وزيرة الثقافة الإماراتية تستشهد بمقولة الشيخ محمد بن راشد… الإسهام في الحفاظ على اللغة العربية قيمة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية

النشرة الدولية –

أكدت وزيرة الثقافة والشباب، نورة بنت محمد الكعبي، اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة الكبير باللغة العربية، والعمل على دعمها واستشراف مستقبلها في مجتمعاتها وعوالمها الجديدة. مستشهدة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «الإسهام في الحفاظ على اللغة العربية قيمة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية».

واستعرضت الكعبي، خلال كلمتها في افتتاح الدورة الأولى من قمة اللغة العربية التي انطلقت صباح أمس، تحت عنوان «اللغة وصناعة الهوية»، بتنظيم وزارة الثقافة والشباب، بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بمشاركة نخبة من المفكرين والأدباء والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، على مدى يومين، في منارة السعديات بأبوظبي، مشيرة الى أن حماية اللغة العربية والنهوض بها نهج نسير عليه، ومسؤولية وطنية تتشارك فيها مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة.

مبادرة جديدة

وكشفت الكعبي عن مبادرة جديدة لوزارة الثقافة والشباب في هذا المجال. وقالت: «لاستكمال هذه الجهود، ستطلق وزارة الثقافة والشباب استراتيجية تحفيز قطاع الأدب والنشر في الإمارات، العام المقبل، بُغْيةَ حَوكمةِ قطاع الأدب والنشر، وتطويرِ القوانين والتشريعات الحالية المتعلقة بحماية حقوق المؤلف والنشر والملكية الفكرية، وتحليل احتياجاتِ القطاع الحالية والمستقبلية، وتوثيق المبادرات والبرامج والمنجز الأدبي الإماراتي، وقياس حضوره في المناهج التعليمية، وصولاً إلى بناء قاعدة بيانات رقمية لهذا المنجز، وإعداد تقرير تنفيذي يتضمن أهم مَواطن القوة، والتحديات، وفرص التحسين.

قبلة للعمل الجاد

وأشار رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، إلى أن الإمارات أصبحت بفضل حكمة قيادتها، قبلةً للعمل الجاد من أجل مواجهة التحديات التي تقف حائلاً دون إطلاق طاقات اللغة العربية واستثمار إمكاناتها في خدمة مشروعات التنمية والنهضة في العالم العربي، وصار اسم الإمارات وعاصمتها أبوظبي مرتبطاً بمسيرة استئناف الحضارة التي يرتكز جانب مهم منها على حيوية اللغة العربية وقوتها ونضوجها، لافتاً الى أن النسخة الافتتاحية لهذه القمة، التي عُقدت خلال«إكسبو 2020 دبي»، هي استهلال انطلق من وعيٍ بأننا في سعينا إلى تعزيز مكانة اللغة العربية نتحرك في سياق عالمي يجب أن نأخذه بالحسبان.

دراسة مناهج اللغة العربية

وأعلن بن تميم، إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية الذي تنعقد القمة هذه في إطاره، تقرير دراسة «مناهج اللغة العربية في العالم العربي.. تجارب الحاضر وآفاق المستقبل»، التي تمثل ثمرة عامين من جهد تم تخصيصه لمجال التعليم، والمناهج الدراسية تحديداً، كونها أولويةً قصوى في جهود تمكين العربية وتعزيزها.

«العربية» ليست هوية

وشدّد كتّاب ومثقفون وفنانون على ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز اللغة العربية وحضورها في المجتمعات العربية، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، طارحين العديد من الأفكار لتحقيق ذلك، والتصدي لما تواجهه اللغة العربية من تحديات.

وأكد المفكر السعودي الدكتور عبدالله الغذامي، أن اللغة العربية ليست هوية، لكنها مظلة تجمع تحتها كل من يتحدث بها، مستشهداً بحديث الرسول (ص): وليست العربيةُ بأحدِكم من أبٍ ولا أمٍّ، وإنما هي اللسانُ؛ فمن تكلَّم بالعربية فهو عربي. ولذلك فهي تعمل على التآلف بين الناس على عكس الهويات الجذرية والأيديولوجيات التي دائماً ما تكون دموية وعدوانية وباعثة للحروب والصراعات، مشدداً على أهمية دعم اللغة العربية بفوائد تشجع على تعلّمها وانتشارها في العالم.

وتطرقت الجلسة التي شارك فيها كل من الفنانين سميرة أحمد وأحمد الجسمي وجمال سليمان، إلى دور الفن في تكريس اللغة العربية، مشيرين الى أن الدراما التاريخية استطاعت أن تلعب دوراً مؤثراً في تربية أجيال تجيد اللغة العربية.

معايير غائبة

وأثار الشاعر والمفكر السوري أدونيس الجدل بما طرحه من آراء خلال الجلسة التي جمعته بالمفكر والروائي الفرنسي جيلبير سيونيه، مشيراً أن المعايير الثقافية السائدة في العالم العربي تفتقر إلى الثقافة، حيث قد تعتمد على عوامل أخرى ليس بينها الثقافة، لافتاً الى أن العرب عندما يقرأون كتاباً فهم يقرأون الكاتب وليس الكتاب. كما أشار إلى أن هناك وفرة في المواهب الفكرية والثقافية في العالم العربي ولكن المؤسسات الثقافية لا تقوم بدورها في احتضان وإبراز هذه المواهب، مشدداً على أن الحرية هي أساس الإبداع. في حين استرجع سيونيه مساهمات العلماء العرب قديماً في تأسيس وتطوير الطب والصيدلة والفلك، وغيرها من العلوم التي كانت سبباً في ازدهار الحضارة الأوروبية في ما بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى