ما هى الملاحظات الأساسية لنتائج «كوب 27» بالنسبة للولايات المتحدة؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

حول تقاسم المصير حول قضية التغيير والتنفيذ والمسؤولية المشتركة، التي كشفت عنها اجتماعات مؤتمر COP 27، المعقد حاليا في جمهورية مصر العربية، شرم الشيخ، نشرت شبكة الإعلام الأمريكية “The Hill”، قراءة استنتاجية  حول رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، للنتائج المتوقعة من المؤتمر الأممي.

ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، زيارته لمصر، ويتحدث  في COP 27؛ فيما اعتبرت زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي  مصر مفاجأة للجميع في المؤتمر، ودلال سياسية مهمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي لجمهورية مصر العربية.

الكاتب الباحث”أليخاندرا أوكونيل دومينيك” قال إن دلالات  الزيارة المفاجئة لشرم الشيخ بمصر، قادت رئيسة مجلس النواب بيلوسي وفدًا من الكونجرس في COP27 وألقت باللوم على النواب  الجمهوريين في معالجة أزمة المناخ كما لو كانت “خدعة”.

* تغير المناخ.. ومساعدة الدول  في التنفيذ

عمليا، الموضوع الرئيسي في مؤتمر هذا العام هو أن الدول الغنية يجب أن تفعل المزيد لمساعدة الدول الفقيرة على مكافحة تغير المناخ، ووصفت الشبكة، المؤتمر بأنه: عبارة عن تجمع سنوي للقادة والنشطاء والصحفيين لمناقشة كيفية معالجة الحد من انبعاثات غازات الدفيئة البشرية.

وأضافت: مئات من رؤساء الدول والنشطاء ورجال الأعمال والصحفيين في مصر يحضرون الآن قمة الأمم المتحدة للمناخ لهذا العام، لمناقشة كيفية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على كوكب الأرض وتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

*الكوكب.. كان على طريق سريع إلى جحيم المناخ

وصف الشبكة الأمريكية كان يؤشرالى  الأيام القليلة الأولى من القمة، التي كانت مليئة بالخطب من قادة العالم، حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو حوتيريس بأن الكوكب “كان على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين”.

وبحسب جوتيريش: “كوكبنا يقترب بسرعة من نقاط التحول التي ستجعل الفوضى المناخية لا رجعة فيها: “نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا لا تزال على دواسة البنزين” . إنها القضية الحاسمة في عصرنا. إنه التحدي المركزي لعصرنا. إنه لأمر غير مقبول ، وشائن ومن هزيمة الذات أن نضعها في الخلف”.

في واقع الحال، بدأ المؤتمر يوم الأحد ، 6 نوفمبر ، وسينتهي يوم الجمعة المقبل ، 18 نوفمبر ، ولكن حتى الآن، يقول كاتب التحليل:حدثت بعض التطورات التي تؤثر بشكل مباشر على الولايات المتحدة ، ومن المتوقع حدوث المزيد مع زيارة الرئيس بايدن يوم الجمعة.

* خمس ملاحظات من COP27 تتعلق مباشرة بالولايات المتحدة

*الملاحظة الأولى:

لم يتم الإبلاغ عن انبعاثات غازات الدفيئة العالمية

أصدر تحالف “كلايمت ترايس”، نائب الرئيس السابق وعالم البيئة ، تقريرًا في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين ، وجد أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلدان لم يتم الإبلاغ عنها على نطاق واسع.

*الملاحظة الثانية:

تم جمع بيانات التحالف من خلال أكثر من 300 قمر صناعي وهي متاحة الآن عبر الإنترنت لضمان تمكن الجمهور من معرفة البلدان والشركات التي لا تُبلغ عن انبعاثاتها إلى منظمة معاهدة المناخ التابعة للأمم المتحدة.

وجد التحالف أن عمليات النفط والغاز تشكل أكثر من نصف أكبر مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم وهي أعلى بثلاث مرات مما يدعي منتجوها.

وكانت الولايات المتحدة من بين أكبر 10 مصادر لانبعاثات النفط والغاز في العام الماضي إلى جانب الصين وكندا وإيران والجزائر وتركمانستان والعراق وقطر والمملكة العربية السعودية.

*الملاحظة الثالثة:

تريد الولايات المتحدة جمع الأموال للبلدان الفقيرة المتأثرة بتغير المناخ

وكان، أعلن المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري يوم الأربعاء عن خطة جديدة لمحاولة جمع الأموال للدول النامية للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري واعتماد مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ستشمل المبادرة ، التي أطلق عليها اسم “مسرع انتقال الطاقة” ، بيع أرصدة الكربون للشركات المهتمة بتعويض انبعاثاتها.

ستطور الولايات المتحدة البرنامج بالشراكة مع صندوق بيزوس إيرث ومؤسسة روكفلر، وقد أعربت شركات كبيرة مثل بيبسيكو وبنك أوف أمريكا ومايكروسوفت عن اهتمامها بالخطة.

*الملاحظة الرابعة:

تلقى خطة كيري انتقادات فورية تقريبًا، إذ

أعرب العديد في COP27 عن شكوكهم بشأن التأثير الإيجابي المحتمل لخطة كيري.

تعتبر أرصدة الكربون تكتيكًا مثيرًا للجدل في المعركة ضد تغير المناخ حيث يجادل العديد من دعاة حماية البيئة بأنهم مجرد “غسل أخضر”.

وبدلاً من ذلك، يجادل النشطاء بأن الخطة ستؤخر أي تقدم حقيقي في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وأن الشركات يجب أن تركز على خفض تلوث الكربون.

*الملاحظة الخامسة:

رؤية سياسية، فيها جانب جيوسياسي، إذ حثت  رئيسة مجلس النواب بيلوسي  المشرعين الجمهوريين على أخذ تغير المناخ على محمل الجد مع اقتراب الحزب من تولي مجلس النواب الأمريكي،برغم عدم ظهور النتائج النهائية للانتخابات النصفية للكونجرس.

*.. والملاحظة الأهم جيوسياسيا وبيئيا:

دلالة  قرار الولايات المتحدة والصين، استئناف محادثات المناخ.

وأبرز التقرير إن  المبعوث الأمريكي جون كيري، قام يوم الأربعاء بمحادثات مع  مبعوث المناخ الصيني “شيه تشن هوا”ويمثل الاجتماع تطورًا كبيرًا في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ أن أوقفت الصين محادثات المناخ مع الولايات المتحدة ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان في أوائل أغسطس.

الصين، اتهمت الولايات المتحدة بأنها  “أغلقت الباب” أمام محادثات المناخ وأن هذه الأبواب بحاجة إلى إعادة فتح. كما أشار إلى أن الصين ستدعم الجهود المبذولة لدفع تعويضات للدول الفقيرة عن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

كما يتحدث الإعلام الغربي والعربي والأمم المتحدة، عن محددات تشكل طبيعة” بيان شرم الشيخ” الذي يتوقع ان يكون  محفزا نحو استدامة النتائج التنفيذية ودعم العمل الجدي نحو تغيير المناخ وحماية الدول المتضررة والفقير والمنكوبك، عدا عن دعم المبادرات بإتجاة التغير المناخي، وازمات التهجير واللاجئين، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على البيئة والمناخ وأوضاع الاقتصاد والتضخم وتسريع حلول سلاسل الإمداد والتغيير الأخضر.

 

*حسين دعسة، مدير تحرير في جريدة الرأي الأردنية

زر الذهاب إلى الأعلى