في شهر التوعية حول مرض “الإيدز”.. كيف يعلّق الطب النفسي؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
يقام اليوم العالمي للإيدز في الأول من كانون الأول من كل عام لرفع مستوى الوعي حول فيروس نقص المناعة البشرية.
يعتبر مرض الايدز واحد من الأمراض التي تشغل اهتمام كل المؤسسات والمنظمات الصحية، كونه من أكثر الأمراض التي تسبب الوفاة في العالم، وما من علاج طبي ناجح له حتى الآن. ففضلاً عن الآلام الجسدية التي تنتج منه، فهو يفرز كثيراً من الاضطرابات والأعراض النفسية والاجتماعية.
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي يقضي على فيروس نقص المناعة البشرية، مما يعني أن الوعي والتعليم لا يزالان ضروريين للحد من معدلات الإصابة. إنّ أشهر طرق الإصابة بالإيدز تكون من خلال الممارسة الجنسية غير الامنة مع شخص مصاب بالفيروس، ونقل الدم أو مكوناته من شخص مصاب بالفيروس، والمشاركة في استخدام إبر الحقن أو الوشم، والمشاركة في استخدام الأدوات الحادة كالمقص وقلامات الأظافر، ونقل الفيروس من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة، ونقل الفيروس من الأم إلى الطفل عبر حليب الأم.
أعراض “الإيدز” النفسية
بحسب الأخصائية النفسية في عيادات “Brain Station” “روى المبدر”، إنّ الأشخاص المصابين بمرض الإيدز هم الأكثر عرضة لمواجهة المشكلات العقلية، القلق، إضطرابات المزاج، وبخاصة “الإكتئاب”.
وتتمثل أرز أعراض الإكتئاب في الحزن الشديد على فترات طويلة، الإنعزال، فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام، القلق وعدم النوم، أو النوم لفترات أطول وغير اعتيادية. فضلاً عن بروز الأفكار الإنتحارية وفقدان اللذّة في الأمور التي عادةً يقوم بها الفرد، والتعب وغياب الحيوية.
بالإضافة عن الإكتئاب المفرط، يعيش الشخص المصاب بمرض الإيدز بحالة من الخوف، إن كان خوفاً من المرض عينه، أم خوفاً على “سمعته” بعد معرفة المجتمع بأصابته بالفيروس.
كما يشعر بعض المصابين باليأس، ويسيطر عليهم الإستسلام فيعتبرون أن لا قيمة للحياة. ومن أبرز العوارض التي تظهر عليهم تتمثّل في التعب الشديد، انخفاض الرغبة الجنسية والإنعزال الإجتماعي.
أمّا في الحالات المتقدّمة، فتتفاقم حدّة الأعراض وتظهر من خلال: البطء في التفكير أو ضعف الذاكرة، النسيان الشديد، والصعوبة في التركيز. فضلاً عن نوبات الهلوسة والـ”بارانويا”.
وفي هذا الصدد، شددت الأخصائية النفسية على ضرورة اللجوء إلى العلاج النفسي للتخفيف من حدّة هذه الأعراض ومساعدة الشخص الصاب على التعايش مع مرضه.
علاج “الإيدز” قد يؤثّر على الصحة العقلية
في بعض الحالات، وعند بدء العلاج بمضادات الفيروس، يشعر الأشخاص بالإرتياح فتتراجع لديهم نوبات الخوف وعندئذ يشعرون بالطمأنينة.
هذا وكشفت “المبدر” أن بدء العلاج بمضادات الفيروس، يمكن أن يؤثّر في صحة الشخص العقلية، فيزداد عند تناولها منسوب الإكتئاب والقلق والأرق. فضلاً عن تأثير الأدوية في صحتهم الجسدية، فيشعر الأشخاص عندها بالتعب الجسدي والغثيان، مما يؤدي إلى تدهور صحته النفسية.
وشددت بدورها على ضرورة التواصل مع الطبيب النفسي قبل البدء بتناول الأدوية المضادة للفيروس.
أمّا الأعراض الجسدية فتتمثل في 10 مؤشرات وهي:
– تشمل ارتفاع درجة الحرارة.
– التعرق الكثيف.
-الاسهال المستمر، وفقدان الوزن.
– تورم العقد اللمفاوية، والطفح الجلدي أو الحكة.
– اضطراب في الرؤية.
-تقرحات الفم (التهابات فطرية)، وصعوبة بالبلع.
– صعوبة في التنفس.
هذا وقد يصاب مريض الإيدز أيضاً ببعض أنواع السرطانات التي تؤدي إلى مزيد من التدهور في وضعه الصحي.
العلاج النفسي ومراحله
لفتت الاختصاصية النفسية إلى أن العلاج النفسي قائم على تغيير أفكار الأشخاص المصابين بالإيدز السلبية، التي تقودهم في معظم الأحيان إلى القيام بسلوكيات مضرّة، كعدم الإلتزام بالأدوية المطلوبة، أو الإنطوائية والعزلة.
هذا وتقوم مراحل العلاج على تشجيع المريض أولاً على الالتزام بالعلاج والأدوية، وتقبّل المرض والتعايش معه. بالإضافة إلى تعليم المصاب على تقنيات الإسترخاء كي يتأقلم ويتقبّل مرضه بشكل أسرع، كما يعمل العلاج النفسي على معالجة كلّ المشكلات النفسية الناتجة عن الإيدز مثل القلق والتوتر، وأي مشكلات نفسية أخرى، ليتقبل الشخص نفسه من جديد.