زوجة الرئيس التشيلي تجرّد لقب السيدة الأولى من مضمونه… لا تريد أن تكون قطعة ديكور بجانبه
النشرة الدولية –
الإمارات اليوم –
ترجمة: عوض خيري عن «التايمز» اللندنية
انتقلت إيرينا كارامانوس، شريكة الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، بلقب السيدة الأولى إلى مستوى أدنى عندما رفضت أداء الواجبات المرتبطة بالسيدة الأولى. وقالت صراحة الشهر الماضي: «إن الدور المؤسسي للسيدة الأولى، كما نعرفه الآن، انتهى بالنسبة لي».
وكان إعلان كارامانوس متوقعاً، فبعد أن تم انتخاب زوجها رئيساً في ديسمبر الماضي، أوضح الزوجان وجهة نظرهما بأن مفهوم «السيدة الأولى» تفوح منه رائحة التمييز على أساس الجنسانية والمحسوبية. وبعد تنصيب الرئيس، في مارس، شعرت كارامانوس، خريجة جامعة هايدلبرغ في ألمانيا والتي تتقن أربع لغات، بأنها في مأزق حرج، كونها أصبحت السيدة الأولى للبلاد في مفهوم الكثير من أبناء شعبها.
في البداية، كانت تأمل في إصلاح الدور من الداخل، وكان أحد التحديات التي تواجهها هو إعادة تسمية اللقب، وكان الاسم الذي تم الاتفاق عليه أخيراً هو «المنسقة الاجتماعية والثقافية لرئاسة الجمهورية». لكن كارامانوس لم تشعر بالارتياح من هذه التسمية، وفي مكتبها الكبير في بيلاسيو دي لا مونيدا، مقر رئاسة الجمهورية ذي الطراز الكلاسيكي الجديد، أصبح تغيير هذا الدور هو الموضوع المهيمن على تفكيرها.
وأخيراً ارتأت هذه الناشطة النسوية أنها سترافق زوجها بوريك إلى حفلات العشاء والمناسبات الرسمية، ليس بوصفها سيدة أولى وقطعة ديكور مكملة لحاشية الرئيس، وإنما كجزء من «علاقة طبيعية» كزوجة له. وابتعدت عن قمة آسيا والمحيط الهادئ في تايلاند الأسبوعين الماضيين، حيث عقد بوريك اجتماعات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، من بين آخرين. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنها تريد «كسر فكرة وراء كل رجل عظيم امرأة تقف بجانبه».
وعندما استقالت كارامانوس من منصبها كرئيسة للعديد من المنظمات، بما في ذلك متحف العلوم وجمعية الأطفال الخيرية، اقترحت استبدالها بشخص من وزارة حكومية مناسبة.
بدأ إضفاء الطابع الرسمي على دور زوجة الرئيس في أوائل القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة. وغالباً ما كان الكثيرون ينظرون إلى دوللي ماديسون، زوجة الرئيس الرابع، جيمس ماديسون، على أنها السيدة الأولى للعالم. وخلال إدارة ماديسون 1809-1817 أشرفت على تأثيث البيت الأبيض المشيد حديثاً واستضافت مناسبات اجتماعية مع ضيوف من مختلف الأطياف السياسية. وسرعان ما أصبح دورها نموذجاً للجمهوريات الشابة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية.
واعترضت السيدة الأميركية الأولى الراحلة، جاكي كينيدي، على هذا اللقب، وقالت ذات مرة إن اسم «السيدة الأولى» جعلها تبدو وكأنها «سرج حصان». ولدى السيدة الفرنسية الأولى، بريجيت ماكرون، اعتراضات مماثلة، وتقول إنها لا تريد أن ينظر إليها الناس على أنها «الأولى أو الأخيرة».