بين الفواصل والنُّقط
زينة جرادي
النشرة الدولية –
بين الفواصل والنُّقط
أَوقدي يا قوافيَّ نارَ القصيد
حرفي تلعثمَ وانطفأ
لوَّن أوراقي بسوادٍ سلَّ غِمدَهُ وانسحب
غَلَّ في حضنِ الغُروب
أسدل ليلًا واحتضر
لستَ إلا ظلَّ خيَّالٍ لاح من بينَ السطور
كلاماً ما زالَ عالقًا على الورق
ضوءَ حبرٍ طاردَ حُلمًا فَقَتَلْ
نبضُكَ يجتاحُ سطوري
يعرّيني بين الفواصِلِ والنُقَط
سكبتَ بكأسيَ الجوى وسقيتَني مُرَّ النّوى
أبكي والدمعُ يغُصُّ في أحداقي
تَنفجرُ الحقيقةُ بداخلي
تدبُّ الحياةُ في تجاعيدِها
هل للحنينِ من دِفاقٍ تهيمُ بفيضِهِ الآفاق
إني أحتضِرُ فوقَ جِسرِ العبور
أجتازُ مساحاتِ البُعد
أودِّعُ مواسمَ حُبٍّ كان
أقبعُ في ركنيَ القَصيّ
تشابهتِ الابتساماتُ الباهتة
ذبُلَت أوراقي بعدَ أن دثَّرها الرماد
سأُلملِمُ أشلائي وأرحلُ بصمت
وحدَها حروفي تسَّاقَطُ ثلجًا
تخدُشُ شفافيَةَ الورق
لا شيءَ يكسوها سِوى الصقيع
أنفاسُكَ الباردةُ تُجَفِّفُ مشاعري
وأدمُعي تتوضأُ بالمطرِ المجنون