مُغامرات «صيد وغطس» بين فرنجية وباسيل!! الراعي فاتح المعنيين باسم بيار الضاهر
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية –

الديار –

في أوج الفتور على خط حارة حريك – ميرنا الشالوحي، والبرودة التي تطبع العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر على خلفية جلسة مجلس الوزراء المتفجرة، ادار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل محركاته باتجاه الخصوم قبل الحلفاء، فعقد لقاء، بعد نجاح صديق مشترك هو بيار الضاهر بترتيب اللقاء، مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي كان وصف باسيل «بالصهر الذي خرّب البلد».

 

لم يكتف باسيل بلقاء جنبلاط، بل كان استبق اللقاء باجتماع ضمه الى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بمعيّة صديق آخر مشترك هو علاء الخواجة، ولعل الاكثر استغرابا هو اللقاء الذي جمعه برئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، بعدما كان جاهر برفع «اللا الرئاسية القاطعة بوجهه». لقاءات شكلت صدمة للمحازبين في صفوف الطرفين حتى قبل النواب، ففيما اعتبر البعض ان باسيل يسعى لفك عزلته الداخلية بعد تلبد العلاقة مع حزب الله عبر رسالة للحليف مفادها: «احاور الجميع عندما اريد والعقوبات الاميركية لا تؤثر عليّ»، رأى البعض الآخر ان حراك باسيل كسر الجمود السياسي، وملأ فراغ الاعياد، وشكل دفعا باتجاه وضع خارطة طريق لتقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف، بغية التوصل لارضية مشتركة تهيىء للتوافق على اسم رئاسي، يكون مقبولا من الجميع، ولو ان اي نتيجة ملموسة لم تحققها هذه اللقاءات.

 

وفيما كان باسيل قد اعلن من بكركي، انه سيطلق مبادرة في بداية الاسبوع الاول من العام الجديد، استغربت اوساط متابعة للحراك الحاصل الاسباب الكامنة وراء التكتم بموضوع اللقاءات، جازمة ان غالبيتها بقيت في اطار العموميات ولم تدخل بتفاصيل، لا سيما اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية.

 

ففي منزل السيد جوي الضاهر، حيث انعقد لقاء باسيل – جنبلاط، كشفت مصادر مطلعة على جو اللقاء، بانه لم يخلص الى نتائج يبنى عليها واختصرته بالقول: «لم يفشل ولم ينجح»، لكنه بالتأكيد كسر الجليد وحرك الجمود، كما فتح نافذة في العلاقة التي كانت متفجرة بين الطرفين.

 

وفيما كان البعض استبق اللقاء بالتأكيد انه سيكون «عسكريا» بامتياز، بمعنى ان الطبق الاساس سيكون موضوع التمديد لرئيس الاركان بالجيش اللواء امين العرم، الذي كان جنبلاط يتمنى ان يتم التمديد له، جزمت المصادر نفسها ان هذا الموضوع طرح خلال اللقاء من باب معاتبة جنبلاط لباسيل لعدم السير بالتمديد، كما قابل ذلك عتاب على حادثة قبرشمون، كاشفة ان اللقاء قارب الاستحقاق الرئاسي من باب وجوب التوافق على شخصية لا تشكل تحديا لاي طرف، وببرنامج واضح من دون الغوص بلعبة الاسماء.

 

علما ان اسم الشيخ بيار الضاهر، الذي يتداول اعلاميا للرئاسة، قد يشكل نقطة تلاق بين جنبلاط الذي تربطه علاقة مصاهرة مع الضاهر، وباسيل الذي بجعبته اسماء عديدة لطرحها منها الى اسم الضاهر الذي تربطه علاقة جيدة معه، جهاد ازعور الذي قيل ان باسيل يعمل للتسويق له، الا ان حزب الله يرفض هكذا طرح، ويعبتر ازعور «زلمة السنيورة». علما ان ازعور لم يعلن حتى اللحظة انه مرشح، وهو بعيد كليا عن الاعلام. وهنا يكشف مصدر موثوق به ان اول من طرح اسم بيار الضاهر من باب استمزاج الرأي حول اسمه كان البطريرك الراعي، حيث فاتح اكثر من طرف، بمن فيهم حزب الله، منذ اشهر قليلة باسمه كرجل توافقي. على اي حال، فالمصادر تجزم ان اللقاء في دارة آل الضاهر دام لاكثر من ساعة، وقد انتهى الى اتفاق باستمرار التواصل.

 

ومن دارة آل الضاهر الى دارة آل الخواجة، حيث عقد باسيل لقاء مع ميقاتي قبيل انعقاد القاء التشاوري الوزاري الشهير، الا ان المعلومات تؤكد ان اللقاء لم يتوصل ايضا الى اي نتيجة حاسمة، اذ اصر الطرفان على التمترس كل وراء موقفه المبدئي تجاه انعقاد مجلس الوزراء بظل حكومة تصريف الاعمال.

 

ولعل الاجتماع الذي احيط بالسرية المطلقة، هو ذاك الذي انعقد منذ ايام بين باسيل وفرنجية في منزل علاء الخواجة. وبحسب المعلومات، فاللقاء لم يكن ثنائيا او ثلاثيا، انما اتخذ طابعا عائليا، حيث كان باسيل برفقة زوجته، وكذلك سليمان فرنجية الذي حضر مع زوجته. وتشير المعلومات الى ان النقاش بقي بالعموميات، حيث حلّ «الصيد والغطس» أطباقا اساسية على طاولة المحادثات، بحيث تحدث فرنجية الذي يعرف عنه انه «صيّاد بارع»،عن مغامراته بالصيد، فقابله باسيل المحترف بعمليات الغطس في البحر، بالحديث عن تجربته، والتي كان آخرها غطسته الشهيرة في جزيرة الارانب شمالا، كما ناقش الطرفان مواضيع لها علاقة بالنفط والاقتصاد.

 

الغريب، كما تكشف مصادر بارزة مواكبة للقاء، ان الطرفين لم يأتيا على ذكر اي اسم او موقف بما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، استغربت مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي كيف قبل الطرفان اي باسيل وفرنجية الجلوس وعقد لقاء بينهما بواسطة علاء الخواجة، علما ان اوساطا متابعة في حزب الله اكدت انها مع اي تواصل يسهّل التقارب بغض النظر عمن يعمل على ترتيب اللقاءات، ويبقى الاهم ان تثمر هذه اللقاءات نتائج ايجابية.

 

وفي هذا السياق، تقول المعلومات ان حزب الله وُضِع بجو اللقاء بين باسيل وفرنجية قبل حصوله من جانب فرنجية، الذي كان يبدي دوما على مسمع حزب الله استعداده للجلوس مع باسيل، شرط الا يتم طرح الاتفاق على اسم ثالث. وقد ذهب مصدر بارز الى حد التساؤل: هل بات علاء الخواجة مرشدا للجمهورية؟

 

وبانتظار ما قد تسفر عنه حركة باسيل، وما اذا كانت ستبقى حركة بلا بركة، لا بد من التذكير باللقاء الشهير الذي جمع باسيل برئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي انطلق منه باسيل باتجاه القيادات الاخرى، بعدما كان التقى امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وفي المعلومات التي لم تكشف عما دار داخل اروقة عين التينة، اكدت مصادر بارزة ان بري ذهب الى حدّ تقديم ضمانات لباسيل في حال سار بترشيح سليمان فرنجية، وقال له ما مفاده: «امشِ بسليمان وبعدا الرئاسة الك …وهيدي عندي»! ضاربا بيده على صدره، الا ان باسيل رفض السير بفرنجية، وطرح التوافق على اسم آخر، فعاجله بري بالقول : «عد وشاور السيد نصر الله»!

 

بالمحصلة، ورغم كل الحراك الداخلي الحاصل، فلا جديد رئاسيا يُعوّل عليه وسط استمرار المعادلة الاتية : سليمان فرنجية متمسك بترشيحه، وحزب الله كما بري متمسكان بترشيح فرنجية، ما دام الاخير لن يتراجع!

زر الذهاب إلى الأعلى