فسحة مع الكاتب احمد سعدون البزوني من البصرة

النشرة الدولية –

حاورته من فرنسا نزهة عزيزي –

احمد سعدون البزوني من الأقلام العراقية المميزة في أسلوبها وطرحها كيف ومتى بدأ شغفك بالكتابة ؟

ـ بدأت الكتابة منذ منتصف التسعينيات القرن المُنصرم، وكانت بداياتي شاعر شعبي، وفي نفس الوقت مارست مهنة الاعلام والتصوير والارشفة الادبية والثقافية .

حدثني عن تجربتك الاعلامية ؟

بدأ العمل بالصحافة والاعلام منذ 1988 ، اعلامي في اللجنة الاولمبية الرياضية في البصرة وكتبت عن عدد من الرياضيين في البصرة في مختلف الالعاب وفي جميع الاتحادات والاندية ، وبعد عام 2003 ، بدأت اكتب مقالات عن النقد الادبي وقد نشرت بعض مقالاتي في جريدة الاضواء الاخبارية في البصرة ، ومجلة الشمال في تونس ، والاوجام في البحرين ، والمدى في العاصمة بغداد، وهناك مقالات الكترونية عديدة منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي . علماً فقد أسس مجلة ( قلائد بصرية) ، مجلة خاصة بـ الادب البصري والفعاليات اليومية ( نشرة خبرية) وقد كتب افتتاحيتها القاص العراقي الكبير ( محمد خضير ) وقد توقفت في وقت جائحة كورونا، وستعيد نشاطها قريباً.

ماذا يعني لك التصوير ؟

اهتمامي بالصورة والتصوير منذ الصغر ، فأنا اعتبر التصوير من جانبين هما : الجانب الفني والجانب الشخصي ، اما الفني ، فهو مادة اعلامية حيه وتوثيقية ، او في عصرنا الحديث ، تعتبر الصورة نصف الخبر . اما من الجانب الشخصي ، فأنا من هواة جمع التقاط الصورة وجمعها ، لان فيها مواقف واحداث وذكريات تشعرنا بأهمية الواقع والاحداث التي تدور فيه .

لماذا الاهتمام بالأرشيف الأدبي والثقافي؟

للأرشيف اهمية واضحة عِبر التاريخ ، ومن ضمن اختصاصي الادبي ، فأنا من المهتمين بجمع والاحتفاظ بالأرشيف لقيمة المعنوية وإستذكاره في المستقبل القريب ، ليكون نِتاج او خزين هام .

بمن تأثر الكاتب احمد سعدون البزوني؟

ـ فكرياً بالفيلسوف الايراني علي شريعتي ، اما شعرياً بـ الشاعر العراقي الكبير كاظم اسماعيل الكَاطع ، فكلاهما انتجا ابداعهم من فكره حضارية قريبة للعقل وواسعة القبول في الواقع .

 

ماذا تعني لك البصرة والادب البصري بصفة عامة هل كانت فعلاً البداية من هناك حيث كبر الشغف ؟

ـ البصرة مدينة الشعر والشعراء، فيها ولد كبارها كـ ( الاصمعي وابو الاسود الدؤلي، والفراهيدي، و السياب، وسعدي يوسف، ومزهر حسن الكعبي، وهاني ابو مصطفى )، والكثيرون . ومن هويات البصرة الادبية هو مهرجان المربد الدولي ، ويحضره جمع غفير من ادباء العرب والعالم ، وهم يبعثون فكرهم ورؤاهم من خلال هذا الجمع الثقافي، والبصرة ولادة للأدب والفكر والمعرفة ، اتاحة لي مشاربها الادبية المتعددة الوقوف على ارض صلبة وواثقة ، وذلك لمخالطتي الوسط الادبي منذ 30 عام مستمرة ، ومواصلة العمل معهم بإستمرار وقد انشأة ( تجمع مثقفي البصرة الادبي) ، وكرمه من خلاله نُخبة من الوسط الادبي وجمع من المنظمات الثقافية والجماهيرية ونخبة من أدباء المدينة .

ما كتابك الاول وماذا عالجت به ؟

ـ صدر لي اول كتاب نقدي سيروي بعنوان ( سيرة الكاتب في مناخ النص ) عام 2021 ، ووقع في جمهورية مصر العربية ، في القاهرة وقد نقاشة الدكتور حُسام عقل أستاذ النقد العربي المُقارن . ووقع في الاسكندرية وقد نوقش من قبل الدكتور منى منصور ، جامعة الاسكندرية . وعرض في بث مُباشر في القناة المصرية الثالثة .

يتحدث الكتاب عن طبيعة الكاتب واهميتة النص في الوضع البيئي ، والتعامل السايكلوجي وربطهما بما يسمى ( الزمكان) .

ما رأيك في الساحة الأدبية العراقية اليوم خصوصاً مع التهميش الذي يعاني منه الكاتب وركوض الثقافة كظاهرة إجتماعية متفاقمة ؟

ـ اصبحت الثقافة بصورة عامة بعيدة عن الفكر والكتاب ، اكثر الكُتاب لم يقرأوا الكتب المعنية لكتاباتهم ، او مراجعة خطوات اسلافهم السابقة ، لذا نراها عشوائية وخالية من الأبداع الفني والادبي ، اصبحت مجرد شهرة وسباق مؤقت ، بعيد عن مسار الابداع والتألق .

في نظرك أين الخلل واين تكمن الحلول ؟

ـ الخلل : في اصحاب القرار الثقافي ، الذين يقدمون من هب ودب للساحة الادبية ، مصوبين بالعلاقات والامتيازات ، بعيداً عن نوع المادة المطروحة ومدى تأثيرها على الجمهور.

الحلول : اقامة ورش ثقافية وادبية مستمرة لسقل المواهب والدماء الجديدة في الساحة، واعطاها الفرصة الكافية لبث روح الابداع ، ومتابعة الاساتذة الكبار لخطواتهم والاهتمام بهم .

هل المشهد الثقافي يحتضر أم هناك مبدعين واعدين لم تمنح لهم الفرص فقط ؟

ـ المشهد الثقافي في العراق خاصةً مليئ بالمبدعين في جميع المجالات ، لكن ، لم تسلط عليهم الاضواء بصورة صحيحة ، بسبب عدم وصلولهم لأصحاب القرار واروقة البلاط الحكومي .

كيف كان أثر الردود على كتاباتك ؟

ـ حقيقة ، كتابي نال اعجاب الجميع ، بسبب نوعية الخطاب والخروج من الصندوق النقدي المعتاد، وكسر الخطاب السائد في النقد المستمر ما بين النقد ( الانشائي و المجاملاتي ) وكلامها اصبحوا مادة سردية مُمله .

فقد تخطى كتابي هاتين الخصلتين ، وقام يتحدث عن اظهار الكاتب من خلال نصه ، وهذا عمل جديد في الساحة النقدية ، أي عكس الداثوية ( موت الكاتب )

وهذا بعد دراسة عميقة وطرحها على مجموعة من الرؤى والافكار واخيرها كتاب الناقد المصري الكبير الدكتور (صلاح فضل) في كتابة النقدي ( ضد موت المؤلف ) فمنها استنتجت ، ان هناك ضرورة هامة بالربط بين الكاتب والكتاب لإيصال النص واضح الرؤى والمعالم من خلال طرح النص .

كلمة ختام توجهها للقارئ ماذا يمكن أن يضيف احمد سعدون البزوني ؟

ـ أُهدي باقات موردة بالحب والتقدير لصحيفتكم الغراء ، ولشخصكم الكريم ، على هذه الفسحة القصيرة ، وهذا الحوار الشيق ، واتمنى لكم ديمومة العمل والاجتهاد.

زر الذهاب إلى الأعلى