قمة الفرانكفونية.. «الرقمنة» ركيزة التنمية… انطلقت في تونس بمشاركة 90 وفداً و31 من قادة العالم
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
انطلقت في تونس، أمس، أعمال الدورة 18 للقمة الفرانكفونية بمشاركة نحو 90 وفدا و31 من قادة الدول، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن الموضوع الذي تم اختياره لهذه القمة هو «الرقمنة»، والهدف من ذلك أن تكون ركيزة تنمية وتعاون مشترك في الفضاء الفرانكفوني.
واضاف ان انعقاد القمة اليوم هو ثمرة عمل جماعي متواصل مع إرادة صلبة لتنظيمها في افضل الظروف في تونس و لانجاحها « لنصل الى نتائج ملموسة و فعلية».
و أكد الرئيس التونسي في كلمته الافتتاحية وعيه بالتغيرات التي تحدث في العالم « كما لو ان الالفية بدأت سنة 2022».
وتحدث قيس سعيد كذلك عن العراقيل التي واجهتها بلادنا لتنظيم القمة «رغم كل العراقيل و كل التغيرات فإن تونس قامت بالتزاماتها لأنه من عاداتها احترام ما تعد به و كما يعلم الجميع كان الأمر في ظروف عويصة لأسباب عديدة لتنظيم هذه التظاهرة». مشيرا الى الى ان ارادة بلادنا التي «لا تتزعزع» سمحت بتنظيمها في جربة رغم بعض المحاولات لتنظيمها في مكان آخر .
وشدد سعيد على أهمية التضامن في الفضاء الفرنكفوني خاصة في مجال التنمية متحدثا عن أهمية الرقمنة التي يقف وراءها الذكاء الإنساني حسب تعبيره و اضاف في ذات السياق « اختيار الرقمنة والتنمية بين الدول لم يأتِ اعتباطيا لقد تم وضعه كشعار للقمة نظرا للتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم». و قال في كلمته «نحن مدعوون الى ان نحلم بعالم افضل من اجل الانسانية جمعاء ترتكزعلى العدالة والحرية وعلى المثل العليا و نحن مدعوون لتقاسمها» .
ويناقش المشاركون -على امتداد يومين- موضوع «المجال الرقمي بوصفه محركا للتنمية»، فضلا عن ملفات دولية تتعلق تحديدا بالحرب الروسية في أوكرانيا.
وتعبر دول أفريقية عدة عن استيائها من نقص تضامن الدول الغربية مع القارة الأفريقية التي تواجه أزمات متعددة ومتواصلة، بينما كان اهتمامها مركزا على مساعدة أوكرانيا.
وبدأ الرئيس التونسي استقبال الوفود الرسمية منذ الصباح برفقة الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية لويز موشيكيوابو.
ويأتي انعقاد اللقاء مع استمرار قمة المناخ في مصر واجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا، الذي طغى على جدول أعماله الحرب في أوكرانيا؛ البلد الذي يحمل صفة مراقب في منظمة الفرانكفونية.
من جهته، شدد الرئيس الفرنسي خلال لقائه مع مجموعة من الشباب على هامش القمة على ضرورة أن تكون الفرانكفونية «فضاء حيّا وفضاء للصمود»، و«ألا تكون فضاء مؤسساتيا».
وتحتفل منظمة الفرانكفونية -التي تضم 88 عضوا، بينها تونس- بالذكرى الخمسين لتأسيسها. وكانت تونس من الدول المؤسسة للمنظمة عام 1970 إلى جانب السنغال ونيجيريا وكمبوديا.
كما تشارك دول غير منضوية في الفرانكفونية في أعمال القمة، مثل مولدوفا والإمارات وصربيا.
ويشمل الفضاء الفرانكفوني 321 مليون ناطق باللغة الفرنسية، ويتوقع أن يتضاعف عددهم نهاية عام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الأفريقية.
ومن المتوقع إعادة انتخاب الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس المنظمة 4 سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب. وأكدت الأمينة العامة أن المنظمة «أكثر أهمية من أي وقت مضى»، وذلك ردا على تصاعد الانتقادات الموجهة إليها، ومن بينها ما كتبه الكاتب السنغالي أمادو لمين صال في مقال، إذ قال إن الفرانكفونية «لا تُرى» و«لا تُسمع» على النطاق الدولي. وبحسب مسؤول كبير في كندا، فإن المنظمة «يمكن أن تكون قوة إيجابية» في القضايا العالمية مثل «تعزيز السلام والازدهار الاقتصادي وترسيخ الديموقراطية». ويُنظم على هامش القمة منتدى اقتصادي عنوانه «الاتصال» و«الرقمنة» كمحركين أساسيين للتنمية.
وكانت المنظمة الدولية للفرانكوفونية قد تأسست في 20 مارس 1970، وذلك بمبادرة من الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة ونظيريه النيجيري حماني ديوري، والسنغالي ليوبولد سيدار سنغور وأمير كمبوديا في ذلك الوقت، نورودوم سيهانوك.