حشد غربي غير مسبوق في المتوسط هذا ما يُخطط للمنطقة بعد الحرب
النشرة الدولية –
كشف الخبير العسكري في أسلحة الدمار الشامل العقيد المتقاعد اكرم كمال سريوي، في حديث مع الإعلامية جيهان فتوني لبرنامج “هنا روسيا” عن الهدف من الحشود العسكرية الغربية الضخمة، والخطط التي أعدّها الجيش الإسرائيلي لاجتياح غزة، وكذلك عن مخطط كبير يُحاك في الكواليس للمنطقة بعد الحرب.
ومما قاله سريوي: حاملات طائرات، ومدمرات بحرية، وسفن إنزال، من أمريكا وبريطانيا، وقوات خاصة من المانيا وهولندا واستراليا، ودعوة فرنسية لتشكيل تحالف دولي ضد حماس.
وفي المقابل أرسلت الصين ست سفن حربية، ومدمرة إلى منطقة الخليج.
وكل هذا لا ينحصر بدعم إسرائيل بل يتعدى ذلك لتحقيق عدة أهداف استراتيجية.
فلقد تلقت إسرائيل صفعة قوية من حماس، وبدا جيشها غير مستعد لمعركة كبرى، وتم تأجيل الاجتياح البري لغزة عدة مرات، بسبب عدم جهوزية الجيش للعملية، وهو ما زال متعثراً حتى اليوم، ف 300 ألف جندي من الاحتياط، هؤلاء غير جاهزين لعمليات هجومية، ويحتاجون إلى أشهر من إعادة التدريب.
لدى إسرائيل بين 10 إلى 15 الف جندي من القوات الخاصة، إنهم وحدهم جاهزون للقتال داخل غزة، وهذا عدد قليل نسبة إلى مقاتلي حماس المقدر عددهم بأكثر من 40 الف، وهم يتحصنون في الأنفاق و داخل المدن.
يعتمد الاسرائيلي على خطة قائد معركة الفالوجة الجنرال الأمريكي جيمس غلين، التي تقضي بأن تتقدم القوات المهاجمة إلى مسافة معينة، تُجبر فيها مقاتلي حماس على الخروج من مخابئهم لإطلاق النار، فيتم كشف مراكزهم، ثم تنكفئ القوى المهاجمة بسرعة إلى الخلف، ويتدخل الطيران الحربي والمدفعية لتدمير مراكز المدافعين، دون التحام الجنود الإسرائيليين معهم بمعركة مباشرة.
هذه الخطة استغرقت أكثر من تسعة أشهر لاحتلال الموصل والفلوجة، وتتطلب أكثر من ذلك بكثير في غزة، بسبب وجود الانفاق، التي تؤمن الحماية واللوجستية وحرية الحركة والمناورة لمقاتلي حماس، وإسرائيل ليس بمقدورها تحمل عبء حرب طويلة إلى هذا الحد، خاصة مع وجود عدد كبير من الأسرى لدى حماس، لم يجري الإفصاح عنه حتى اليوم، وهو بالتأكيد يفوق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وأضاف سريوي: حماس هي احد أوجه مقاومة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي، والقضاء عليها يتطلب القضاء على الشعب الفلسطيني بأكمله، وهذا الحلم الإسرائيلي بات مستحيلاً.
العرب والفلسطينيون قبلوا بالسلام والاعتراف بإسرائيل، لكنها ما زالت ترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتنتهك كل المواثيق الدولية.
واكّد سريوي: أنه لا يمكن الرهان على عدم توسعة الحرب، خاصة مع لبنان، لأنه في أي لحظة قد تحدث مفاجأة وتخرج الأمور عن السيطرة، وعندها ستشتعل المنطقة برمتها وتُفتح عدة جبهات على إسرائيل.
الحشود الغربية لها عدة أهداف: فأمريكا تريد أولاً حماية مصالحها في المنطقة، وابقاء سيطرتها على منابع النفط.
وثانياً توجيه رسالة حازمة للصين وايران وروسيا، بأنها لن تقبل بتقاسم النفوذ معهم في المنطقة.
وقال سريوي: الصراع في الشرق الأوسط قديم وسيستمر طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الفلسطينين، ولقد شكّلت إسرائيل عقبة في وجه اي قوة عربية صاعدة، وفي وجه التمدد السوفياتي سابقاً ، وهي اليوم مهمة أمريكياً لمواجهة تمدد النفوذ الصيني، ومن هنا نرى هذه الاندفاعة الغربية لدعم إسرائيل.
لقد تم تخريب العراق وسوريا واليمن ولبنان، وعملت أمريكا على رفع منسوب التوتر بين إيران ودول الخليج العربي، وكل ذلك بهدف تمرير مشروع طريق التجارة الدولية، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن من الهند إلى أوروبا، وقطع أي طريق آخر.
الهدف الاساسي لهذا المشروع جعل حيفا بوابة العرب الأساسية إلى أوروبا، وبوابة أوروبا إلى الخليج، والحرب في غزة الآن، وهذه الحشود العسكرية الضخمة هي لخدمة تنفيذ هذا المشروع.
تفاصيل عن خطة حماس للدفاع في غزة، وأسلحة حزب الله ، وخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، والرعاية الأمريكية للمفاوضات القادمة حول شرق أوسط جديد، والعلاقة الأمريكية مع داعش، كل ذلك تجدونه في هذه المقابلة من جزئين على الرابط التالي:
https://fb.watch/n-m_vGLrSg/?mibextid=Nif5oz