لم نجد تاكسي في شوارع بوسطن
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

لم أصدق أن مدينة مثل بوسطن لم يعد فيها سيارة تاكسي (taxi) فقد اختبرت الحالة بنفسي وكنت بصحبة أحد الأصدقاء أثناء زيارة لمكتبة جامعة هارفارد عائدين إلى الفندق، عندما انتظرنا لأكثر من عشرين دقيقة دون أن نعثر على أي سيارة تاكسي، عندها قررنا العودة سيرا على الأقدام، فاستغرقت المسافة نحو نصف ساعة، لنقوم بعدها بتحميل الـ(application) الخاص بـ(Uber) لأننا لم نأخذ هواتفنا معنا في ذاك المشوار.

 

  • أوبر قضت عمليا على شيء اسمه تاكسي على الأقل في هذه المدينة وغيرها من المدن الأميركية والعالمية، فقد أحدثت ثورة في عالم المواصلات والنقل.

 

  • الهواتف النقالة باتت حاجة أساسية للعيش والعمل والحياة تماما كحاجتنا لتطبيق (أوبر) وأي شخص باستطاعته أن يتعرف على قصة نجاح هذه الشركة العملاقة والمعروفة منذ سنوات، والنموذج المبتكر الذي أوجدته وهو شائع ومعروف، لكن أن تقرأ عن تاريخ الشركة هو بخلاف ما تعيش الحالة بنفسك وتدرك مدى الفرق بينهما وتقف على حقيقة ما تقوله.

 

  • شخصان خاضا التجربة وقاما بابتكار هذا النموذج الذي بدأ بـ 200 ألف دولار عام 2010.

 

  • لست في موقع الترويج لأنشطة وأعمال الشركة وما تعانيه من قضايا ومشاكل ولا إلى الخدمات التي تقدمها، بل كيف أن التكنولوجيا الحديثة في عالم الاتصالات غيرت الكثير من أدوات التعامل بين البشر والوسائل التي يستخدمها في يومه وحياته.

 

 

 

  • الأهم كيف أن مشاريع وأفكاراً كهذه تولد وتخرج إلى أرض الواقع وتحقق النجاح عندما تجد بيئة عمل صحية تتوافر فيها الشروط التي تمنحها فرصة أن تكبر وتتوسع، وكيف طوعت واستفادت من تكنولوجيا الاتصال وجعلتها في خدمة الناس.

 

  • واجهت (أوبر) صعوبات، وتعرضت لاحتجاجات ومقاطعة في دول مثل البرازيل والمكسيك والهند نظراً لما تسببه من بطالة لدى سائقي سيارات الأجرة ومنافسة غير مشروعة، في حين حققت نتائج ملموسة في الداخل الأميركي، وبالرغم من الخسائر المالية التي لحقت بها بعد جائحة كورونا فإنها حققت نسبة عالية من المبيعات بعد ذلك، وبعدما بلغت قيمتها الاقتصادية نحو 50 مليار دولار.

 

  • بيئة توليد الأفكار والمشاريع تبقى حجر الأساس ومن أهم هذه البيئات مراكز الأبحاث العلمية في الجامعات والشركات الناشئة منها والعملاقة، فشركة مثل الأيرباص تنفق ثلاثة مليارات يورو سنويا على الأبحاث والقيام بتجارب عملية آخرها تشغيل طائرة تعمل بالطاقة الشمسية لمدة 25 يوماً دون توقف.

 

  • ففي جامعة (m I t) في بوسطن أنشأت مركزاً للإبداع يضم مختبرات ومراكز متخصصة للمبدعين خرجت منه عدة مشاريع طالما أن هناك فكرة مشروع جيدة يتم تبنيها ودعمها لتتحول إلى كيان حقيقي على الأرض٠

 

  • الذكاء الاصطناعي بات سيد التكنولوجيا والتوجه اليوم يسير باتجاه تغيير الوجهة كاملة لأي شركة بعد إعادة هيكلتها لتنقلب عملية التشغيل وتأخذ بالتحول الرقمي الذي يضعها في قلب الموجات الصناعية المتتالية.

 

  • السؤال: أين دول الخليج العربي من هذا التحول الرقمي؟ التقدم يجري بنسب متفاوتة وهذا لم يعد استنسابا بل خيارا لابد منه وإن كانت دولة الإمارات سجلت إنجازات ملموسة بالتخلص من المعاملات الورقية، وبناء شبكة موحدة إلكترونية بين الوزارات هذه السنة.
زر الذهاب إلى الأعلى