مكافأة حكّام مونديال قطر قد تصل على 70 ألف دولار
النشرة الدولية –
على هامش أحداث ومنافسات المونديال المثيرة والقوية، تدور في أذهان عشاق الرياضة ومتابعي بطولة المونديال الجارية والمنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، العديد من الأسئلة والاستفسارات منها، كم يتقاضى حكام كأس العالم عن إدارتهم للمباريات، والجهة المسؤولة عن قضاة الملاعب، ومن المتعارف أن «فيفا» تمتنع عن الحديث في مثل تلك الأمور كنوع من فرض سياج من السرية.
وأشارت مصادر من «فيفا» إلى أن حكام مونديال قطر يتقاضون مكافأة تصل إلى 70 ألف دولار لمجرد الاختيار بالمشاركة في المونديال، دون إعتبار عدد المباريات التي يقومون بإدارتها، حيث يحصل حكم الساحة خلال المباراة الواحدة على منحة إضافية تصل إلى 10 آلاف دولار، فيما يتقاضى الحكم المساعد 5 آلاف دولار، وتزاد المكافآت كذلك تبعاً لأهمية وقوة المباراة، علاوة على ذلك يرتفع الأجر للحكام الذين يديرون المباراة النهائية، وقد تصل المكافأة في نهاية البطولة إلى ما يقارب 300 ألف دولار وأحدث الاتحاد الدولي «فيفا» ثورة في مكافأة الحكام بداية من النسخة الماضية من مونديال 2018 في روسيا، فقد حصل كل حكم على 70 ألف دولار عن مشاركته في البطولة، خلاف مكافأة إدارة المباريات، ويتحمل الاتحاد الدولي كافة تكاليف المعيشة خلال البطولة.
وخلال النسخ الخمس الأخيرة كانت مكافأة الحكام في مونديال ألمانيا 45 ألف دولار ولم تكن هناك مكافأة نظير إدارة المباريات، وزادت لتصبح 50 ألف دولار في مونديال جنوب أفريقيا، واستمر ذلك في مونديال 2014، إلى أن حدثت الطفرة الكبرى في مونديال روسيا 2018، حيث كشفت البيانات أن متوسط ما حصل عليه كل حكم في البطولة وصل إلى 70 ألف دولار، إضافة إلى مكافأة نظير إدارة المباريات.
يذكر أن، عدد الحكام في دوري المجموعات من مسابقة المونديال هو 36 حكماً، بالإضافة إلى عدد من الحكام المساعدين، والبطولة الحالية هي الأولى من نوعها التي تشارك فيها سيدات ضمن لجنة التحكيم.
ويخضع حكام المونديال لبرامج متعددة لتطوير لياقتهم البدنية والذهنية، قبل المونديال بفترة كبيرة، وخلال المونديال يتم تقييم مستوياتهم خلال دور المجموعات، واختيار أفضلهم لاستكمال البطولة، ويتم اختيار حكم المباراة النهائية من بين قائمة قصيرة تضم عادة 3 أسماء، ويستقر في النهاية على الحكم بناءً على طرفي المباراة النهائية، وفي بعض الأحيان يكون طاقم المباراة الافتتاحية هو نفسه طاقم النهائي، إذا لم يكن منتمياً إلى أي من طرفي المباراة، وهذا الأمر حدث في كأسي العالم 2006 بألمانيا و2018 في روسيا.
يتم منح حكم المباراة حوالي 3 آلاف دولار إضافية عن كل مباراة في دور المجموعات، ثم ترتفع إلى 10 آلاف دولار عن كل مباراة في الأدوار الإقصائية، فيما تصل مكافآت المساعدين إلى مبلغ 2500 دولار عن كل مباراة في المجموعات، وتصل إلى 5 آلاف دولار عن كل مباراة في الأدوار الإقصائية، وهذه المبالغ هي ذاتها التي يتلقاها حكام الفيديو في كأس العالم 2022.
وعن تلك المكافآت، قال الدولي الأسبق محمد عمر نائب رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة: إن تحديد مكافأة لحكام المونديال من قبل الاتحاد الدولي يعتبر حافزاً جيداً لقضاة الملاعب، ولا ننسى أن حكم الكرة يتم إعداده لتلك البطولة على مدى 4 سنوات كاملة، لذلك تعتبر المكافأة تقديراً معنوياً في المقام الأول.
ويضيف محمد عمر قائلاً: حسناً فعل الاتحاد الدولي بزيادة مكافأة الحكام، إضافة إلى منح مكافأة عند إدارة المباريات وفي اعتقادي أن تلك المكافآت تعويض مناسب على الجهود الكبيرة التي يبذلها الحكام، ولعل مشاركة الحكم في مثل تلك البطولات أكبر من مجرد مكافأة فهذه تكتب في سيرته الرياضية على مر الأجيال، وهذا هو المكسب الكبير في حد ذاته.
ومن واقع خبرته في المشاركة بالمونديال، قال الحكم الدولي الأسبق عيسى درويش: بداية نقول إن مشاركة أي حكم سواء ساحة أو مساعد أو فيديو في المونديال، لا تثمن بأي مال، لأنها تكتب في السيرة الذاتية للحكم، كما أن المكافأة هي تعويض بسيط عما يمر به الحكم من ضغوط نفسية، ويكفي القول إن الحكم لا يرى أسرته لفترات طويلة لانشغاله بالمعسكرات وإدارة المباريات والمشاركة في الحدث نفسه. ويشير عيسى درويش انه شارك في مونديال ألمانيا 2006، ويومها منح الاتحاد الدولي مكافأة لكل حكم مشارك 45 ألف دولار فقط، ولم تكن هناك مكافآت على إدارة المباريات، ولم تكن نظرتنا للمال قدر مشاركتنا في هذا الحدث العالمي الكبير، إلى أن حدثت الطفرة خلال مونديال روسيا زادت قيمة المكافأة، وتم احتساب مكافآت أخرى نظير إدارة المباريات، ويتواصل هذا النظام خلال المونديال الحالي في قطر، مما يعتبر حافزاً معنوياً كبيراً للحكام.