في عيدها الـ 51.. الإمارات تتنافس مع نفسها
بقلم: منى بوسمرة
النشرة الدولية –
الإمارات اليوم –
لا يختلف اثنان على أن قيام دولة الاتحاد هو من أبرز إنجازات الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، إذ تولّدت فكرة الاتحاد في ذهن الأب المؤسس في وقت مبكر سبق الإعلان عن قيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971، الذي لقي مساندة قوية من أخيه المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، لتحويل الفكرة المجردة إلى واقع ملموس.
لكن ما تفرّد به الشيخ زايد، رحمه الله، من بُعد نظر كان لافتاً، إذ كان يدرك ببصيرته أن المستقبل لن يكون للدول الضعيفة الصغيرة، وإنما للكيانات والتكتلات القوية الكبيرة؛ لذلك لم يضيع وقتاً في بناء صرح إماراتي قوي وراسخ كالطود، بشهادة دول العالم.
انصهرت الإمارات السبع في بوتقة واحدة، واتفقت على السير قدماً في بناء دولة عظيمة بقيادة رشيدة، لا ترضى بديلاً عن المراكز الأولى في شتى المجالات وعلى كل الصعد.
ولم يختلف الخَلف عن السلف، ولم تنحرف البوصلة أبداً، بل سعى جيل الأبناء للبناء على ما تم إنجازه، وتطويره وتحسينه، والأخذ بأحدث ما وصلت إليه ابتكارات العلم والتكنولوجيا، استعداداً لبلوغ آفاق أرحب، تتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، حتى وصلت الدولة إلى المريخ، ووصل أبناؤها إلى الفضاء، للاستفادة من عصر العلم، وإفادة غيرهم من الطامحين إلى بلوغ المجد.
وبعد أن حقّقت الدولة، بجهود قيادتها الرشيدة، المراتب الأولى على الصعد كلها، وأصبح الارتقاء بالحياة، وبناء حضارة قائمة على مفهوم التسامح، وحق الحياة لكل الشعوب، بغض النظر عن دينها ولونها، هو هدفها الأسمى، بات من الصعب على كثير من الدول مجاراتها في إنجازاتها، وتنويع مصادر دخلها، حتى باتت كأنها تتبارى مع نفسها، في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
خلال خمسين عاماً من عمر الدولة القصير، حقّقت الإمارات ما لم تحققه دول أخرى في 500 سنة، وهي تملك الإمكانات والعقول على الصعيد التعليمي والصحي والاقتصادي، وفي إطار استراتيجيات هدفها الارتقاء بالمستوى المعيشي لأبناء الدولة، وتحقيق الرفاهية ورغد العيش لهم، ولكل المقيمين على أرضها، حتى باتت مضرب الأمثال في العمل المثابر، وتخطي الصعاب مهما كانت.
يحق لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وإخوانهما أصحاب السموّ حكام الإمارات، أن يفخروا بدولتهم، دولة العز، دولة التسامح، التي أرسوا بنيانها، بركائز حضارية وعلمية، مع تمسكها بدينها وقيمها وموروثها الثقافي، وبذلك أضحت محط آمال القاصي والداني، ممن يسعون للاقتداء بها، وبلوغ ما وصلت إليه من مراتب.
ونحن على أعتاب 50 سنة جديدة من عمر دولتنا المديد، بإذن الله، نضع الاستشراف والتسلح بالعلم هدفاً سامياً نسعى إليه، حتى نصنع الفارق مع الآخرين، ليس في منطقتنا فحسب، بل عبر العالم، وكلنا ثقة بأننا مع قيادتنا التي سخّرها الله، سبحانه وتعالى، لخدمة هذا الوطن، سنصل إلى ما نصبو إليه من أحلام، ونحقّق ما نسعى إليه من طموحات.
كل عام ووطننا الإمارات الحبيب بكل خير وسلام، كل عام وأمجادك يا إمارات تعانق السماء، وتحتضن السحب.