“كبش الفدا” .. والحكومة والنواب يرتعبون من كرة الثلج
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تبحث الحكومة عن مخرج بسبب إدارتها الكارثية لأهم الملفات الاقتصادية في الأردنية، وهي الملفات التي أججت الشارع وجعلت الاضراب يعم قطاع النقل، وقد تكون هذه البداية فقط، إذ قد تلحق قطاعات أخرى بالاضراب مما يهدد سلامة الحياة والتنقل والامداد الغذائي في الأردن، وهذه المعضلة ليست جديدة بل قديمة متجددة في ظل وجود حكومات قاصرة في برامجها إن وجدت أصلاً، وقاصرة في إدارتها المتكئة بكل ثقلها على كاهل المواطن، الذي أصبح غير قادر على الاحتمال وقد يسقط في أي لحظة، وهذا مؤشر على سقوط النهج والفكر الحالي في إدارة الدولة الأردنية.

وقلتها مراراً ان الحكومة الحالية تعتبر الأسوء والأكثر بُعداً عن الشعب الأردني خلال المئوية الأول، ويرافقها بذات الوقت أضعف مجلس نيابي خلال ممارسة الحياة الديموقراطية في الأردن، فالحكومة تغولت على الشعب وبالذات في مجال الطاقة حتى بتنا نشعر أنه لو حصل حريق في بئر نفط في القطب الشمالي لارتفعت الأسعار في الاردن، فالحكومة تبحث عن أي ذريعة للتضييق على الشعب، وكأن هذا هو الهدف الأسمى لهذه الحكومة ومن سبقها من حكومات تطاولت على الشعب في آخر عقدين دون أن يهتز لها جفن، وخلال هذه الفترة امتدت المجالس النيابية الشكلية والتي قلبها مع المواطن وفعلها داعم للحكومات.

الحلول موجودة لكن من يملك الجرأة على اتخاذ القرار، فأسعار النفط تم تحريرها وأصبح التعامل حسب الأسعار العالمية والتي تعادل أقل من نصف الاسعار في الاردن، وهذا أمر واضح فاضح كون أسعار مشتقات النفط ظاهرة في جميع دول العالم، لنجد اننا إما نتربع على القمة أو نأتي في المركز الثاني في أغلى مشتقات نفطية، وهذا يشير إلى أن الضرائب التي تفرضها الحكومة لتمارس رفاهيتها كارثية ولا يمكن احتمالها، وعليها اي الحكومة أن تتخذ طريق ثابت إما تحرير أسعار النفط أو الضريبة الثابتة والتي دقتها الحكومة “كاسفين” في قلب الشعب.

والحق فان الحكومة الحالية المتعالية على الشعب وتعيش في برج عاجي لا يمكنها من ملامسة هموم الشارع، يجب أن ترحل بالاعفاء وليس بالاستقالة كونها لم تكن على قدر المسؤولية، وللحق كنا نأمل أن يشرب النواب حليب “السباع” ويُسقطوا الحكومة، لكنهم أجبن من ذلك كون إسقاط الحكومة يعني حل مجلس النواب أيضاً، وبالتالي فان مصلحة الحكومة والنواب مشتركة في إدارة تمثيلية سخيفة للتلاعب بالمواطنين الذين لا يثقون بالطرفين، لتبقى الأمور حائرة والخوف أن تتدحرج كرة الثلج وعندها ستزول الحكومة بطريقة غير مناسبة وسيسقط مجلس النواب وسيفكر المواطنون ألف مرة قبل منحهم أصواتهم لمن صمتوا وقت الحاجة.

آخر الكلام:

نحتاج اليوم للأفعال والخطط القابلة للتطبيق للارتقاء بالوطن، والظاهر للعيان أن الحكومة ومجلس الأمة لا يملكون الحلول مما يعني أن بقائهم هدر لوقت يحتاج الوطن كل دقيقة منه.

زر الذهاب إلى الأعلى