كيف وصلت تكنولوجيا أميركية إلى مسيرات إيرانية تستخدمها روسيا في أوكرانيا؟
النشرة الدولية –
كشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، الأربعاء، أن البيت الأبيض شكل فريق عمل موسع للتحقيق في وصول مكونات أميركية وغربية إلى الطائرات المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا، وفقا للعديد من المسؤولين المطلعين على هذه الجهود.
وقال الشبكة إن أدلة ظهرت تشير إلى أن إيران تجد وفرة من التكنولوجيا المتاحة تجاريا على الرغم من فرض الولايات المتحدة قيودا وعقوبات صارمة لمنع إيران من الحصول على مكونات عالية الجودة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين القول إن التحقيقات تكثفت في الأسابيع الأخيرة بعد ورود معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن روسيا تتهيأ لفتح مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة داخل البلاد في إطار صفقة مع إيران.
وأضافت أن إيران بدأت بالفعل في نقل مخططات ومكونات الطائرات المسيرة إلى روسيا للمساعدة في الإنتاج هناك في توسع كبير للشراكة العسكرية بين البلدين.
الشبكة ذكرت أن معظم الوكالات الأميركية تشارك بفريق العمل، من بينها وزارات الدفاع والخارجية والعدل والتجارة والخزانة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض يشرف على هذا الجهد كجزء من “نهج شامل” أكبر للتعامل مع إيران.
وتابع أيضا أن التحقيق يشمل كذلك حملة إيران ضد المحتجين وبرنامجها النووي ودورها المتزايد في الحرب بأوكرانيا.
وبينت الشبكة أن قضية الطائرات بدون طيار تشكل ضرورة ملحة بشكل خاص، نظرا إلى الحجم الكبير من المكونات المنتجة في الولايات المتحدة وتم العثور عليها في الطائرات الإيرانية، التي استخدمتها روسيا ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
وقال المسؤولون إن من بين مهام فريق العمل الأولى إخطار جميع الشركات الأميركية التي تم العثور على مكونات لها في الطائرات المسيرة.
ونقلت الشبكة عن موظفين في الكونغرس مطلعين على هذه الجهود القول إنهم يأملون في أن تزود فرقة العمل، المشرعين بقائمة بالشركات الأميركية من أجل فرض مزيد من المساءلة وحثها على مراقبة سلاسل التوريد الخاصة بها.
الشبكة أشارت أيضا إلى أنه سيتعين على فريق العمل التنسيق كذلك مع حلفاء الولايات المتحدة، لأن المكونات المستخدمة في الطائرات المسيرة الإيرانية، لا تقتصر فقط على تلك التي تنتجها الشركات الأميركية.
وبينت أن مركز أبحاث تسليح النزاعات ومقره المملكة المتحدة وجد في وقت سابق أن “أكثر من 70 مصنعا في 13 دولة ومنطقة مختلفة” أنتجت مكونات الطائرات الإيرانية المسيرة بعد فحصه لعدة طائرات أسقطت في أوكرانيا الشهر الماضي.
وقالت “سي إن إن” إنها حصلت في أكتوبر الماضي على حق الوصول إلى طائرة مسيرة أسقطت في البحر الأسود بالقرب من أوديسا، واستولت عليها القوات الأوكرانية، حيث وجدت أنها تحتوي على بطاريات يابانية ومحرك نمساوي ومعالجات أميركية.
ولفتت الشبكة إلى أن إيران ربما أيضا تحصل على نسخ شبه أصلية لمكونات غربية من الصين، بحسب دراسة نشرها معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن، الشهر الماضي.
وخلصت الدراسة إلى أن “الصين تلعب دورا أكبر مما تم تقييمه من قبل، في تمكين إيران من تصنيع وتزويد القوات الروسية بالطائرات المسيرة”.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية إن هناك “إجماعا دوليا واسع النطاق بشأن الجهود التي تقودها الدبلوماسية الأميركية بشأن إيران، بما يشمل الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا ونيوزيلندا”.
وذكر المسؤولون أنه لا يوجد دليل على أن أيا من الشركات الغربية تقوم عن قصد بتصدير تقنيتها لاستخدامها في صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية.
وتقول الشبكة إن المنتجات الرخيصة المخصصة للاستخدام المدني، يمكن تعديلها بسهولة للأغراض العسكرية، وغالبا ما تكون خارج حدود العقوبات، وأنظمة الرقابة على الصادرات.
واستخدمت روسيا مؤخرا عشرات الطائرات المسيرة “الانتحارية” في هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136.
وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه دمر عشرات الطائرات المسيرة إيرانية الصنع منذ منتصف سبتمبر فيما نفت طهران مرارا في الأيام الأخيرة تزويد روسيا بأسلحة وطائرات مسيرة لغزوها أوكرانيا.
ويقول محللون إن الطائرات المسيرة الإيرانية تشكل مشكلة كبيرة، لإن العديد من الأنظمة الدفاعية القادرة على اسقاطها مكلفة جدا، وهي مصممة في الغالب لمواجهة تهديدات أكبر مثل الطائرات والمروحيات، وكذلك يستغرق إنتاجها شهورا عدة وربما سنوات.