إسماعيل الشطي وسيد قطب
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

يعتبر البعض الأستاذ «إسماعيل خضر الشطي»، السياسي الكويتي، والعضو السابق في تنظيم الإخوان المسلمين، معادلا في أهميته السياسية والفكرية لسيد قطب، كونه المفكر الوحيد الذي عرفته حركة الإخوان في الكويت، كما كان سيد قطب المفكر الوحيد الذي عرفته حركة الإخوان في مصر، طوال تاريخها!

كما ساهم إعدام سيد قطب في حرمان الحركة من مفكرها، وكشف تاليا خواء فكرها، مثلما كشف خروج الشطي من تنظيم إخوان الكويت أيضا، عن خواء فكرها!

أصبح الشطي -مع حفظ الألقاب- نائبا في مجلس الأمة عام 1992 ورئيسا للجنة المالية، في مرحلة حساسة، بعد التحرير مباشرة، ودار لغط حول دوره في لجنة التحقيق في خسائر الهيئة العامة للاستثمار في مكتبي لندن واسبانيا، ولكن هذه قصة يطول الحديث عنها.

أصبح بعدها وزيرا للمواصلات، ثم اختير وزير دولة لمجلس الوزراء ونائبا للرئيس، وبعدها مستشارا للمجلس لسبع سنوات، طوال!

***

اكتسب الشطي أهميته الحزبية كرئيس تحرير مجلة المجتمع، الناطقة باسم «إخوان الكويت»، وكان لها نفوذ خلال تحريره لها في الفترة من 1979 إلى 1992، وفقدت زخمها تدريجيا بعد أن تركها. كما كان له دور مهم في الحركة، وغالباً لتواضع معارف من كانوا حوله. ووفرت له قراءاته وتجاربه الحزبية مادة استغلها في وضع مؤلفات عدة، لم تحظَ، كمثيلاتها في هذا الميدان، بالاهتمام، لفشلها جميعا في وضع تصور نصف مقبول للمعضلات السياسية والتربوية والعلمية والاقتصادية والأخلاقية والصناعية التي تواجه الدول العربية والإسلامية في عالم اليوم، الذي يهيمن عليه الفكر الغربي. وقد سعى من وضع هذه المؤلفات، الضخمة غالبا، سواء كانوا «مفكرين» سنة، أزهريين أو غيرهم، أو رجال دين من قم والنجف ولبنان، للالتفاف حول فكرة الديموقراطية الغربية، وإيجاد مفهوم جديد يتواءم مع متطلبات العصر، خاصة فيما يتعلق بفكرة تأسيس الدولة، التي لم يرد لها نص، ولا حتى كلمة «دولة» في أي من المراجع المقدسة، وبالتالي حاول كل صاحب مشروع أو مؤلف وضع نظريته التي تتلاءم مع فهمه ومع «مذهبه» أو فكره السياسي، للخروج من المأزق الذي يواجه المجتمعات الإسلامية التي يصعب عليها تبني النموذج الغربي في الحكم، ولا تجد في الوقت نفسه، فيما توافر بين أيديها من مراجع، ما يمكن الاعتماد عليه في وضع فكر سياسي متكامل لدولة إسلامية!

***

يقول الشطي، في مقابلة تلفزيونية، على الجزيرة، إن طبيعة الإخوان أنهم يضعونك داخل الصندوق، فلا تخرج منه، تفكر داخل الصندوق وتقرر داخل الصندوق، وتتحرك داخل الصندوق، والصندوق ضيق، لذلك عندما تخرج منه تكتشف أن العالم واسع ورحب، وأكبر بكثير مما بداخل الصندوق!

غريب صدور هذا القول من «مفكر»، بعد ثلاثين عاما من العمل مع الإخوان، واكتشافه، بعد أكثر من نصف قرن، أن العالم خارج صندوقهم أكثر رحابة؟

أما ما بيَّنه في المقابلة عن سبب خروجه من تنظيم الإخوان، وأنه كان لأسباب «أخلاقية» تعود لموقفهم من الاحتلال الصدامي للكويت!!

وهذا قول غريب بالفعل، فموقف الإخوان الشائن والمخجل ظهر جليا خلال اشهر الاحتلال الأولى، وكان واضحًا عام 1990. أما انسحاب الشطي من التنظيم فقد جاء بعد ست سنوات، فماذا كان يفعل أثناءها؟

***

طالما تساءل البعض عن سبب شعبية الإخوان، أو ما يماثلهم من تنظيمات وحركات دينية، بالرغم من تواضع عقليات المشرفين عليه؟

الجواب سهلة معرفته وصعبة كتابته!

زر الذهاب إلى الأعلى