غزة في قلب الأحرار
سوسن كعوش

النشرة الدولية –

ما زالت غزة رغم كل ما حل بها تسطر أروع ملاحم البطولة والفداء والتمسك بالأرض والهوية، فيعتصرنا الألم ونحن  نشاهد أوجاع اهلها ونتلمس معاناتها عن قرب لاسيما ما يربطنا مع كثير من أهلها من روابط المحبة والصداقة والدم.

وتعتقد قوة الاحتلال بترسانتها العسكرية المدعومة امريكيا وحلفائها واهمة انها ستجعل الفلسطينيين ينسون أرضهم ووطنهم وسرعان ما يصدم هذا الكيان وكل من دعمه بقوة وصلابة إرادة الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته ووطنه المحتل منذ 75 عاماً فلم ينسىوا شيئاً كما اعتقد قادة الاحتلال أن “الكبار يموتون والصغار ينسون” ففوجئوا بجيل جديد  أكثر تمسكاً وصلابة على البقاء والدفاع عن وطنهم.

ان ركام بيوت المدنيين وأجسادهم التي انتهكها جنود الصهاينة عبر طائراته وجنوده ومرتزقته ستكون جسراً من الإرادة الصلبة والعودة مجددا للفلسطيني كطائر الفنيق يحلق مدافعاً عن حقه الثابت أمام عالم عاجز عن حماية الإنسانية، ليكون هو وحدة القادر على كبح جماح آلة الحرب الصهيونية.

يجب على العالم المتغني بالديمقراطية أن يستفيق ويري الانسانية من كل الجوانب والاتجاهات وعدم تصنيف البشر بدرجات، فالشعب الفلسطيني عانا الويلات من هذا المحتل وكل من وقف بجانب قوة الاحتلال ضد شعب يقاتل من أجل انتزاع حريته و حقوقه المشروعة، وأولها الحق في الحياة وبناء وطن بدون احتلال كباقي البشر في العالم، ولا يمكن أن تستمر سياسة الكيل بمكيالين تجاه الشعب الفلسطيني وإعطاء الغطاء الدولي لعدوان همجي ولآلة الحرب الصهيونية، فقد آن الأوان لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف وعودة كل المهجرين إلى ديارهم وطرد هذا الاحتلال الهمجي.

إن القانون الدولي يمنع التهجير القسري للسكان في كل أنحاء العالم وقت النزاع ويعمل على حماية المدنيين، وما قامتبه الكيان الصهيوني هو خرق واضح وفاضح لكل القوانيين من استهداف للمدنيين ، عبر قصف البيوت المدنية الآمنة والتهجير القسري أمام كل العالم لما يقارب مليوني مواطن وأكثر، ووضعهم في مساحة سكانية صغيرة من غزة ،ولكن هذا المحتل الذي تعود على الكذب والرواية التي تظهره بأنه الضحية والمستهدف قام هذا بقصف هذه المناطق التي تعتبر أمنة وارتكب ويرتكب بكل تصميم أفظع الجرائم على مرأى عالم لم تحركه هذه الفظائع والإبادة الجماعية، أن هذا المحتل الهمجي استهدف المناطق التي قال أنها آمنة ودعا السكان المدنيين للنزوح قسراً لها، فالمطلوب من العالم أن يطبق القانون الدولي الإنساني وأن يضع حداً لما يقترفه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

كفى للباطل ان يطغى على الحق ،كفى من التظاهر بعدم رؤية أطفالنا يقتلون كل دقيقة …القلوب لم تعد تقوى على التحمل فهناك في غزة يُقتل شعبي بهمجية عدو نازي مجرم ،ونحن ننتظر تطبيق الشرعية الدولية، فلنوحد الصفوف والكلمة ” أوقفوا المجازر في غزة ،الأن “.

زر الذهاب إلى الأعلى