إيران.. و”الحقائق المرة”!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
لم يبق من إيران، التي لعبت أدواراً رئيسية في هذا الجزء من هذه المنطقة إلّا ما يشبه باقي الوشم في ظاهر اليد فالدول في العادة تبدأ صغيرة ثم تكبر تدريجياًّ لكنها بفعل عوامل كثيرة ما تلبث أن تقف عند سدرة المنتهى كما يقال.. فيبدأ تراجعها إلى أن تصاب بداء التلاشي وهذا هو ما حدث مع دول كثيرة إنْ في هذه المنطقة وإنْ في غيرهأ.
وهذا ربما أنه قد فاجأ، إنْ ليس كل الإيرانيين فبمعظمهم، وحيث أنه لم يبق من هذه الدولة إلّا ما يشبه القربة المهترئة، التي من غير الممكن رتقها والتي في النهاية لم يبق منها ما بالإمكان الترحم عليه.. فالمسيرة البشرية تبدأ شابة ثم يبدأ تراجعها وهذا هو ما أصاب الدول الكبرى والإمبراطوريات العظمى وحيث أنّ النهايات قد كانت محزنة بالفعل.. وهناك العديد من الحالات التاريخية التي يجب التوقف عندها!!.
إنّ إيران السابقة، التي كانت تصول وتجول في هذه المنطقة وفي الشرق والغرب وبالطول وبالعرض، لم يبق منها شيئاً وحيث أنّ “اللملمات” لم تعد مجدية والمعروف أنّ الثوب المهترىء لا ينفع به الترقيع ولا الرتق وبأي شكل من الأشكال.
والمعروف أنّ حتى بريطانيا، التي كانت توصف بالعظمى، قد أصيبت بالإنكماش وأنها لم تعد تفرد جناحيها على الشرق البعيد وحتى الغرب الأبعد.. وهذا وبالتأكيد هو ما جعل بعض الحالمين يحاولون لملمة ما تبقى من هذه الإمبراطورية.. ولكن بدون أي جدوى.. فالدول مثلها مثل بني البشر الذين يبدؤون أطفالاً صغاراً ثم يمرون بمرحلة الشباب لكنهم في النهاية سيصابون بالعجز.. وسينتهون إلى النهاية الحتمية المعروفة.
ولذلك فإنّ إيران هذه التي كانت تنظر إلى هذه المنطقة المترامية الأطراف من فوق أنفها ها هي لم يتبقّ منها إلّا أولئك الذين يحاولون التمسك بحركة التاريخ ولكن بدون أي جدوى وهذا ينطبق وكما تمت الإشارة إليه على الأفراد وعلى الدول التي بدأت صغيرة ثم أصبحت تهز العالم بقبضتها.. ثم يبدأ التراجع تدريجياًّ وإلى أنْ لم يبق إلّا ما يشبه بقايا وشم على ظهر يد مرتعشة لا تستطيع إيصال حتى لقمة الخبز إلى فم صاحبها!!.