ما بين عصفور و راية ضاعت الف رواية
بقلم: المهندس عدي الذنيبات
النشرة الدولية –
ضجت، وأنشغلت، مواقع التواصل الاجتماعي، الأردنية مؤخراً، بالتعديل الاخيرعلى تصميم الدينار الأردني بين مؤيد و معارض لها، فالعصفور في نظر البعض طمس لإنجاز أردني بأيادٍ اردنية عربية خلصت اراضينا من سلطة كانت تسعى لتتريك هذه الارض و شعبها و طمس هويته الأردنية العربية الأصيلة الضاربة في عمق التاريخ.
ومن وجهة نظري بأن العصفور الوردي السينائي، اردني ربما اكثر مني و من غيري فقد عاش على الأرض الأردنية، الالآف من السنوات، متحمل، لهيب الصحراء و جفافها و في اعلى قمم الجنوب تحمل زمهرير بردها القارص ولم يفكر يوما بالانحياز لغير الارض فلم يدخل السفارات ولم يعقد اجتماعاتٍ في جنح الليل على طاولة اجنبية.
العصفور، لمن لا يعرف يا سادة هو، أردني كما هي راية الثورة العربية الكبرى، عاصر العصفور اجدادنا الأنباط و المؤابيين و الضجاعمة الغسانيين، كما عاصرنا نحن احفاد الثورة العربية دولتنا الحديثة، بالمناسبه وعلى وقع الكلام عن الهوية الاردنية من منكم يعرف قرية بعجة الأثرية والتي يقدر عمرها بتسعة الاف عام او من يعرف قلعة جغيمان ومن يعرف الحارثة و عبادة و ماوية و اليانا العمّاني والأمير سلامة ؟
لذلك اطمئنكم و اقولها بمليء فمي، لن يمحو العصفور حضارات الاردن وانجازات الأردنيين على مدى الاف السنين الى يومنا هذا، فهذه الارض ذكرت في كل الاديان و الشرائع و عاش عليها الانبياء و الرسل ونعيش نحن اليوم و سيعيش احفادنا من بعدنا.
من نافلة القول، أننا نحن ورثة هذه الارض عليها نحيا وعليها سنموت ان شاء الله، ولكن يجب علينا تعليم هذه الأجيال واشباع عقولهم بهويتنا الأردنية وعن كل الامم التي عاشت هنا وعن انبيائهم و ملوكهم و طيورهم و حتى الخبز الذي اكلوه قبل 14 الف عام في شمال الاردن، فكلنا اردنيون من الخبز الى الطير الى البشر و الراية و الحجر.
حفظ الله مملكتنا من شرور الخائنين وخبث الكائدين وشماتة الاعداء … الى لقاء