أسودنا تلاحقكم والموت لا يُرهبنا .. وهذه رسالة ولي العهد لكم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أسود يذودون عن وطن النشامى، يداعبون الموت في كل يوم، فلا يتراجعون ولا يجبنون، فعقيدتهم قائمة على الرجولة والبطولة والاقدام، هم صفوة الأمة وحُراسها، هم خير رجال الوطن ونبراسها، هم من يحملون هموم الأمة وأوجاعها، هم من تحرسنا عيونهم لنغفوا، وتشد أياديهم على الزناد لحماية من له قلوبهم تهفوا، فالوطن عزيزٍ وغالٍ وعزته يصنعها أبطال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين عاهدوا الله على أن لا تنام أعينهم وتحرس الوطن، وعاهدوا الملك على الذود عن حياض الأردن، والشعب على ان يكونوا في أمان، وهذا عهد الرجال الأبطال.
هؤلاء هم أبناء الشعب وصفوته، المتمسكين بتراب الوطن وعزته، والباحثين عن رفعته وسؤدده، هؤلاء الذين اختاروا أشرف الأعمال ليكونوا شامة في جبهته، وهؤلاء من اختارهم الرسول الكريم ليكونوا بصحبته، ومن منحهم الله غفرانه وبركته، فهم أحياء عند ربهم يُرزقون وفي نعيم الجنة يرفلون، هم أبناء الشعب حيث الجِدُ في الحياة والبحث عن الأفضل في أزقة التحدي ومقاومة الغادرين الخائنين.
هؤلاء هم أبطالنا الذين تبكيهم العيون والقلوب ألماً وغضباً وحرقة، هؤلاء هم الرجال الذين يبنون الوطن بالدماء ويشيدونه بالعطاء، هؤلاء هم الرجال الذين أدمعوا عيون الشعب، وقد رثاهم الجميع بحرقة، ليغيب الفرح ويحل مكانه الغضب، ليبدأ أبناء الوطن بتفقد من حولهم لمعرفة الصديق من العدو، فالايام أثبتت أن خطورة الخلايا النائمة كبيرة ويحتاج الوطن لجهود جميع أبناءه لمواجهتها حتى يختفوا من أرض الحشد والرباط.
ولم استغرب وأنا متسمر أمام الشاشة من حديث النواب والأعيان والوزراء، فقد قالوا كلاماً جميلاً وأظهروا ما فيهم من ألم، ومدحوا الشهداء واشادوا بفعلهم، واستغربت ان أيٍ من أبناء الصفوة لا يتواجد في القوات المسلحة والاجهزة الأمنية، ولا أحد من أبنائهم يده على الزناد وعيونه تُطارد الأعداء ، فالمناصب العليا والمكاتب المريحة تتجهز لأبنائهم، والهيئات المستقلة تنتظرهم كمنقذين لها لتبعدهم عن البطالة وفي أسوء الحالات يغادرون للعمل خارج البلاد، هؤلاء المتحدثون تجار الكلام لو أحبوا الوطن لكان أبنائهم رفقاء سلاح للعميد عبد الرزاق الدلابيح والنقيب غيث الرحاحلة والملازم أول معتز النجادا والعريف ابراهيم الشقارين، لذا كان على القنوات الفضائية أن تستضيف ذوي الشهداء وأصدقائهم بدلاً عن تُجار المواقف.
اخر الكلام:
رسالة عظيمة واضحة جلية أرسلها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، للخارجين عن الحق المتلبسين بالضلال، بمشاركته في دفن الشهيد الرحاحلة، “بأننا شعب لا يخاف ولا يرتعب ولا يجلس حبيس منزله، ولن نترك لكم مساحة في هذا الوطن الأشم حتى يغدوا ساحة لافعالكم الدنيئة، فنحن نودع أسودنا على رؤوس الاشهاد ونشاطر الشعب حزنهم دون خوف، أما أنتم فظلوا في جحوركم حتى تطالكم أيادي أسود الأردن”.