لماذا تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال؟
النشرة الدولية
الديار – شانتال عاصي –
يُستخدَم مصطلح «الخرف» لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثر في ممارسة الحياة اليومية. وتحدث الإصابة بالخرف نتيجة للإصابة بعدة أمراض، وليس مرضًا بعينه. وعادةً ما يكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف، إلا أنه قد يحدث لعدة أسباب أخرى.
ووجد الباحثون أن النساء اللواتي مررن بسن اليأس لديهن فرط كثافة في المادة البيضاء في أدمغتهن أكثر من النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو الرجال في العمر نفسه، وهذه آفات صغيرة تظهر في فحوصات الدماغ وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدقيقة، بما في ذلك السكتة الدماغية ومرض الزهايمر ومشاكل التفكير والذاكرة.
قد يكون العلماء على بعد خطوة واحدة من اكتشاف سبب تعرض النساء للإصابة بالخرف أكثر من الرجال.
ووجدوا أن التغييرات التي تحدث أثناء انقطاع الطمث تطلق «الفرامل» على البروتين الذي يسبب التهابا في الدماغ.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت على أدمغة مرضى الزهايمر أن مستويات هذا البروتين – المعروف باسم C3 – كانت أعلى بست مرات في أدمغة النساء المصابات بمرض الزهايمر مقارنة بالرجال.
ويعمل الإستروجين كمضاد طبيعي للالتهابات ويعتقد أنه يلعب دورا في قمع C3. وبينما ترتفع مستويات هرمون الجنس عند الرجال مع تقدمهم في السن، ينخفض هرمون الإستروجين بشكل حاد عند النساء أثناء انقطاع الطمث.
وتتزايد الأدلة حول دور سن اليأس في الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي أحدث دراسة نشرت في Science Advances، نظر الخبراء في 40 دماغا لدى الرجال والنساء.
وتم تقسيمهم بالتساوي حسب الجنس، وكان نصفهم من الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض الزهايمر.
وكشفت الاختبارات عن 1449 نوعا مختلفا من البروتينات في الدماغ تتشكل مع تقدم العمر – تم ربط العديد منها بالفعل بمرض الزهايمر، بما في ذلك C3.
وتؤدي البروتينات المكملة – مثل C3 – إلى حدوث التهاب في الخلايا للمساعدة في مكافحة العدوى.
ومع ذلك، يمكن أن تتفاعل مع أكاسيد النيتريك، مكونة نوعا «معدلا» من المكملات التي يمكن أن تسبب «عاصفة» في الجسم – ما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وعادة، تتم إزالة البروتينات المعدلة بواسطة هرمون الاستروجين الجنسي، لكن يقترح العلماء أن انخفاض مستوياته لدى الإناث بعد انقطاع الطمث يزيل هذه الحماية.
وأظهرت الدراسات السابقة أنه بالإضافة إلى إثارة الالتهاب، يمكن للبروتينات المعدلة في الدماغ تنشيط الخلايا المناعية في العضو – المسماة الخلايا الدبقية الصغيرة.
وهذه تهاجم وتدمر المشابك العصبية على الخلايا العصبية، وتوقف الاتصال بين الخلايا. وفي مرض الزهايمر، يعاني المرضى من خسارة كبيرة في المشابك العصبية.
هذا وكشفت الأبحاث السابقة التي أجريت على خلايا المخ البشري في المختبر أيضا أن خفض مستويات هرمون الاستروجين أدى إلى ارتفاع مستويات بروتين C3 المعدل.
وقال الدكتور ستيوارت ليبتون، خبير الطب الجزيئي في أبحاث سكريبس في لا جولا، كاليفورنيا: «تشير نتائجنا الجديدة إلى أن التعديل الكيميائي لأحد مكونات النظام التكميلي يساعد في تحفيز الإصابة بمرض الزهايمر. وقد يفسر هذا، جزئيا على الأقل، سبب تأثير المرض في الغالب على النساء. لماذا تزداد احتمالية إصابة النساء بمرض الزهايمر كان لغزا منذ فترة طويلة، لكنني أعتقد أن نتائجنا تمثل جزءا مهما من حل اللغز الذي يفسر ميكانيكيا الضعف المتزايد للنساء مع تقدمهن في العمر».