حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بروح العصر الذهبى للسينما

النشرة الدولية –

الدستور المصرية – د. منى رجب –

جاء حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ٤٤، برئاسة الفنان القدير حسين فهمى، بروح العصر الذهبى للسينما، وبحضور عدد غفير من النجمات والنجوم ومن صناع  السينما المصرية. ومنذ اللحظة الأولى شعرت بأن بصمات الفنان حسين فهمى واضحة وظاهرة وبشكل كبير على كل فعاليات المهرجان، فهو من أهم فرسان العصر الذهبى للسينما المصرية، فكان من الطبيعى أن ينعكس هذا على الفعاليات، فمنذ رفع الستار عن حفل الافتتاح شعرت وكأنه يريد أن يذكرنا بأمجاد العصر الذهبى للسينما وبأن للسينما المصرية تاريخًا عريقًا وأجيالًا سابقة ومتتالية صنعت لها ريادتها ومجدها.  وإذا كانت السنوات الأربع السابقة للمهرجان قد ركزت على جيل الشباب والشابات فى السينما بشكل واضح مما كان فيه الكثير من التحيز لجيل الشباب، فإن حفل الافتتاح هذه الدورة قد عكس وأكد أن للسينما المصرية أجيالًا عديدة وأجيالًا أيضًا سابقة للأجيال الكبيرة صنعت لها أمجادًا نعتز بها، كما أكد المهرجان أن للخبرة ثقلها وأهميتها التى من الضرورى ذكرها والاعتراف بقيمتها، والتى لا يصح ولا يمكن إغفال قيمتها، ولا يمكن إغفال قدرات صناع ونجوم كبار سبقوا الأجيال الحديثة من شبان وشابات السينما، فهؤلاء الكبار قدموا أفلامًا متميزة منذ بداية السينما ومع الأفلام الأبيض والأسود وحتى الآن، وظهر هذا فى لقطات وفعاليات الافتتاح، وأيضًا فى الحضور، حيث رأينا عددًا كبيرًا من مختلف الأجيال، وكان كثير من الفنانين الكبار وجيل الوسط حاضرين ويظهرون فى الصفوف الأولى للمهرجان بداخل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. وتميزت كلمة الفنان حسين فهمى بالتلقائية والبساطة مع الخبرة والاعتزاز بالمهرجان، وحرص على التعبير عن سعادته برئاسة المهرجان مرة أخرى، كما حرص على التأكيد أن السينما المصرية لها تاريخ عريق ومن حقها أن يكون لها مهرجان دولى يليق بها، وأعلن عن أن المهرجان هذا العام تجاوب مع المؤتمر العالمى لقمة المناخ بشرم الشيخ cop 27، فقلل من نسبة المطبوعات الورقية. كما أعلن عن قيام المهرجان بترميم فيلمين سينمائيين ذوى قيمة كبيرة، هما فيلم «نائب فى الأرياف» عن قصة الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم، وفيلم «أغنية على الممر» عن بطولات رجال الجيش المصرى على الجبهة المصرية.. وجعلهما متاحين رقميًا، كما وجّه الشكر لوزيرة الثقافة على كل الدعم الذى قدمته للمهرجان لخروجه بشكل متميز، كما وجّه الشكر للرعاة والداعمين للمهرجان. كما تحدث عن بنك مصر ودوره فى تأسيس «ستوديو مصر»، ثم أعلن عن أن وزيرة الثقافة، د. نيفين الكيلانى، ستفتتح المهرجان، وهنا صعدت الوزيرة إلى المسرح لتعلن الافتتاح الرسمى لفعاليات الدورة ٤٤ للمهرجان، كما كان لافتًا للنظر هذا العام حرص نجمات ونجوم السينما على الأناقة الرسمية الراقية بناء على مطلب الفنان حسين فهمى، الذى التزم بالزى الرسمى للمهرجان هو وزوجته، كما استجاب لمطلبه الواضح هذا معظم النجمات والنجوم والضيوف أيضًا، فلم أرَ بهرجة زائدة أو فوضى مغالى فيها فى الأزياء، خاصة النجمات من جيل الشباب والوسط، فالغالبية تجاوبت فى هذا المطلب مع رئيس المهرجان. ومما يذكر أيضًا أن مَن قدمت المهرجان هى الإعلامية القديرة التى تتميز بالخبرة والرقة والأناقة جاسمين طه زكى، وهى اختيار موفق لمهرجان القاهرة السينمائى  الدولى، وهو المهرجان رقم ١١ عالميًا. ومنذ اللحظة الأولى شعرت بأن بصمات حسين فهمى واضحة فى اختيار اللقطة الأولى عند رفع الستار عن المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وكأنه يريد أن يستعيد أمجاد العصر الذهبى للسينما، وأن يذكرنا بأن المهرجان مهرجان دولى كبير، وبأن السينما المصرية سينما عريقة لها تاريخ طويل وريادة عالمية ولم تأتِ من فراغ، فرأينا منذ البداية لقطات لأفلام كبار نجوم السينما وليس الشباب فقط، وأيضًا الذين رحلوا عن عالمنا هذا العام، فى لقطات سريعة تصاحبها لوحات استعراضية سريعة، فظهر النجم الكبير متعدد المواهب سمير صبرى فى لقطات من أفلامه الشهيرة فى السبعينيات والثمانينيات متضمنة أغانيه الشهيرة بها، وكانت مصاحبة لها لوحات باليه واستعراضات لفرقة باليه أوبرا القاهرة، فجاءت لقطة مبهجة ذكرتنا بأفلام أسعدتنا نشاهدها على شاشات التليفزيون ولا تزال تلقى نجاحًا عندما يعاد عرضها على الفضائيات. كما تم تكريم بالصور للفنانين الذين رحلوا هذا العام، مثل الفنان القدير سمير صبرى والمخرج على عبدالخالق والنجم هشام سليم والفنانة مها أبوعوف، كما تم تقديم لجان التحكيم بصور المحكمين على الشاشة.. كما كان من الفعاليات أن تم إهداء جائزة فاتن حمامة للتميز للمخرجة المصرية القديرة التى أخرجت عددًا من الأفلام والدراما المتميزة كاملة أبوذكرى، التى قدمتها النجمة «نيللى» التى قامت ببطولة عدة أعمال فنية لها.. وأقترح على الفنان حسين فهمى إضافة جائزة الدورة المقبلة وفى العام المقبل وهى جائزة للإخراج لمدى أهمية المخرج لنجاح أى فيلم، وحتى لا تقتصر الجوائز على الممثلين فقط. إلا أننى أتوقف هنا لأن لدىّ ملاحظة مهمة حول اختيار مخرجة متميزة، هى فى تقديرى من أفضل مخرجينا فى مصر، وكتبت عن تميز إخراجها فى مقالاتى من قبل، فهى مخرجة ذات مستوى رفيع وقدرة على التقاط التفاصيل الدقيقة فى كل مشهد تخرجه، ولديها حساسية فنية عالية فى كل ما أخرجته من أفلام متميزة، ومنها «واحد صفر» وغيره، إلا أننى فى تقديرى أرى أن النجمة الكبيرة فاتن حمامة كانت سيدة الشاشة المصرية والعربية فى التمثيل بلا منازع ولم تكن مخرجة، فكان يمكن اختيار نجمة فى التمثيل لهذه الجائزة من نجمات مصر القديرات، ولدينا عدة نجمات قديرات يصلحن لها، وكان يمكن إضافة جائزة جديدة فى الإخراج، بالإضافة إلى جائزة فاتن حمامة، وأقترح على الفنان حسين فهمى إضافة هذه الجائزة فى العام المقبل وحتى يكون التركيز على الإخراج أيضًا. وأيضًا من النقاط التى تحسب للفنان حسين فهمى تقديم جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر للنجمة القديرة والمحبوبة ذات المواهب المتعددة «لبلبة»، والتى لها رصيد فنى كبير ومتميز ومتنوع، فقد قدمت ٨٨ فيلمًا سينمائيًا، بالإضافة إلى الأعمال الدرامية المتنوعة، وهى قد بدأت التمثيل منذ أن كانت فى سن الخامسة من عمرها، وكان تكريمها فى نفس يوم ميلادها، فغنى لها الحاضرون جميعًا أغنية عيد الميلاد، مما يعكس تقدير الجميع لمسيرتها الفنية الطويلة والحافلة بالأعمال الفنية، فلبلبة فى تقديرى حالة خاصة، وأنا أعرفها شخصيًا، وهى فنانة لها قدرة على تقمص الأدوار، وكرست حياتها كلها للفن واستطاعت أن تنوع فى أدوارها وأن تجود فى أدائها مع مرور السنوات والخبرة، وهى من أبرع الفنانات فى الكوميديا التى هى نوعية صعبة، قليلًا ما تبرع فيها فنانة، بالإضافة إلى بطولة العديد من الأدوار الناجحة فى الدراما والتراجيديا، وقد تحدثت لبلبة من القلب فوصلت كلماتها لنا، خاصة حينما ذكرت أن والدتها كانت تتوقع لها تكريمًا من المهرجان منذ سنوات طويلة، إلا أنها لم تحظَ به، وحظيت به هذا العام ولكن بعد وفاتها. وتم أيضًا تقديم فقرة متميزة بتكريم المخرج النجم المجرى الكبير «بيلا تار»، الذى يعد من أبرز صناع السينما فى العالم، والذى حضر إلى مصر لتسلم تكريمه وصعد إلى المسرح وعبّر عن سعادته بتكريمه وسعادته بزيارة مصر لأول مرة، وأعقب ذلك تقديم فيلم الافتتاح الذى يعرض لأول مرة فى إفريقيا والشرق الأوسط للمخرج الأمريكى الكبير ستيفن سبيلبرج «فابلمان»، وهو من تأليف المخرج أيضًا، ويستمد الفيلم مصدر إلهامه من حياة مخرجه «سبيلبرج». وهذا العام يُعرض عدد كبير من الأفلام المشاركة هذا العام، وهى ٩٧ فيلمًا، منها ٧٩ فيلمًا طويلًا و١٨ فيلمًا قصيرًا و١٠ أفلام كلاسيكية، ويشارك بالدورة ٥٢ دولة، وعدد العروض الأولى ٥٧ عرضًا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقام المهرجان من ١٣ إلى ٢٢ نوفمبر، وأتمنى أن يكون لدينا فى مصر العديد والعديد من المهرجانات الدولية  لأهميتها فى نشر الفكر المستنير فى بلدنا، ولأنها جسر مهم وفعال للتواصل بين الشعوب، وهى تضىء سماء مصر بالفنون والثقافة فى مواجهة التطرف والتشدد، وهى فى تقديرى خير تعزيز وتأكيد على  مكانة مصر الدولية كدولة متقدمة تتقدم للأمام، ونحن قادرون على إقامة عشرات من المهرجانات الدولية الناجحة.

زر الذهاب إلى الأعلى