الشيخ: الحكومة الكويتية تعمل وفق توصيات حقوق الإنسان
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المسق المقيم لدى الكويت د. طارق الشيخ، ان «القوانين الموجودة في الكويت وفي دول كثيرة والمتعلّقة بردع العنف ضد المرأة لا تحتاج الى تعديل بقدر ما تحتاج الى تفعيل وتنفيذها بشكل عادل»، لافتاً «إلى أن المشكلة دائماً تكمن في تطبيق هذه القوانين». .جاء ذلك في تصريح صحافي على هامش الاحتفال باليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة والذي يتزامن مع حملة اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة وهي مبادرة تستمر على مدار «16 يوما من العمل من اجل الحد من العنف من اجل المرأة والطفل» فضلا عن اطلاق مبادرة السفراء الصغار وذلك بحضور ممثل راعي المبادرة الشيخ سالم الصباح مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات عبدالعزيز الجارالله وعدد من السفراء الأجانب والمؤسسات التعليمية، وبمشاركة 33 طالباً وطالبة من المدارس الخاصة والعامة.
وقال الشيخ: «ان التطبيق يعني منع العنف ضد المرأة»، مشيراً إلى «ضرورة وجود دراسات تعنى بالثغرات القانونية لمواجهة العنف ضد المرأة، وصولاً الى تعديلها بهدف الوصول الى حماية المجتمع من العنف بكل أشكاله».
وتابع: «ومن أجل الوصول الى ذلك، لا بد من المرور بخطوات مختلفة»، مشدّداً «على ضرورة فاعلية المؤسسات المحلية المختصّة في هذا الجانب، والا تكون اسماً فقط».
وحول رأيه في موضوع حقوق الانسان، وما يقوم به الديوان الوطني لحقوق الانسان في الكويت، قال الشيخ: «الديوان مؤسسة ناشئة ونتمنى أن تكتمل هياكلها لتقوم بالوظائف المنوطة به بشكل مميز وفاعل طبقاً للقانون الذي أنشئ من خلاله»، مشيراً ألى أنه «لا يزال أمام الديوان بعض الوقت ليقوم بالدور المنوط به طبقاً للهيكل المعني له وهذا يحتاج الى بعض الوقت والمزيد من التعاون والتدريب للكوادر العاملة به لتقوم بوظائفها بشكل جيد في مجال حقوق الانسان».
وعن تحسين مستوى حقوق الانسان بالكويت مقارنة بالسنة الماضية، قال الشيخ: «هناك ايجابيات تحققت، لكن يجب أن تبذل المزيد من الجهود والتوسع بالجهود الحالية»، مشدّداً على أن «الحكومة الكويتية تستجيب كثيراً لما وافقت عليه في اطار حقوق الانسان، فالحكومة لديها رغبة حقيقية وتتعاون كلما تستطيع للاستجابة للتوصيات»، لافتاً إلى أن «الحكومات لا ترغب بالاملاءات ولا تستجيب لها، لكن الأمور تأتي بالحوار والمشاورات بين جميع الأطراف والاستعانة بالتجارب الدولية».
وأشاد بالأهمية التى توليها الكويت بالشباب والأطفال والمساواة بينهم أولاد وبنات ويتمثل ذلك فى الرعاية الكريمة لتلك المبادرة من لدن وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله الجابر الصباح.
وزاد بالقول « في هذه الايام واعتبارا من يوم 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان نسلّط الضوء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للاتحاد لنبذ والحد من العنف ضد المرأة والطفل»، مضيفا: «ولن يستوي ذلك من دون التذكير والعمل من أجل نشر ثقافة التسامح والمساواة بين الجنسين فى الحقوق والواجبات واحترام التنوع بين الأديان، الأعراق، الظروف والبنية المجتمعية بين الأطفال سواء بالمنزل أو بالمدرسة أو بالوسط المجتمعي وأيضا في أماكن العمل».
ووجّه رسالة للسفراء الصغار مفادها أن عالمنا الحالى يحتاج التسامح أكثر من أى وقت مضى، يحتاج التعاطف والمودة والرحمة وأن يكون البنت والولد متعاونين متكاتفين ومتساويين فى تنمية أوطانهما ونشر ثقافة حقوق الإنسان الآخر ليكونا بحق سفراء التنمية المستدامة.
السفير الصغير
من ناحيتها، قالت السفيرة البريطانية بليندا لويس، أن «التصورات التي يتشكل منها الناس في سن مبكرة عن النساء والفتيات يمكن أن تكون ذات صلة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، إذا كان يُنظر إلى النساء والفتيات على أنهن أضعف، أو أقل قدرة، أو شجاعة، أو يفتقرن إلى القدرات القيادية، فيمكن اعتبارهن أقل مساهمة في المجتمع، مضيفة: «إنهن يخاطرن بأن يُنظر إليهن على أنهن أقل أهمية وأقل قيمة من الآخرين».
وتابعت «لكن يجب أن ندرك أننا جميعًا متساوون ولدينا جميعًا مساهمة نقوم بها، بغض النظر عن الجنس والعمر والجنسية والثروة. وآمل أن تساعد مبادرة السفير الصغير هذه في تشجيعي وفريقي والشباب الذين نعمل معهم على أن يكونوا أكثر انفتاحًا وأن يرحبوا بالتحدي والأفكار الجديدة، مشددة على أهمية احترام الجميع على قدم المساواة».
الشمولية والمساواة
بدورها قالت سفير كندا لدى البلاد علياء مواني انه عندما يشارك كل فرد في المجتمع على قدم المساواة، تصبح المجتمعات أكثر ازدهارًا وأمانًا»، لافتة إلى أن «هناك أشخاصا حول العالم ما زالوا يعيشون على الهامش، والعالم لا يستفيد من أفكارهم وإبداعهم ومساهماتهم كما ينبغي».
وأضافت ان «هذا ينطبق بشكل خاص على النساء والفتيات اللائي غالبًا ما يتم إعاقتهن عن المشاركة الكاملة في المجتمع، سواء كان ذلك بسبب التاريخ أو الثقافة أو الصور النمطية أو الاعتقاد بأننا بطريقة ما أقل قيمة من الرجال، وبالتالي لديها القليل لتقدمه».
وأكدت أن «هذا التقليل من القيمة، بدوره، يساهم في انتشار العنف ضد النساء والفتيات الذي ما زلنا نراه في جميع أنحاء العالم. وليس من قبيل المصادفة أننا اخترنا إطلاق هذا البرنامج خلال 16 يومًا من العمل السنوي ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي عندما تتخذ مجموعات في جميع أنحاء الكويت وحول العالم إجراءات لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات، هذا النضال مهم للغاية، لأننا طالما نعيش في خوف من العنف – مهما كان شكله – لا يمكننا تحقيق إمكاناتنا الكاملة».