاجئة أو كاسحة على الجيش اليمني ويذهبون إلى حد تصوير أن هذه المؤسسة الوطنية لم تتغير، في جهد لإخفاء نفوذ “مجلس الجهاد” وتقليل رد الفعل السلبي من العسكريين ورجال القبائل الموالين الآخرين.

وتلفت الدراسة إلى أن القوة الكامنة وراء عرش الوزير العاطفي في وزارة الدفاع هو الفريق أول ركن محمد عبدالكريم الغماري (المعروف بشكل غير رسمي باسم هاشم الغمري) الذي دعمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة تعيينه في عام 2021 لتهديده السلام والاستقرار في اليمن من خلال دوره في شراء ونشر المتفجرات والطائرات المسيرة والصواريخ ضد أهداف داخل وخارج اليمن.

Back to top button