«آرتزم»
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
ليس سراً أن الفساد استشرى في عدد من الجهات والقطاعات والمؤسسات، خلال السنوات الأخيرة، الا انه وكما للفساد أذرع، لمكافحته ايضا اذرع كثيرة، يجب استغلالها كافة، حتى نتمكن أن نقضي على هذه الآفة قبل أن تتمدد، وذلك امتثالاً لمرحلة تصحيح المسار التي دعا لها النطق السامي.
وتبدو المعركة ضد الفساد، لاجتثاثه والوقاية منه، معركة مجتمع بأكمله، فالأمر لا يقتصر على سن قوانين وتشريعات، ومبادرات، كالمبلغ السري والمراجع السري، رغم أهميتهما، الا ان هناك أوجه مواجهة أخرى، وضرورية، لعل من أهمها الفن!
فـالفن، وهو رغم مفهومه المفتوح على عدة تعريفات، الا انه يمكن اختصارها بالتعبير عن الأفكار الجمالية، عن طريق توظيف المرء لخياله وإبداعه، بمختلف حقوله، كالمسرح، والغناء، والدراما، والرسم والنحت والموسيقى وغيرها.
وربما، يمكننا القول، بكل ثقة، اننا في الكويت، كنا من اوائل الذين وظفوا الفن في القضايا السياسية، والاقتصادية، في المنطقة، فمسرحيات بوعدنان رحمه الله ورفاق دربه، شاهدة على العديد من القضايا التي طرحها في المسرح، والمسلسلات أيضاً، كأزمة المناخ، والقضايا العربية وغيرها، في محاولة، للمشاركة في عملية توعية مجتمعية، بل كانت العديد من المسلسلات، والمسرحيات تشير الى مكامن فساد، وقضايا وملفات بحاجة لالتفات مسؤول.
ويبدو ان السنوات الأخيرة شهدت تحييداً للفن، من المشاركة في القضايا الرئيسة والمهمة، وعلى رأسها مكافحة الفساد، فأصبحت بعض مسلسلاتنا مليئة بمشاهد باهتة، تقتصر على «هواش جناين» أو معركة نساء على رجل واحد، او بأحسن الأحوال صراع على ميراث، حتى اصبحت «نكتة» يتداولها مغردون خليجيون على وسائل التواصل الاجتماعي!
وبعض مسرحياتنا كذلك، اما مسرحيات أطفال، تقتصر على الألوان وشخصيات كرتونية، دون قصص هادفة كالتي كانت في السابق، ومسرح الكبار، في معظم الأحوال يقتصر على نكات و«غشمرة ماصخة» دون أن يلتفت للقضايا الرئيسة، الاجتماعية.. ناهيك عن المساهمة في مكافحة الفساد أو التوعية بشأنه!
الفن، احدى أهم أذرع مكافحة الفساد، وتسليط الضوء عليه، لذا، نحتاج، لأن نكمل عقد محاربة هذه الآفة، أن نهتم باعادة احياء الفن الكويتي ليكون مشاركاً في التوعية المجتمعية، سواء باعطاء ضمانات الحريات، والدعم، أو بفتح مجالات للشباب الكويتي لتحفيزهم للانخراط بالفنون، كل في مجال موهبته، وليكونوا صوتا ضد الفساد.