السياسيون يقودون الارهاب!
بقلم: د. إيهاب العابودي
النشرة الدولية –
الدستور الأردنية –
منذ ربع قرن تقريباً فتحت صفحات كتاب الارهاب على مصراعيه، فلا يكاد ينتهي عام إلا بانقضاء احد فصوله الاجرامية البشعة، تبدلوا ابطالها وتغيروا ممثلوها وغيروا مسارحهم ولكن بقيت الضحية واحدة، والهدف متغير.
فبات من الواضح للجميع بأن من يقود الجماعات الأرهابية هم سياسيون وبأهداف سياسية بحتة ويستغلونهم للضغط على دول للنيل منها ومن وحدتها، وباسم الدين والعقيدة والمذهب. ولنا تجاربنا الخاصة بتفجيرات عمّان واحداث قلعة الكرك وغيرها، وما شهدناه بالايام الاخيره ماهو الا استكمال لحلقات الضغط على الاردن وقيادته وسياسته، وماحدث مرفوض لدى الجميع عقائدياً وخُلقيًا وعرفاً توارثناه، وما صار وحدث ماهو إلا انجراف للبعض القليل جداً من شبابنا خلف اصوات مجهولة ورسائل مسمومة بثها الاعداء بجوارنا بتوافق مصالح بينهم وغرسوا بين اطيافنا المُسالمة شياطينهم ليقتلو الاخ وابن العم والولد.
وطننا يمُر بفترة انتقالية اقتصادياً وسياسياً حساسة وحاسمة، ولن تروق للجميع ممن حولنا، تحتاج تكاتف كل جهود ابناء وبنات الوطن لحمايته، والانتباه والحذر من اولئك الذين يتربصون به، وبعون الله وبتكاتفنا والتفافنا قادرين على افشال كل خططهم.
اعدائنا وإن كثروا فنحن نحصيهم ونعدهم ونعلم مطلبهم، حدودنا محتقنة سياسياً ومنهكة اقتصادياً، ومنهم من أعلن العداء ومنهم من يستره وهو لنا واضح.
أعدائنا حاولوا مراراً وفشلوا وتكسرت مؤامراتهم وخططهم بصلابة مواقفنا، فما يحدث الآن ليس مستغرباً ولا مفاجئًا، وكان متوقعًا، استغَل ويستغِلُ الظروف الاقتصادية والتضخم الذي نعاني منه (ويعانو منه هم أيضاً) وبعض السلبيات والثغرات الموجودة بيننا.
رسالتنا لأعدائنا نقولها ونرددها وبصوت عالي مسموع، الأردن بلد عصي، نسيج متجانس، شعب صلب رغم طيبته، عنيد على ثوابته رغم سماحته، شعاره ثابت لا يتغير(الله، الملك، الوطن)، نختلف مع الحكومات على النهج والأداء، ولكن كنا ومازلنا وسنبقى مع القائد والوطن. نبجل ونحترم ونقدر حملة الشعار ومن لبس الفوتيك، نؤمن بعقيدته ونعلم بأنه باراً بقسمه ولو كلف ذلك حياته، فهم “الأصدق قولاً والأخلص عملاً”.
ونصيحتنا (لأعدائنا الغُشم) لا تختبرونا، فعند الجد كلنا جُند، وكلنا جيش، ونقسم كما يقسمون، ونصدق العهد والوعد كما هم صادقون، فأردننا واحد وقائدنا واحد ورايتنا واحدة، وأرواحنا دونهم وفدائهم.