«سر الدهشة» والعلاقات الأردنية- السويدية: ثمرة رؤية ملكية مشتركة
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

في يوم 8 أكتوبر من عام 2003، كان النطق السامي يثير الفكر والثقافة والحضور السياسي لجلالة الملك عبد الله الثاني،ملك الأردن الذي خاطب العالم عبر منصة :”المعهد السويدي للشؤون الدولية” في ستوكهولم، حاضرة السويد، يومها قال  بثقة ونبل رؤية ملكية هاشمية، سرها فكر متقد و حوار استراتيجي يقدر التعاون الدولي والعلاقات الثنائية:

“يعد النموذج السويدي دليلًا على التأثير القوي والإيجابي الذي يمكن أن يحدثه الأشخاص المصممون على الأحداث العالمية”.

.. وقتها، قبل 19 عاما خاطب الملك عبدالله الثاني، ملك السويد الملك كارل السادس عشر غوستاف لافتا إلى مكانة مملكة السويد :

“بلدك رائد عالمي في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها”.

وأكد:” لعبت السويد دورًا رئيسيًا في تعزيز السلام والتنمية ، ليس فقط في أوروبا ولكن في جميع أنحاء العالم، واكتسبت الأعمال السويدية سمعة دولية من حيث الجودة والابتكار. ويتم تكريم قادتك في كل مكان لشجاعتهم ونزاهتهم وتضحياتهم”.

.. وبذات الوعي والفكر، سجل ملك المملكة الهاشمية الأردنية، في ذاكرة وثقافة  الشعب السويدي، كلمته الجامعة التي لفت فيها إلى قوة السويد:” لقد حقق بلدك سمعته على الرغم من حقيقة أنه ليس أكبر دولة أو أغنى أو أكثر سكانًا.. ولقد حققت مكانتها ، على ما أعتقد ، بسبب طاقتها الأخلاقية والتزامها تجاه الإنسانية – التزام عميق بالاعتراف بالكرامة المتساوية لجميع الشعوب؛ سواء في الجوار أو في جميع أنحاء العالم”.

*قمة  الملك عبدالله الثاني، مع الملك كارل السادس عشر غوستاف.

في عمان ، قمة  الملك عبدالله الثاني، مع الملك كارل السادس عشر غوستاف، تناولت  العلاقات الثنائية والمستجدات إقليميا ودوليا، بحضور ملكي بهي، مشترك.

.ترتكز القمة على تلك الآفاق التي جادت بها الرؤية الملكية المشتركة، وأبرزت المباحثات طبيعة  ملفاتها، وحجم التعاون والتنسيق في :

*اولا:

فرص تعزيز التواصل بين الأردن و السويد، التي لطالما نظرت بتفاؤل إلى منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أهمية دورها في المجتمع الدولي.

*ثانيا:

أهمية تعزيز التعاون الثنائي، خصوصا في مجال البيئة، والعمل معا للحفاظ عليها.

*ثالثا:

تعزيز الشراكات بين القطاعين الخاصين في البلدين، مبينا أن القطاع الخاص في الأردن يزخر بالشباب الفاعل ين، فأهمية القطاع الخاص، مؤثرة في المساهمة في بناء الجسور بين البلدين.

*رابعا:

تقدير دور السويد في دعم الدول المستضيفة للاجئين، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، التي تعتبر وفق الرؤية الملكية الهاشمية مسألة مهمة بالنسبة للأردن.

*خامسا:

التزام السويد تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، والعمل مع الأردن على تكثيف مساعي تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

*سادسا:

الملك كارل السادس عشر غوستاف عزز العلاقات الثنائية فققال: “تجمع عائلتينا صداقة وطيدة، تجمع بلدينا شراكة وثيقة، كما تجمعنا علاقات دبلوماسية يزيد عمرها على 70 عاما”، لافتا إلى التمثيل الدبلوماسي السويدي في الأردن منذ نحو 40 عاما.

يتزوجها، افتتاح المعهد السويدي للحوار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومقره عمان،سيكون وسيلة مهمة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المنطقة وأوروبا.

*سابعا:

انعقاد المنتدى الأردني السويدي للتجارة والاستثمار في عمان غدا الأربعاء لجهة توسيع التعاون بين البلدين في العديد من المجالات الاقتصادية.

وثمن جلالته الدعم الذي تقدمه السويد للأردن في العديد من القطاعات التنموية.

*تاسعا:

في ملف القضية الفلسطينية، التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى سلام شامل وعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

*عاشرا:

ملف  التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في الشرق الأوسط والعالم، ومواصلة التعاون في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي.

.. عمان، رحاب قصر الحسينية العامر، وصولا إلى دار رئاسة الوزراء، كان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة،  يتبادل الحوار مع  الملك كارل السادس عشر غوستاف،  و الملكة سيلفيا، ملكة السويد، عن تميز العلاقات الثنائية،  والحرص على توسيع آفاق التعاون المشترك وفتح مجالات أوسع للتعاون بين البلدين الصديقين.

*في دار رئاسة الوزراء

 

.. الرئيس الخصاونة، كشف نظرة الدولة الأردنية للدور الإيجابي والمهم الذي تلعبه السويد تجاه قضايا المنطقة والعالم، وركز الرئيس إلى :

1.:

الأردن يتطلع إلى ترؤس السويد للاتحاد الأوروبي مطلع العام المقبل لتعزيز مسيرة العلاقات والتعاون مع الاتحاد الأوروبي وثنائيا مع  السويد .

2.:

فرص ومجالات  التعاون  المشترك  في مجالات: الاستثمار والتعليم والتدريب المهني ومعالجة المياه والطاقة المتجددة والنقل، مع تأكيد دور القطاع الخاص في البلدين في استكشاف  الفرص وتفعيل الأعمال المتعلقة بها.

3.:

إبراز مشروع التحديث الشامل، والاستراتيجيات المتعلقة به، الذي يقوده  الملك عبدالله الثاني في مساراته الثلاثة السياسي والاقتصادي والإداري مع دخول الأردن في مئويته الثانية والهادفة إلى خدمات أفضل للمواطن والمستثمر وتنمية الاقتصاد، وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية.

4.:

تقديم رؤية الأردن لكل  تداعيات أزمة اللجوء السوري على المملكة وأثرها على قطاعات البنية التحتية سيما التعليم والصحة ومع تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية واثرها على أسعار السلع والمواد الأساسية .

5.:

ثمن الملك غوستاف الدور الذي يقوم به الأردن بقيادة  الملك عبدالله الثاني في المنطقة والعالم، واهتمام

ملك السويد بالخطوات التحديثية الشاملة التي يقوم بها الأردن والعمل على تعزيز البيئة الاقتصادية والاستثمارية.

6.:

تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والتعامل مع آثار التغير المناخي، والتعاون مع  القطاع الخاص السويدي.

.. وليس سرا، ان الملك عبدالله الثاني، كان حريصا على أنه، شخصيا كوصي هاشمي، يشدد على  حماية الوصاية الهاشمية  الحضارية، القانونية، الشرعية، على مقدسات القدس الاسلامية والمسيحية، ومنع تهويد القدس وحماية الحقوق   الفلسطينية.

*سر الدهشة

.. وما بين السياسة والاقتصاد، وبهجة ضيوف المملكة النموذج، كان  سر الدهشة بما كانت به عمان، تحتفي بالمطر، الذي جعل من أجواء الزيارة الملكية السويدية، فرصة عشق الأردن، الحضارة، والجمال والأمن والأمان، عدا عن أن في الأردن، دبلوماسية ذكية، ترتبط بالرؤية الملكية، وتعمل وفق أحدث سبل التعاون الدولي والأمن والسلم العالمي، وهي دبلوماسية رفيعة، تعنى بالتبادل في الأفكار والمواقف مع مملكة السويد، مثلما تسعى الدولة الأردنية، إلى تعظيم العلاقات في كل ما يدعم مشاريع التطور  والتعاون المشترك في قطاع  الاتصالات والمعلومات والتعليم المهني والتطور التكنولوجي والأمن السيبراني و الحلول الذكية لاستهلاك الطاقة، والتعزيز الثقافي وتوسع الدور المشترك في مجال الثقافة والفنون بين البلدين،ما يوفر بعدا  حضاريا جماليات، يدعم سبل تغير الحياة والتشاركية  في المهرجانات والمسابقات المحلية والدولية، من خلال تعزيز التبادل الثقافي والسياحة.

تعلى السويد، من دورها الإقليمي والدولي الأوروبي، والعالمي، عدا عن اهتمامها بالمنطقة والشرق الأوسط، وهي تتمتع بمكانة مؤثرة في المنظمات والاحلاف الدولية والعسكرية والاقتصادية، وهي ستكون عضوا في حلف الناتو، وحكومة السويد، تدرك ان أزمات العالم، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومسيرة التعافي من تفشي جائحة كورونا، يضع العالم، جيوسياسية واستراتيجيات، على وعي مشترك لإتخاذ الأدوار. المأمول وتوفير التعاون بين الدول،.

*قضايا وملفات مشتركة.

.. هنا تأتي أهمية زيارة ملك السويد، والوفد المرافق له، الملكة ووزير الخارجية والقطاع الرسمي والخاص، ما يزال الحوار الأردني السويدي، حول القضايا المشتركة، بين البلدين، وقياداتها الراسخة ،ما يجعل الفرصة أكبر للتعامل مع أحداث وأزمات الجوار جيوسياسيا، أردنيا وسويديا، عربيا وأوروبا، لأن الدبلوماسية المشتركة بين البلدين، تدرك أن الزيارة، تتزامن-سياسيا في المنطقة والإقليم مع قضايا خطيرة منها:

*قضية: وضع واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ودخلها شه ها التاسع، وتداعيات ذلك أمنيا وعسكريًا واقتصاديًا على أوروبا والعالم.

* قضية: توقف  عملية السلام  الإسرائيلية الفلسطينية، نتيجة المماطلة الإسرائيلية والتصعيد السياسي والعسكري لحكومة الليكود، التي كلف بها نتنياهو، وتثير قلق العالم،مع امكانية  التنسيق المشترك بين البلدين، الأردن والسويد، من أجل الضغط على إسرائيل  والقبول بحل الدولتين والوصول الى سلام عادل وشامل في المنطقة.

*قضية: ضرورة  السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك الأزمات الداخلية والخارجية  في سوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا وأثر ذلك على استقرار المنطقة وأمنها.

*قضية: واقع الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم والكود وتعطل سلاسل الإمداد وغياب أفق الأمن الغذائي.

*قضية: أزمة الطاقة وارتباطها بالازمة الاقتصادية والحروب وتغير المناخ.

* قضية: اللاجئين السوريين في الأردن، ودول الجوار، بما يكفل الدعوة لإعادة التنسيق وإعادة دعم خطة الاستجابة الأردنية لدعم وحماية وتشغيل اللاجئين السوريين، الأزمة التي باتت تؤثر بشكل خطير على خطط وأداء الأردن الاقتصادي والاجتماعي والتربوية، عدا عن أزمة حماية الحدود الأردنية السورية من التهريب .

.. عندما تكون السويد في الأردن، يزدد الألق جمالا، والبهجة تدرك مبتغاها، فالجمال السويدي، ضيف الملك عبدالله الثاني وشعبه، يحتفي بكل هذه الخصوصية في المحبة ووعي المستقبل عبر التعاون والثقافة الإنسانية والحوار  المشترك.

.. الملك قالها في وسط السويد، وما زالت حكمة لها مكانتها في التنبؤ:

“أننا لا نعيش في عزلة. نحن نشترك في مصير ومستقبل مشترك. في القرن الحادي والعشرين – لجميع الأمم – “المصلحة الوطنية” نفسها لها بعد أخلاقي ، لأننا لا نستطيع أن ننجح بالكامل ما لم نقبل إنسانيتنا المشتركة” .

؛؛ في الزيارة وقمة الملوك، حكاية”اردنية – سويدية” ، عن إرادة ملكية مشتركة لا تعرف المستحيل.

زر الذهاب إلى الأعلى