فوائد مُذهلة للأطعمة النباتيّة ما علاقتها بمرض السرطان؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
توفر الأطعمة النباتية مجموعة متنوعة من الامتيازات الصحية، مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2. كما يمكن أن يقلل تناول الفاكهة والخضروات بانتظام من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان في الرجال خصوصاً، بحسب ما نشره موقع Science Alert.
وتوصلت دراسة جديدة، نشرتها دورية BMC Medicine، وأجريت على 79952 رجلاً في الولايات المتحدة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكة والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 22% مقارنة بمن يأكلون كمية أقل من الأغذية النباتية. كما تشير نتائج الدراسة إلى أن تقليل استهلاك الأطعمة الحيوانية والحبوب المكررة والسكريات بشكل عام يمكن أن يوفر فوائد صحية مدى الحياة. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين لم يجدوا صلة بين النظم الغذائية النباتية وسرطان القولون والمستقيم بين 93475 امرأة في الولايات المتحدة.
من جانبه، أعرب جيهي كيم، باحث في علوم التغذية بجامعة كيونغ هي في كوريا الجنوبية، عن توقعه «أن مضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة يمكن أن تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عن طريق قمع الالتهاب المزمن الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمرض». كما أوضح أنه «نظرا لأن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من النساء، فإن نتائج الدراسة ترجح أن السبب يرجع إلى أنهن يتناولن كميات أكبر من الأطعمة النباتية الصحية وبالتالي تقل لديهن مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم».
هذا ويعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعا في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يتعرض الجميع للخطر بشكل متساو. فقد اكتشف الباحثون أن النظام الغذائي النباتي يرتبط بأكبر التحسينات في مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الأميركيين اليابانيين والرجال البيض على عكس الأميركيين من أصل إفريقي. فمن بين الرجال البيض، كان أولئك الذين تناولوا الأطعمة النباتية الأكثر صحية أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 24% في وقت لاحق من حياتهم مقارنة بأولئك الذين في الطرف الآخر من الطيف الغذائي. بينما في الرجال الأميركيين اليابانيين، اقتصر انخفاض المخاطر على نسبة 20%.
وكتب الباحثون: «قد يُعزى هذا النمط من الارتباط إلى الاختلافات في عوامل الخطر بحسب نمط الحياة غير الغذائية بين المجموعات العرقية والإثنية. ففي المجموعة متعددة الأعراق، كان لدى الرجال الأميركيين من أصل إفريقي معدلات أعلى من السمنة والتدخين ونشاط بدني أقل من الرجال الأميركيين اليابانيين والبيض».
في ضوء نتائج الدراسة تبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف العوامل الجينية والبيئية المختلفة التي يمكن أن تؤدي دورا في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وحيث يمكن أن يتناسب النظام الغذائي وفقًا لما يناسب هذا المزيج.