40 سردية تغوص في ذاكرة الإمارات… يرصدها الفاضل يوسف أبوعاقلة
النشرة الدولية –
الإمارات اليوم – إيناس محيسن –
مازالت ذاكرة الرواة من كبار المواطنين معيناً ينهل منه الباحثون والمهتمون بتوثيق تاريخ الإمارات والمنطقة، لرصد ملامح الحياة الاجتماعية قديماً، وتدوين سير الآباء والأجداد، لاسيما الذين عاصروا المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وكانوا شهوداً على الجهود الحثيثة لتأسيس دولة الاتحاد.
وفي هذا السياق؛ أصدر الباحث والصحافي الفاضل يوسف أبوعاقلة، كتاباً بعنوان «سرديات من التراث الشفاهي الإماراتي»، جمع فيه 40 سردية عبر حوارات أجراها مع رواة من كبار المواطنين، الذين عاصروا المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه.
وأشار أبوعاقلة إلى أن الكتاب، الذي صدر عن نادي تراث الإمارات، تضمن عدداً من الحوارات المهمة لشهود على بدايات الدولة، منهم الشيخ مسلم بن حم العامري، الذي تحدث عن أطياف التراث، واهتمام المغفور له الشيخ زايد به. كما تناول الكتاب موضوعات تراثية عديدة مثل: المعتقدات الشعبية وتأثيرها في النسق الاجتماعي، ودور الألعاب الشعبية في إعداد النشء، و«تجارة اللؤلؤ» وإسهامها في التواصل الإنساني الدائم والمنتظم لأبناء الإمارات مع الجوار الخليجي، وتحديداً الهند.
كما رصد مؤلف الكتاب عبر زيارات ميدانية النظام الزراعي الفريد، وعادات المجتمع في واحة العين، أول موقع إماراتي مدرج على قائمة «اليونسكو للتراث العالمي»، لافتاً إلى أنه لم يهمل التجارب الشبابية المهتمة بالتراث، إذ ناقش حضور التراث في السرد مع عدد من الكاتبات والروائيات الإماراتيات، وفنون التصميم والتصوير الضوئي الحاملة للتفاصيل التراثية، وأخيراً علاقة الإعلام والتراث في حوار مع الإعلامي الرياضي يعقوب السعدي.
وأوضح أبوعاقلة أن عمله في «الصحافة التراثية» زهاء 10 سنوات، تنقل خلالها بين عدد من المجلات، كان من بينها مجلة «بيت الشعر»، قبل أن ينضم إلى الفريق المؤسس لمجلة «الإبل»، ثم انتقل بعدها للعمل في مجلة «تراث»، أتاح له الفرصة لتغطية الفعاليات التراثية الكبرى في دولة الإمارات، وهي فرصة تعلم منها أهمية تطوير ملكة خاصة في تغطية الأحداث التراثية تجمع بين الماضي والحاضر. بينما وفر له العمل في مؤسستين توليان التراث أهمية قصوى، هما مركز سلطان بن زايد، ونادي تراث الإمارات، البيئة المناسبة للبحث والتواصل مع الفاعلين في الشأن التراثي، ومنهم الباحثون والخبراء والأكاديميون وكبار المواطنين، إذ زودته الحوارات معهم بأفق جديد ومختلف للنظر إلى التراث بشكل عام، وتراث دولة الإمارات تحديداً.
كما اعتبر أن مولده ونشأته في دولة الإمارات، ودراسته في مدارسها، ولعبه بين «فرجانها»، كان له الأثر الكبير في سهولة تلقي التفاصيل وتحليلها، وفهم التراث بوصفه ممارسة في الأساس.
مزيد من الاهتمام
دعا الكاتب الفاضل يوسف أبوعاقلة، في مقدمة «سرديات من التراث الشفاهي الإماراتي»، إلى مزيد من الاهتمام بالتراث إعلامياً، لتزيد النسبة المخصصة له حالياً بما يوازي مكانته وتأثيره في المجتمع الإماراتي، وهو الأمر الذي يسهم – حسب رأيه – في فتح آفاق جديدة لصنع اهتمام قاعدي بالتراث، وليس أكاديمياً فقط، لاسيما أن المجتمع الإماراتي يعشق تراثه ويتمثله في حياته، وهو بالتأكيد يرحب بالمزيد.