هل بدّلت السعودية استراتيجيتها في لبنان؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
في المرحلة الماضية بدأ المراقبون الجديون يشعرون بأن المملكة العربية السعودية عدلت جزءاً من استراتيجيتها السياسية في الساحة اللبنانية، اذ ان الرياض باتت أكثر اهتمامًا بالساحة اللبنانية بعد ان كانت في السنوات الماضية تتعاطى بلا مبالاة مطلقة تجاه لبنان.
لكن هذا التغيير في الاستراتيجية لا يعني تبدلاً في التموضع السياسي السعودي، بمعنى ان تغيير السياسة السعودية تجاه لبنان لا يعني تغيير السياسة التكتيكية تجاه القوى السياسية. اي ان الرياض لن تعود مثلا راغبة بعودة للرئيس سعد الحريري للعمل السياسي، او لن تكون جاهزة لقبول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية دون قيد او شرط، لكن الرياض فتحت في الايام الماضية باب جدياً للحديث عن امكان وصول رئيس فرنجية الى بعبدا، علماً ان السفير السعودي خلال جولاته في المرحلة الفائتة وضع مواصفات حاسمة وجازمة للرئيس التي لن تقبل بغيره الرياض وكان احدها ان يكون رئيساً سيادياً وإصلاحياً في اشارة الى عدم قبول اي رئيس حليف لـ”حزب الله”.
لكن على ما يبدو أن الرياض باتت اليوم تتعاطى مع الساحات بمنطق تسووي، اي انها تستطيع الاخذ والرد بينها و بين الايرانيين في مختلف الساحات الشائكة، اليمنية واللبنانية و غيرها، كذلك الامر ينطبق مع الرئيس السوري بشار الاسد. لذلك بدأ بعض المراقبين للوضع الرئاسي يتحدثون عن امكان تبدل الموقف السعودي من فرنجية، خصوصاً بعد الدعوة التي وجّهت اليه للذهاب الى فرنسا.
لم تعد الرياض مهتمة بالتفاصيل اللبنانية كما في السابق لكنها في الوقت نفسه لن تتعاطى مع الساحة اللبنانية كما تعاطت خلال فترة ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، اذ انها ترغب بالحفاظ على نفوذها السياسي في لبنان مهما كانت التسوية فيه على رئاسة الجمهورية او رئاسة الحكومة وغيرها من القضايا، لكنها لن تسلّم لبنان الى خصومها التقليديين حتى لو حصلت تسويات كبرى معهم.
هكذا هي مؤشرات المرحلة المقبلة التي تلعب فيها السعودية دوراً حاسماً في امكانية حصول تسوية كبرى في لبنان او امكانية عرقلة هذه التسوية، لذلك فإن السعودية التي لاتزال لاعباً اساسياً في الحياة السياسية اللبنانية بدأت توحي بمؤشرات مغايرة ستبدل الكثير من التوجهات في لبنان في حال استمر الواقع الاقليمي بمساره الحالي.