الانظار تتجه الى الرياض.. فهل يتنازل “حزب الله”؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
تعمل القوى السياسية اللبنانية بشكل مستمر على إظهار نيّتها الوصول الى تسوية بعيداً عن اعتبارات بعض الاطراف أو تعنّت هذا الفريق أو ليونة الاخر والذي يؤدي بين فترة وأخرى الى عرقلة المفاوضات. ولكن بالمجمل، فإن كل القوى السياسية تحاول اظهار رغبة جامحة للوصول الى حلول تنقذ الواقع اللبناني من حالة الانهيار القاسية التي يمرّ بها.
احدى النقاط الاساسية التي تُجمع عليها مختلف القوى السياسية حتى معظم قوى الثامن من آذار بأن لا حلّ جديا في لبنان على المستوى الاقتصادي والمالي والنقدي الا بالمصالحة الكاملة مع دول الخليج وتحديداً مع المملكة العربية السعودية على اعتبارها مجتمعة الوحيدة القادرة على ضخّ كميات كبيرة من الاموال في السوق اللبناني والبنك المركزي.
كذلك، فإن الدول الاوروبية المهتمة بالوصول الى حلّ سياسي في لبنان والى تطبيق الاصلاحات اللازمة فيه، تحرص على ان تكون الرياض جزءاً من المشاورات الحاصلة اليوم، ولا تتسرّع هذه الدول بالذهاب نحو أي تسوية سياسية او التزامات من دون التشاور مع المملكة، على اعتبار انها هي الاقدر على انهاء الازمة في لبنان. الامر الذي فسّره الموقف الفرنسي من ضرورة الوقوف عند رأي السعودية في مجمل الملفات اللبنانية العالقة سيّما الملفّ المرتبط بالاستحقاق الرئاسي.
من جهة اخرى، فإن “حزب الله” الخصم الأشرس للمملكة العربية السعودية منذ مدة طويلة والمتمسك بخصومته حتى اليوم، يحاول وبالتوازي مع المفاوضات السعودية – الايرانية، إظهار ليونة ما تجاه الرياض اقلّه على المستوى الاعلامي، الامر الذي تظهّر في خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي بدت مؤخراً اقلّ حدّة في الهجوم المباشر على المملكة.
واحدة من اسباب الهدنة بين “الحزب” والرياض هي أن الاول لا يمانع الوصول الى تسويات مع المملكة في المرحلة المقبلة تحفظ لها دورها ونفوذها كما تحفظ النفوذ الاميركي والغربي في لبنان، ما يعني أن “الحزب” مهتمّ بعودة التوازن الى البلاد من دون ان يسعى أي طرف او خصم اقليمي ودولي للقضم من نفوذه وحصته ومصالحه الاساسية في لبنان.
كل الانظار تتجه اليوم بشكل متسارع نحو المملكة العربية السعودية وموقفها من الساحة اللبنانية والازمات المتراكمة وكيفية تعاطيها معها، اضافة الى نوع المطالب السياسية التي ستحدّدها، ويدور السؤال الاساسي حول ما اذا كان “حزب الله” سيتنازل عن بعض المكاسب لصالح الرياض بهدف ضمان عودتها الى الساحة اللبنانية بشكل مطمئن يحمّسها على تقديم الدعم للدولة اللبنانية.