الحصبة قد تجتاح العالم.. تحذير دولي!
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية
تتكالب الأزمات الصحية الوبائي من شتى قارات العالم، تتجمع وتهمل حلولها في ظل كوارث وحروب وهجرات وتجمعات اللاجئين في كل مكان، فما إن اخذت دول كثيرة التعافي من جائحة فيروس كورونا، كوفيد-19، حتئ ظهرت عديد الاوبئة والفيروسات، حتى تلك الأمراض التي انتهت من الكوكب الأرضي، لتعود شرسة، مكينة، مدمرة للاقتصاد واي حلول لا مات الحروب وتداعياتها، بالطبع ما حدث “عالميا” أقل من ذلك بكثير، حيث تلقى 81 بالمائة فقط من الأطفال جرعة اللقاح الأولى المحتوية على الحصبة ، وتلقى 71 بالمائة فقط من الأطفال جرعة اللقاح الثانية.
.. المنطقة والإقليم الذي نعيش فيه، هو الآخر بات مناخا موسعا لانتشار العدوى، وبالتالي الانهيار الصحي.
*كارثة صحية قد تجتاح العالم.
في خلاصة تقرير مشترك صدر بشكل عاجل من منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). )، ينبه من كارثة صحية قد تجتاح العالم، اذا لم يتم معالجتها.
يؤشر التقرير بشكل واضح إلى أن المعضلة تقف عند إشكالات منها، بحسب الباحث NATHANIEL WEIXEL :
*اولا:.. المفقود.
لقاحات الحصبة المفقودة تعرض ما يقرب من 40 مليون طفل للخطر في جميع أنحاء العالم
*ثانيا:.. معضلة التطعيم.
انخفض التطعيم ضد الحصبة للأطفال، في جميع أنحاء العالم بشكل ملحوظ خلال جائحة COVID-19 ، مما يجعل المرض معضلة و”تهديدًا وشيكًا” في جميع أنحاء العالم ، وفقًا لتقرير مشترك صدر يوم الأربعاء من منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). ).
*ثالثا: جرعة قياسية.. ولكن؟
في عام 2021 ، سجل ما يقرب من 40 مليون طفل فقدوا جرعة قياسية من لقاح الحصبة: فقد ما يقرب من 25 مليون طفل جرعتهم الأولى ، بزيادة قدرها 11٪ عن عام 2020. ووجد التقرير أن 14.7 مليون طفل إضافي فقدوا جرعتهم الثانية ، وهي أدنى المستويات التطعيم منذ عام 2008.
*رابعا:
تزيد التأخيرات من خطر تفشي مرض الحصبة ، وقالت الوكالات إن الوقت قد حان لمسؤولي الصحة العامة لتسريع جهود التطعيم وتعزيز المراقبة.
*خامسا:روشيل والينسكي.
روشيل والينسكي ، مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية ، في بيان: “يُظهر العدد القياسي للأطفال غير المحصنين والمعرضين للإصابة بالحصبة الضرر العميق الذي لحق بأنظمة التحصين خلال وباء COVID-19” .
*سادسا:نقاط الضعف.
تفشي مرض الحصبة، يكشف عن نقاط الضعف في برامج التحصين ، لكن يمكن لمسؤولي الصحة العامة استخدام الاستجابة لتفشي المرض لتحديد المجتمعات المعرضة للخطر ، وفهم أسباب نقص التطعيم ، والمساعدة في تقديم حلول مصممة محليًا لضمان توفر اللقاحات للجميع.
*سابعا:معدية للغاية.
الحصبة معدية للغاية ، ولكن يمكن الوقاية منها بالكامل تقريبًا من خلال التطعيم. يحتاج أي بلد إلى معدل تطعيم بنسبة 95 في المائة على الأقل من أجل تحقيق مناعة القطيع والقضاء على الفيروس.
*ثامنا: إعادة انتشار.
منذ عام 2016 ، عانت 10 بلدان كانت قد قضت سابقًا على مرض الحصبة من تفشي المرض وإعادة انتشاره.
*تاسعا: سينثيا هاتشر.
أحد مؤلفي التقرير، الذين يشرفون على مركز مكافحة الأمراض الإفريقي ، عمل القضاء على الحصبة، تؤكد:
“بالنسبة لمرض مثل الحصبة شديد العدوى ، فإن هذا يتركنا بالفعل مع عدد هائل من الأطفال غير المحصنين ومستويات عالية جدًا من مخاطر تفشي المرض وعبور المرض للحدود. قال هاتشر في مقابلة: “الحصبة في أي مكان تشكل تهديدًا في كل مكان”.
وفقًا للتقرير ، كان هناك ما يقدر بنحو 9 ملايين حالة و 128000 حالة وفاة بسبب الحصبة في جميع أنحاء العالم في عام 2021.
*مفارقات مدمرة
المنظمات الدولية والاممية، تشير بشكل جازم إلى أن مفارقة الوباء هي أنه بينما تم تطوير اللقاحات ضد COVID-19 في وقت قياسي ونشرها في أكبر حملة تطعيم في التاريخ ، تعطلت برامج التحصين الروتينية بشدة ، وفقد ملايين الأطفال اللقاحات المنقذة للحياة ضد الأمراض الفتاكة.
هنا، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس :
“إن إعادة برامج التحصين إلى مسارها أمر بالغ الأهمية. وقال تيدروس إن وراء كل إحصائية في هذا التقرير طفل معرض لخطر الإصابة بمرض يمكن الوقاية منه.
*الحصبة متوطّنة في أفغانستان
.. بشكل مؤكد، عبر رصد الصحة الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، الحصبة متوطّنة في أفغانستان الحصبة متوطّنة في أفغانستان التي يُبلغ في جميع مقاطعاتها تقريباً عن حالات مُشتبه فيها من المرض سنوياً. وبعد فترات انخفاض انتقال العدوى في عامي 2019 و2020 وفي خضمّ الأزمة الإنسانية التي تشهدها أفغانستان، تزايدت معدلات الإخطار أسبوعياً بحالات الحصبة المُشتبه فيها بالمقاطعات كافّة منذ نهاية تموز/ يوليو 2021، ولُوحظت أعلى حصيلة أسبوعية في الأسابيع الأربعة الماضية من كانون الثاني/ يناير 2022 وارتفع عدد الحالات بنسبة 18% والوفيات بنسبة 40٪ اعتباراً من الأسبوع الرابع من عام 2022 (الأسبوع الذي يبدأ يوم 24 كانون الثاني/ يناير) إلى الأسبوع الخامس من عام 2022 (الأسبوع الذي يبدأ يوم 31 كانون الثاني/ يناير).
أفغانستان النموذج الكارثي، بعد انسحاب الجيش الأميركي من البلاد، ساعدت الفوضى على ظهور جائحة الحصبة، والمعالجات السريعة كانت :
1.:
اُعطيت مكمِّلات الفيتامين A لجميع الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 أثناء حملة التمنيع التي شنّت ضد شلل الأطفال في أرجاء البلد بأسره.
تقدم المنظّمة الدعم التقني فيما يخص الترصّد والتطعيم وإجراء الفحوص المختبرية والتدبير العلاجي للحالات والإبلاغ عن المخاطر، وهي تواصل جنباً إلى جنب مع مجموعة الصحّة تنسيق ودعم استجابة صحّية متعددة الجوانب.
2.:
تعكف المنظّمة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بفضل تمويل طارئ، على تقديم الخدمات الصحّية الأساسية المنقذة لأرواح الأمهات والأطفال وصون صحتهم في 17 مقاطعة من خلال 1209 مرافق صحّية منتشرة في المقاطعات الأفغانية.
3.:
تقوم المنظّمة في إطار الاستجابة الطارئة لعلاج أكثر من 1000 طفل من الراقدين في المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، بتقديم الدعم لعيادات صحّية عددها 123 عياد متخصّصة في التدبير العلاجي لحالات سوء التغذية الحاد الوخيم، وقد نقلت جوّاً 34.6 طناً من الإمدادات الصحّية المنقذة للأرواح إلى أفغانستان، وهي إمدادات تشمل كميات من الأدوية تكفي لعلاج 000 15 شخص تلزمهم رعاية طبّية لمدة ثلاثة أشهر.
4.:
قدمت المنظّمة الدعم التقني والمالي اللازم لإنشاء المختبر المرجعي الإقليمي في مقاطعة باكتيا، ودعمت 131 1 مرفقاً صحّياً لتقديم الخدمات الصحّية الأساسية في الفترة من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 إلى كانون الثاني/ يناير 2022، بما فيها مرافق الإحالة الطبّية.
*..الواقع والحلول
عمليا، ووفق المصادر الصحية والطبيعة المعتمدة دوليا:
الحصبة مرض شديد العدوى يمكن الوقاية منه باللقاحات ويسبّبه فيروس ينتقل بواسطة الهواء وبالمخالطة المباشرة للحالات المصابة بعدوى المرض. وصغار الأطفال غير المطعّمين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها (مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ)، بما في ذلك الوفاة. ويمكن أن تتسبّب فاشيات الحصبة في اندلاع أوبئة تزيد نسبة الوفيات من مجموع الإصابات، وخصوصاً بين صغار الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
انتشار الفاشيات الوبائي الكبرى، على نطاق واسع والعدد المتزايد من حالات الحصبة المُبلّغ عنها في عديد الدول، مثل أفغانستان، وإيران، وسوريا واليمن ودول في الساحل الأفريقي، ومخيمات اللاجئين عبر العالم، يعود، إلى طائفة متنوّعة من العوامل المعقّدة التي تسبّبت في تدنّي معدلات التغطية بالتمنيع بالجرعتين الأولى والثانية كلتيهما من اللقاح الحاوي على الحصبة من ناحية، وفي تفاقم آثار الفاشية (مثل ارتفاع مستويات سوء التغذية الحاد، وتدهور الوضع في فصل الشتاء القاسي واكتظاظ المنازل بالأفراد، وموجات التشريد.
.. يحتاج العالم ويُوصى بتحقيق معدلات تغطية بالتطعيم ضد الحصبة بجرعتين من اللقاح بنسبة 95٪ على الأقل في كل مقاطعة ضماناً لتوفير المناعة. ومن الضروري تعزيز أنشطة التمنيع الروتيني وشن حملات التمنيع استجابة للفاشيات من أجل مكافحة الوباء بفعالية والحد من الوفيات.
الإبكار في الكشف عن حالات الحصبة وتأكيدها ضماناً تدبيرها علاجياً في الوقت المناسب وكما ينبغي للحد من معدلات المراضة والوفيات، والتمكين من تنفيذ استراتيجيات مناسبة في مجال الصحّة العامة لمكافحة العدوى ومنعها من الاستمرار في الانتقال.
.. وهناك ضرورة لتحديد فئات السكان، في اي دولة، غير الحاصلة على أي جرعة من اللقاح والمناطق التي التي تتدنّى فيها معدلات التغطية والأكثر عرضة لخطر الفاشيات التي تتطلب تعزيز جهود التطعيم.
الانخراط في العمل مع المجتمعات المحلية لإقامة حوار ثنائي من خلال الإصغاء إلى شواغل المجتمعات وتعليقاتها والاستمرار في تحسين الاستجابة للفاشيات الوبائي، وفقاً لاحتياجات المجتمعات البشرية.
.. عودة الحصبة، أسطورة ألم يحصد الأخضر واليابس، ويعيد شبح سرديات التهور الإنساني، بينما تتكالب الدول العظمى على أزمات الحروب، وتغير المناخ، وسياسة الأقطاب، وسيادة منطق القوة العسكرية والامنية، التي تلوح بالحرب النووية، بينما الجوع والأمراض تنخر الكوكب.