لبنان يدخل بفراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية ميشال عون
النشرة الدولية –
انتهت رسميا عند منتصف ليلة الاثنين – الثلاثاء، ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، التي استمرت ست سنواتٍ من دون أن يسلَّ إدارة البلاد لرئيس جديد بعد فشل البرلمان أربع مرات في انتخاب رئيس جديد للبلاد، في ظل غياب التوافق السياسي.
وغادر عون القصر الرئاسي، الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية، فيما احتشد الآلاف من مناصريه لوداعه. وأمضى عون اليوم الأخير من ولايته الإثنين في مقر إقامته في الرابية شمال بيروت.
واستبق عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة، رفضا منه لأن تمارس حكومة ميقاتي صلاحيات الرئيس.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس النيابي إلى عقد جلسة، الخميس، لتلاوة رسالة وجهها عون إلى المجلس، اتهم فيها ميقاتي بعرقلة تشكيل الحكومة والسعي إلى “السطو على رئاسة الجمهورية”.
ومنذ نهاية أيلول/سبتمبر، فشل البرلمان أربع مرات في انتخاب رئيس جديد للبلاد، مع عدم وجود أي فريق في مجلس النواب يملك أكثرية تخوله اختيار رئيس.
وليست هذه المرّة الأولى التي يسلّم فيها رئيس جمهورية لبنان البلاد للفراغ، حتى إن عون تسلم الرئاسة من الفراغ الذي استمر سنتين ونصف سنة تقريبا، بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان عام 2014، وذلك بفعل تعطيله وفريقه السياسي وحلفائه، جلسات انتخاب الرئيس التي فاقت الأربعين، في حين وقع لبنان 5 مرات في الفراغ منذ استقلاله عام 1943، لتتسلم الحكومات صلاحيات الرئيس.
ومع أن عدم احترام المهل الدستورية شائع في لبنان، لكن الفراغ الرئاسي هذه المرة يأتي في ظل انهيار اقتصادي متسارع صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عقود، ومع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، خصوصاً تنفيذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطاً لدعم لبنان.
ويأتي كذلك بعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة استمرت أشهرا في العام 2019 ضد الطبقة السياسية كاملة، وفي وقت يصب فيه اللبنانيون تركيزهم على تأمين لقمة العيش في ظل الغلاء الفاحش أو سحب أموالهم العالقة في المصارف.
ويتعين وفق الدستور انتقال صلاحيات الرئيس الى مجلس الوزراء، لكن الخلافات السياسية حالت منذ الانتخابات النيابية في أيار/مايو، من دون تشكيل حكومة جديدة، بينما تواصل حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي ممارسة مهماتها.