كاتبة الأطفال أمل الرندي تتساءل: هل يكفي أن نبدع ونكتب للصغار؟

النشرة الدولية –

القبس –

ترى كاتبة أدب الطفل، أمل الرندي، أن إبداعات كثيرة تحتاج إلى تواصل مباشر بين المبدع والفئة المستهدفة أو الجمهور في المسرح والشعر وغيرهما، وكذلك أدب الأطفال. وقالت الرندي في ندوة استضافتها قاعة كاب للفنون، أخيرا، وقدمها فيها الكاتب ابراهيم فرغلي أن إبداع الكبار يلعب الإعلام دوراً أساسياً في عملية التفاعل، أما الأطفال فأمرهم مختلف مع الإعلام، وهم يحتاجون إلى عناية أكثر، إلى اهتمام ومتابعة، أي إلى من يمسك بأيديهم ويدلهم إلى الكتاب، ويحفزهم على القراءة.

وخصصت صاحبة المجموعات القصصية الكثيرة للأطفال والكبار أيضا الندوة للحديث عن تجربتها في الكتابة للصغار والناشئة، منذ البدايات في سبعة نقاط متتالية على النحو التالي:

2- هدفي، منذ البداية، أن يصل كتابي إلى الطفل المستفيد منه، فوجدت حاجة إلى التواصل مع دور نشر متنوعة، وفي بلدان مختلفة، جعلت خبرتي أوسع من ذي قبل. لكن من البديهي أن نقول إن نشر أدب الطفل لا يكون من خلال الكتاب فقط، إنما من خلال مجلات الأطفال أيضاً. فقد بدأت تجربتي في الكتابة مع مجلات الأطفال، فقد مضى عصر كانت فيه الكويت من أوائل دول المنطقة العربية في إصدار مجلات الأطفال، وقد وصل عددها إلى 24 مجلة، وقد تراجع عددها اليوم إلى قرابة عشر، شأنها شأن تراجع مجلات الأطفال في العديد من الدول، خصوصاً بعد انتشار المواقع الإلكترونية، وتوزع اهتمامات الطفل على الكثير من الألعاب الإلكترونية.

1- تجربتي في التفاعل مع الأطفال، بدأت باكراً، فقد سهلت عليَّ مهنتي، التعليم في رياض أطفال لسنين طويلة، هذه المهمة، وباتت علاقتي بالأطفال مصدر نجاح لتجربتي في الكتابة. وقد انطلقتُ في كتابة القصص، في الأساس، من شعوري بحاجة الأطفال إلى القصص في منهاج الروضات، فشرعت بتأليف القصص، وقد أصدرت 20 قصة اعتُمدت في الروضات، وهكذا تابعت تجربة التأليف والنشر، وتنوعت الأعمار المستهدفة حتى شملت كل الفئات العمرية للأطفال.

3- بالنسبة إلى النشر عن طريق الكتب، فقد فضلت أن أبني دار نشر خاصة بمنشوراتي، حتى لا يتحكم أحد بإصداراتي. حتى إنني أهتم برسوم الكتاب وأتابع مع الرسامين كل المشاهد التي يصورونها، وأتابع الإخراج ونوعية الورق والغلاف. فأنا أفضل أن يقدم الكتاب كل أنواع الجمال، فيجذب الطفل بجمال شكله وألوانه، كمقدمة لدخوله إلى المضمون. وقد تخطت كتبي الخمسين عنواناً حتى الآن، أعتمد في توزيعها على دار نشر تقوم بمهمة التوزيع.

4- كنت أتساءل دوماً: عندما نتفق مع دار نشر، مهمتها إيصال الكتاب إلى القارئ الطفل، هل تحل المشكلة؟ هل يصل الكتاب إلى الطفل؟ وكنت أجيب: نعم يصل لكن بشكل غير كافٍ. فالناشر يعرض الكتاب في معارض الكتب وفي المكتبات، وقد يصل الكتاب إلى المكتبات العامة ومكتبات المدارس، لكن الأطفال لم يعتادوا الذهاب إلى المكتبات العامة، ثم إن الاهتمام بأدب الطفل في المكتبات العامة قليل. أما مكتبات المدارس فليست موجودة إلا في البلدان الغنية، ولم تثبت فاعليتها هنا بالشكل المطلوب، أي تحويل القراءة إلى سلوك دائم عند الطفل.

5- كنت أشعر أن هناك مشكلة في وصول الكتاب إلى الطفل، وأن هناك ضرورة إلى صلة وصل بين الكتاب المطبوع والطفل، ففكّرت عندما كنت رئيسة لجنة أدب الطفل في رابطة الأدباء الكويتيين، في «مبادرة أصدقاء المكتبة»، تبنتها الرابطة في السنة الأولى، ثم رعتها الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتوقفت سنتين قبل أن تنطلق هذا العام منذ أسبوع، ولمدة عام دراسي 2022 – 2023 برعاية المجلس نفسه وجمعية جود الخيرية.

6- أهم ما في المبادرة أن تلعب دور تواصل الكاتب مع الطفل، وتؤمن التفاعل المباشر بينهما، وصولاً إلى تحفيز الطفل على القراءة، ولا شك أن مبادرة الشيخ محمد بن راشد «تحدي القراءة العربي» كان حافزاً لي للتفكير في ملء الفراغ في الكويت، على أن تكون هذه المبادرة التي بنيتها مع ثلة مميزة من الكاتبات والكتّاب الكويتيين حافزاً لآخرين أيضاً، فنساهم معاً في تعزيز ثقافة الطفل الكويتي. وقد حصل تطوران في هذه المبادرة، أولهما أنها تحولت إلى المستوى العربي في سنتيها الثانية والثالثة، وثانيهما أننا كنا ندعو الأطفال إلى مكتبة ذات السلاسل فصرنا نقصدهم في مدارسهم.

7- حولت المبادرة إلى برنامج تلفزيوني، لتحقيق الهدف نفسه، أي الوصول إلى الطفل أينما يكون وتحفيزه على القراءة، فسجلت 20 حلقة بثتها قناة البوادي الثقافية.

تحفيز وتعزيز

التفاعل المباشر بين الطفل وكاتب أدب الطفل له أهداف عدة، وفقا للرندي، منها:

1 – اختبار ما نكتب من خلال رد فعل الأطفال، بمعنى أننا نتعلم من التجربة مع الأطفال.

2 – تحفيز الأطفال على القراءة.

3 – العلاقة المباشرة بين الطرفين تعزز القراءة.

4 – تقريب مضمون هذا الأدب من الأطفال من خلال شرح الأديب نفسه لأدبه.

زر الذهاب إلى الأعلى