المنسف الأردني وعناصر عربية جديدة على قائمة اليونسكو

النشرة الدولية –

المنسف الأردني ليس مجرد طبق يتكون من اللحم والأرز والخبز، بل هو مأدبة احتفالية ذات معانٍ اجتماعية وثقافية، تُربط الخناجر العُمانية بالخاصرة لكن ارتباطها بتاريخ البلاد أشد وأعمق من ذلك بكثير، أما عند تناول الرغيف الفرنسي أو “الباغيت”، فهناك استمتاع من نوع خاص بقشرته الهشة وقوامه المطاطي.

المنسف والخنجر العُماني والباغيت الفرنسي هي بعض من العناصر الجديدة التي أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، لكنها ليست الوحيدة.

ويُقصد بعبارة “التراث الثقافي غير المادي” الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي.

وعددت أخبار الأمم المتحدة، في تقرير، العناصر الجديدة التي أدرجت على القائمة.

المنسف

لا يمكن زيارة الأردن من دون تذوق المنسف الذي تشتهر به البلاد، ويرتبط بنمط الحياة الزراعية الرعوية التي تتوفر فيها اللحوم ومنتجات الألبان.

وتُسلق قطع كبيرة من لحم الضأن أو الماعز مع التوابل في صلصة اللبن وتقدم مع الأرز أو البرغل أحيانا فوق طبقة من الخبز الرقيق، هذا هو المنسف الأردني الذي أُدرج إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

لكن الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراج المنسف على قائمة اليونسكو. إذ يُعدّ التجهيز بحد ذاته حدثا اجتماعيا، حيث يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة ويسردون القصص ويقومون بالغناء فيما يعدون الطبق، وفق ما ذكر موقع أخبار الأمم المتحدة.

وتقليديا، يتم تناول الطبق باليد اليمنى، بينما يتم وضع اليد اليسرى خلف الظهر.

الخنجر العُماني

الخنجر هو جزء من اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجال في عُمان خلال المناسبات الوطنية والدينية والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف.

وهو عنصر أساسي في الثقافة العُمانية ويتطلب تصنيعه معرفة ومهارات كبيرة تنتقل من جيل إلى آخر.

ويُعلّق الخنجر حول الخاصرة ويشتمل على حزام ومقبض وشفرة وغمد وغطاء، جميعها مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الخشب، والجلد، والقماش، والفضة.

ويُنظر إلى المواد المنقوشة بتصميمات فريدة على أنها انعكاس للارتباط بالأرض.

ويُعتبر الخنجر جزءا من شعار الدولة ويلعب دورا رئيسيا في العديد من العادات والتقاليد العُمانية.

وتشير المصادر التاريخية والاكتشافات الأثرية إلى أن العُمانيين ارتدوا الخنجر منذ قرون.

الأعواد الموسيقية

من إيران وسوريا، تم إدراج صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها في القائمة.

فالعود آلة موسيقية تقليدية تُعزف في إيران وسوريا.

وفي كلا البلدين، يتكون العود من صندوق صوت على شكل كمثرى مصنوع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو خشب المشمش.

حداء الإبل والبن الخولاني

ومن السعودية، عُمان والإمارات تم إدراج حداء الإبل في القائمة، فهو تقليد شفهي للنداء على قطعان الإبل. هذا التعبير الإيقاعي مستوحى من الأشعار، ويستخدم الراعي مستودعا فريدا من الأصوات التي اعتادت الإبل عليها لتوجيه القطعان عبر الصحراء أو المراعي إلى منطقة للشرب والتغذية والتحضير للحلب.

ويدرب الرعاة جمالهم على التعرّف على الفرق بين اليمين واليسار، وفتح أفواههم عند الطلب والركوع للأسفل لتُركب.

ومن السعودية أيضا، تم إدراج المعارف والممارسات المرتبطة بزراعة البن الخولاني. وتنمو الثمرة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من الزراعة، ويتم حصادها باليد وتركها لتجف.

وتوضع الثمار المجففة على طاحونة حجرية كبيرة مسطحة، ويقوم حجر أسطواني بقشرها لمنع التشقق، ويفصل الحبة عن القشرة الخارجية.

وتزرع قبائل الخولاني حبوب البن لأكثر من 300 عام، وقد نقلت المهارات والتقنيات إلى الأجيال الشابة.

ويُنظر إلى القهوة على أنهار رمز للكرم في السعودية، وتُعتبر خدمة الضيوف وتكريمهم بحبوب البن التي تُحصد من المزارع الخاصة به علامة على الشرف والاحترام.

مصر ورحلة العائلة المقدسة

تخلد المهرجانات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر ذكرى رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر هربا من اضطهاد الملك هيرودس.

في كل عام، تحي ذكرى هذا الحدث من خلال مهرجانين يشارك فيهما المصريون بأعداد كبيرة، بمن فيهم مسلمون ومسيحيون أقباط من جميع الأعمار.

والمهرجان الأولى يُسمّى “عيد مجيء العائلة المقدسة إلى مصر” هو حدث يستمر ليوم واحد ويُقام بشكل عام في بداية شهر يونيو.

والمهرجان الثاني يسمى “عيد العذراء” وهو وليمة تقام في بلدات ومدن عدة بما في ذلك في درنكة والقاهرة بين مايو وأغسطس.

وتشمل الأنشطة الغناء والألعاب التقليدية والرسم على الجسم وإعادة تمثيل الرحلة والمواكب الدينية والعروض الفنية ومشاركة الأطعمة التقليدية.

الباغيت أو الرغيف الفرنسي

الرغيف الفرنسي هو أكثر أنواع الخبز شعبية التي يتم الاستمتاع بها واستهلاكها في فرنسا على مدار العام.

وتتضمن عملية الإنتاج التقليدية وزن المكونات وخلطها والعجن والتخمير والتقسيم والاسترخاء والتشكيل اليدوي والتخمير لمرة ثانية ووضع علامات على العجين بقطع ضحلة (توقيع الخبّاز) ومن ثمّ الخبْز.

على عكس الأرغفة الأخرى، يُصنع الرغيف الفرنسي من أربعة مكونات فقط، هي الدقيق والماء والملح والخميرة.

ومن بين العناصر الأخرى التي أدرجت على قائمة التراث الثقافي غير المادي، الشاي الصيني والرقص العصري من ألمانيا وقرع الأجراس يدويا في إسبانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى