تطور لافت في الحرب الروسية الأوكرانية ومستقبلها عام 2023
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

يبدو، سياسيا وعسكريًا أن ما بعد  زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحقق وجوده الفعلي في البيت الأبيض.

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد،والكونغرس، ليس كما قبل هذه الزيارة الخطيرة جيوسياسية وامنيا، بالنسبة لدول النزاع، روسيا، أوكرانيا، الولايات المتحدة، وبالطبع حلف الناتو.

.. *تطور لافت.. ولكن؟

 

.. ونقلت محطات التلفزة والإعلام الروسية والدولية، “حركة سريعة لافتة” عندما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين :”استعداد بلاده للتفاوض من أجل إنهاء النزاع في أوكرانيا ضمن حلول مقبولة لدى جميع الأطراف المشاركة في النزاع”؛ ذلك بدون اي ايضاحات عملية او عسكرية.

لهجة بوتين، خلال مقابلة مع التلفزيون  الروسي الحكومي، بدأ كمن يلعب على رقعة من الشطرنج المشتل، قال:”روسيا تتصرف بشكل صحيح ولمصلحة شعبها،(….) وهي على استعداد للتفاوض مع جميع الأطراف(..) ضمن حلول مقبولة لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكن تلك الأطراف ترفض”، وكأنه، بوتين، دخل العام 2023,في سنة جديدة من واقع الحرب الروسية الأوكرانية، دون أي مؤشرات  لحسم النزاع.

.. ويأتي ذلك، في تحليل استراتيجي أولى، بعد أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتكثيف الدعم لأوكرانيا والإشادة المعلن  بمقاومة الغزاة الروس بينما كان يرحب بالرئيس الأوكراني  في البيت الأبيض.

*بايدن لزيلينسكي.. والغرب يستمع!

 

محاورات  بايدن لزيلينسكي ،  وضعت صورة الولايات المتحدة، كداعم رئيس في الحرب، التي وصفها بايدن منذ اليوم الأول في شباط الماضي، انه يسمع قرقعة الحرب العالمية الثالثة، وهذا ما حرصت عليه الإدارة الأميركية وحلف الناتو، وزيلينسكي عزز الدعم بالقول:كل الشكر “على دعمك الكبير”، في المقابل قال بايدن: “سنواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ، وخاصة الدفاع الجوي”.

.. وفي محور الزيارة الأوكرانية، يخبر زيلينسكي بايدن  في واشنطن:”بتقدير قلبي” للدعم الأمريكي ، ويشكر رئيس الولايات المتحدة والكونغرس و “عامة الشعب” في الولايات المتحدة الأمريكية.

*أفق الإمكانات العسكرية الروسية

 

يزيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  ، إن روسيا ستواصل تطوير إمكاناتها العسكرية والجاهزية القتالية للقوات النووية على خلفية هجوم موسكو على أوكرانيا المدعومة من الغرب، بحسب رؤيته التي تؤشر الى إن القوات المسلحة والقدرات القتالية  للجيش الروسي:”تتزايد باستمرار وكل يوم، بحسب تصريحات لبوتين خلال لقاء متلفز مع كبار الضباط في بلاده “هذه العملية ، بالطبع ، سوف نبني عليها”.

 

وأضاف، في تهديد واضح:” أن روسيا ستعمل أيضًا على “تحسين الاستعداد القتالي لثالوثنا النووي”.

 

.. وفي توقيت متواز، قالت ايران، انها تحذر أوكرانيا من نفاد صبرها إزاء اتهامات  بيع الطائرات بدون طيار لروسيا؛ ذلك النفي الذي يعني الاثبات:”

تكرر طهران نفيها أنها أرسلت طائرات روسية بدون طيار لمهاجمة البنية التحتية الحيوية بعد أن أبلغ زعيم كييف الكونغرس أن إيران متحالفة مع موسكو في ‘سياسة الإبادة الجماعية”

 

*إمداد كييف بأنظمة “باتريوت”.

 

في تحليل معمق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين أن : إدارة بايدن ستزود أوكرانيا بتقنية تسمح بتحويل الذخائر الجوية إلى قنابل ذكية.

‎‏‎

وكان رد موسكو، يكشف عن تشتت في الرؤية العسكرية :” إمداد كييف بأنظمة “باتريوت” يخلق مخاطر جديدة على الأمن العالمي والولايات المتحدة مسؤولة عن تصعيد الصراع”، وما كان من الرئيس

بايدن، خلال استقباله زيلينسكي إلا التأكيد: “بوتين صعد من هجماته ويحاول استخدام الشتاء كسلاح”.

.. وعزز الرئيس الأمريكي الموقف الأوكراني بالقول:” سنقوم بتعزيز قدرة أوكرانيا على الدّفاع عن نفسها ولا سيّما الدّفاع الجوّي ببطاريات صواريخ “باتريوت”.

.. لكن، الخارجية الروسية كانت واضحة عندما نوهت:” الولايات المتحدة تزيد من وجودها العسكري على أراضي ‎أوكرانيا مما يهدد بمواجهة مباشرة مع ‎روسيا”، ما يترك المستقبل الأمني مجهولا.

*البنتاغون.. بيلاروسيا.

عمليا يراقب البنتاغون، واقع الحرب بعد الزيارة المثيرة للجدل التي تمت للرئيس الأوكراني، وقد قالت الإدارة الأميركية، ان :” الولايات المتحدة ليس لديها أي معلومات تشير إلى أن بيلاروس تستعد للمشاركة في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا”.

‏‎وليس من المنطق العسكري او الأمني، التغاضي عن مفهوم الجيوسياسية الأمنية التي اوضحها الرئيس البيلاروسية لوكاشينكو، الذي كشف : “وضعنا في الخدمة على أراضي بيلاروسيا منظومتي إس 400 واسكندر المقدمتين من ‎روسيا”،وأن بلاده:”  لن نكرر الأخطاء التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي” .

 

*الأمين العام للأمم المتحدة.

مع تهديد روسي  شديد اللهجة من “عواقب غير متوقعة”،افاق العالم وحلف الناتو على أزمة تسلح جديدة ، قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للجيش الأوكراني، منحة منظومة صواريخ باتريوت.

.. ووفق المصادر، روسيا هددت بتدميرها إذا وصلت أوكرانيا، مع إثارة تساؤلات أمنية:هل تغير صواريخ باتريوت الأمريكية مسار الحرب؟

.. يأتي جواب السؤال مبهما، بالذات من حلف الناتو، ودبلوماسية معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالذات الطاقة، في شتاء اوروبي، أميركي دخل عاجلا، ولا مجال التهاون في ظلال الثلوج والصقيع، فيما تتبري الأمم المتحدة عبر أمينها العام  بالتصريح والأمل.. وربما المجهول:”

نأمل بشدة أن نتمكن من تحقيق السلام في ‎أوكرانيا خلال عام 2023″ .

عمليا، تجتهد الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لوضع خطة دبلوماسية دولية، يشارك بها دول المنطقة والإقليم، مؤشرات ها تصطدم بالصراع السياسي، الذي يدور حول تقيمم الغزو الروسي، واستنادا إلى  أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يسعى لإحداث تغيرات في طبيعة الدعم الغربي،  والدولي المعلن ومن حلف الناتو لمقدرات الحرب التي  أنهت دخلت عمليا  شهرها  الحادي عشر، وسط تكهنات بأزمة عسكرية وأمنية واقتصادية، طاقة ووقود  الشتاء،والتغذية والمياة  ما يؤثر على حياة الجيش الأوكراني وسكان المدن، في ظل انقطاع مصادر الطاقة والكهرباء،ومخاوف التهديدات الروسية العميقة.

.. وعلينا وعي، انه قبل ساعات من زيارة زيلينسكي  لواشنطن، ، قال الرئيس الروسي  إن موسكو ستواصل العام المقبل 2023  تطوير إمكاناتها العسكرية والجاهزية القتالية لقواتها النووية.

.. نحن نقترب من محددات جديدة لأشكال من الحروب التي رعتها تهديدات روسيا، وميول الغرب نحو تناسي فهم دلالات النهاية. فليس أي نهاية تضع الرصاصة في الجيب.

زر الذهاب إلى الأعلى