العزلة الدولية تدفع موسكو وطهران لتعميق الشراكة العسكرية

النشرة الدولية –

في وقت حذر فيه مسؤولون غربيون وأوكرانيون من أن روسيا تحاول تأمين صواريخ إيرانية دقيقة التوجيه وطائرات مسيرة لدفع جهودها العسكرية المتعثرة في أوكرانيا، وصل مسؤول أمني روسي رفيع إلى طهران.

وحط كبير المستشارين الأمنيين للكرملين رحاله في طهران خلال وقت متأخر من يوم الثلاثاء وسط مؤشرات متزايدة على استخدام روسيا لأسلحة إيرانية متقدمة في أوكرانيا.

وصفت وكالات الأنباء الروسية والإيرانية الرسمية زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، بأنها رحلة روتينية لمناقشة المشاريع المشتركة.

وخلال الزيارة، تعهد البلدان بتعميق التعاون العسكري بينهما، مما يعزز العلاقات التي شهدت تزويد طهران بطائرات بدون طيار لتعزيز جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

والأربعاء، بعد اجتماعهما في طهران، قال باتروشيف ونظيره الإيراني، علي شمخاني، إنهما سيحاربان بشكل مشترك ما وصفوه بالتدخل الغربي في بلديهما، ويوسعان العلاقات الاقتصادية في محاولة مشتركة للتهرب من العقوبات، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقال شمخاني إن “توسيع التعاون الثنائي والإقليمي، خاصة مع دول الجوار في مجال الاقتصاد، هو جزء من الأولويات الاستراتيجية لبلدنا”، بحسب التلفزيون الإيراني الرسمي.

ونقلت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الرسمية الروسية عن باتروشيف قوله: “إن العالم يمر بنقطة تحول”، مردفا أن “روسيا وإيران اليوم في المقدمة للكفاح من أجل إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب”.

حتى في الوقت الذي يحتفل فيه المسؤولون الأوكرانيون بوصول أنظمة دفاع جوي غربية أكثر تقدما ويزعمون نجاحهم المتزايد في إسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية، فإنهم يحذرون من أن موسكو تبحث عن أسلحة جديدة بعيدة المدى لا تملك قوات كييف سوى القليل من الدفاع ضدها وعلى وجه التحديد، الصواريخ الباليستية القادمة من إيران.

يأتي ذلك بعد أن حذر المسؤولون الأوكرانيون من تسليم إيران لروسيا صواريخ بالستية عالية الدقة بعد أن لجأت روسيا بالفعل إلى الطائرات بدون طيار الإيرانية.

كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إينهات، في مؤتمر صحفي قوله: “لدينا معلومات تفيد بأنهم توصلوا إلى اتفاق جزئي على التسليم”.

ونفت إيران وجود خطط لبيع صواريخ باليستية لروسيا. لكن الميجور جنرال كيريلو بودانوف رئيس مديرية المخابرات الدفاعية الأوكرانية قال إن تسليم الصواريخ الإيرانية قد يحدث بحلول نهاية نوفمبر.

وتتطور العلاقة بين إيران وروسيا من شراكة عسكرية إلى تحالف معاد للغرب ذي جذور أيديولوجية، حيث يقول الخبراء إن عزلة موسكو الدولية بعد غزوها لأوكرانيا والانهيار الدبلوماسي بين إيران والغرب، هو الدافع لنمو هذه العلاقات.

قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت في الأسابيع الأخيرة أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية استهدفت وحدات عسكرية ومحطات توليد كهرباء ومباني مدنية في كييف. تقول الولايات المتحدة إن طهران نشرت أفرادًا في شبه جزيرة القرم لتدريب الطيارين الروس على استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

قالت نيكول غراغوسكي، وهي خبيرة العلاقات الروسية الإيرانية بمركز بيلفر في كلية هارفارد كينيدي، إن “مكانة إيران نمت في أعين الروس”.

وأضافت: “روسيا وإيران لديهما وجهات نظر عالمية طموحة مماثلة. يريدون نقل القوة بعيدا عن الغرب”.

وتسعى موسكو وطهران أيضا إلى بناء تحالف تجاري واقتصادي يمكن أن يساعدهما في مقاومة الضغوطان الناجمة عن العقوبات الأميركية.

ولعبت الأسلحة الإيرانية دورا كبيرا في صراعات طهران بالوكالة باليمن وسوريا، مما أثار مخاوف من أن تورطها المتزايد في أوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع واشنطن.

قال زميل أبحاث أول بمعهد رويال يونايتد للخدمات البحثية في لندن، جاستن برونك، إن الطائرات بدون طيار الإيرانية غيرت من طابع الحرب الجوية بعد أن منحت موسكو وسيلة رخيصة لقصف البنية التحتية في أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى