كيف سيواجه المغرب الجفاف بعد انخفاض مياه السدود وتقليص المساحات المسقية؟
النشرة الدولية –
يعاني المغرب من موجة جفاف حادة أدت إلى انخفاض نسبة ملء السدود إلى حوالي 24% وتقليص المساحات المسقية إلى أقل من النصف (417 ألف هكتار مقابل مليون و600 ألف هكتار خلال السنوات العادية) وفق ما أكده وزير الفلاحة مؤخرا.
وذكر وزير الفلاحة المغربي محمد صديقي، في جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب، الاثنين، أن الموسم الفلاحي الحالي صعب ويأتي بعد موسم استثنائي بكل المقاييس، مشيرا إلى أن البلاد عرفت جفافا مطولا زيادة على السياق العالمي المتوتر والمأزوم.
وفي ظل هذا الوضع، تثار تساؤلات حول الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها المغرب لمواجهة شح الأمطار وإمكانية اعتماد طرق مبتكرة للتخفيف من تداعيات موجة الجفاف.
“محطات أرضية لتلقيح السحب”
وتعليقا على الموضوع، اعتبر الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بنعبو، أن الاستمطار الصناعي تقنية مناسبة لمثل هذه الظروف المناخية التي يعيشها المغرب اليوم منذ سنوات، مشيرا إلى أن الإجهاد المائي في البلاد يبقى حصيلة لست سنوات من الجفاف وقلة التساقطات.
وتابع بنعبو حديثه لـ”أصوات مغاربية”، أن المغرب يطمح من خلال تقنية الاستمطار إلى الزيادة في كمية التساقطات المطرية بـ 20٪ وفي كمية المزروعات بنسبة 4٪، عبر وضع محطات أرضية لتلقيح السحب بطريقة كيميائية صديقة للبيئة، تشتغل بداية من شهر نوفمبر إلى أبريل.
وبشأن باقي التقنيات للتخفيف من أزمة المياه، أوضح بنعبو أن المغرب يشتغل على تسريع وثيرة إنجاز مجموعة من المشاريع مثل تحلية مياه البحر، حيث يتجه نحو بناء حوالي 20 محطة جديدة لتحلية المياه مستغلا موقع الاستراتيجي المطل على واجهتين بحريتين.
وقال الخبير في المناخ إن “المغرب يستطيع وفقا لذلك أن يغطي عجزه المائي في أفق 2026 على مستوى مياه السدود”، مضيفا أنه في ظل هذه الظروف المناخية القاسية يحاول المغرب الاشتغال على المجال التكنولوجي وأيضا على الجانب البشري عبر التحسيس والتوعية.
“تقنيات للسقي في الفلاحة”
وعلى خلاف بنعبو، يرى الخبير في السياسات المائية، عبد الرحيم الهندوف، أن “تقنية الاستمطار يبقى مردودها ضعيفا وتكاليفها كبيرة جدا”، لافتا إلى أن المغرب جربها منذ الثمانينات إلا أن نتائجها ظلت غير كافية لحل أزمة المياه.
وأضاف في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، موضحا أن من بين الحلول التي يعتمدها المغرب للتخفيف من موجة الجفاف تكمن في تحلية مياه البحر والمياه الجوفية أو السطحية عبر الاعتماد على الطاقة الشمسية حتى لا تكون مكلفة.
ومن جهة أخرى، تأسف الهندوف لكون المغرب لا يعتمد بشكل كبير على معالجة المياه العادمة كمورد مائي إضافي لتجاوز أزمة المياه، مسجلا أن المغرب متخلف جدا مقارنة مع دول أخرى مثل تونس اتي تستغل 80٪ من مياهها العادمة بينما المغرب لا تتجاوز نسبته 30٪.
واعتبر الهندوف أن “ضياع هذا المورد المائي من المياه العادمة هو معضلة كبيرة لعدم الاستفادة منها وأيضا لتسببها في التلوث لأن أغلب المياه العادمة تطرح في البحار في عدد من المدن الساحلية”.
وبخصوص الجانب الفلاحي، أفاد المتحدث ذاته بأن هناك مجموعة من التقنيات التي يعتمدها المغرب ويعول عليها لتفادي استمرار أزمة الجفاف والحفاظ على الموارد المائية، وذلك عبر السقي بالتنقيط والري الموضعي والتكميلي، داعيا في هذا المجال إلى تكوين الفلاحين والاستفادة من خبرة العلماء المغاربة باستخدام التكنولوجيات الحديثة في السقي.